ملف تورط بلاتر في قضايا فساد على مكتب التحقيقات الفيدرالي

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت استقالة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر المفاجئة التي أعلنها الثلاثاء ورشة عمل كبرى في الفيفا، حيث بدأت معركة خلافته على رأس هذه المؤسسة التي تهزها فضيحة فساد كبرى. وقد أفادت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) وسع تحقيقاته في إطار فضيحة الفساد التي تهز الفيفا وباتت تشمل بشكل مباشر بلاتر (79 عاما). ADVERTISING وقد أعلن بلاتر الذي انتخب لولاية خامسة على رأس الفيفا الجمعة، استقالته المفاجئة الثلاثاء، معلنا أن «هذه الولاية لا تحظى بدعم عالم كرة القدم أجمع». وأضاف: «لهذا سأدعو إلى جمعية عمومية استثنائية لانتخاب رئيس جديد»، يفترض أن تنعقد بين ديسمبر (كانون الأول) 2015 ومارس (آذار) 2016. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بلاتر البالغ 79 عاما والذي يرأس الاتحاد منذ 1998 «يحاول منذ أيام أخذ مسافة من الفضيحة» لكن السلطات «تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي الفيفا المتهمين» بالفساد لتضييق الخناق عليه. وأفادت شبكة «إيه بي سي» بأن «إف بي آي» والمدعين الأميركيين يشتبهون بتورط بلاتر في وقائع مرتبطة بفساد ورشا أدت إلى توقيفات الأسبوع الماضي. وصرح مصدر لقناة «إيه بي سي»: «فيما يحاول الجميع النفاد بأنفسهم، هناك سباق مؤكد بين من سينقلب على الآخرين أولا». وقد دعت المفوضية الأوروبية الأربعاء إلى «تغيير جوهري» داخل الفيفا، معتبرة أن استقالة بلاتر تشكل «مجرد خطوة في عملية طويلة لإعادة الثقة ووضع نظام قوي لحسن إدارة الفيفا». وفي موسكو أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأربعاء أن روسيا تواصل التحضيرات لكأس العالم لكرة القدم الذي ستستضيفه في عام 2018 رغم استقالة بلاتر. وقال: «روسيا تواصل التحضيرات لمونديال 2018. كل المشاريع جارية». من جانب آخر، دعا الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم ثيو تسفانتسيغر إلى إعادة النظر بمنح قطر استضافة مونديال 2022. من جهته، رد الاتحاد القطري لكرة القدم على تصريحات رئيس الاتحاد الإنجليزي غريغ دايك الذي اعتبر أنه يتعين على منظمي كأس العالم 2022 في قطر أن يقلقوا بعد استقالة بلاتر. وأصدر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بيانا رسميا يؤكد أن قطر ليس لديها شيء تخفيه في ما يتعلق بملف ترشيحها. وقد شهدت بورصة الدوحة تراجعا خلال تداولات أمس على خلفية مخاوف حول إقامة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر بعد استقالة بلاتر. وبالنسبة لمعركة خلافة بلاتر، سيترشح الأمير علي بن الحسين للانتخابات الجديدة لرئاسة الفيفا، حسبما أكد نائب رئيس الاتحاد الأردني صلاح صبرة الثلاثاء لوكالة الصحافة الفرنسية. كما أعلن الكوري الجنوبي شونغ مونغ - جون نائب رئيس الفيفا سابقا والشخصية النافذة في عالم كرة القدم الآسيوي أنه يفكر في الترشح لخلافة بلاتر. وتدور تكهنات أيضا حول ترشح الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وتلقى عالم كرة القدم استقالة بلاتر بشكل إيجابي. واعتبر بلاتيني أن استقالة بلاتر «قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح». واعتبر رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الاستقالة «أمرا عظيما لكرة القدم»، فيما ضجت صحف بلاده بالخبر صباح الأربعاء. كما اعتبر رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ الذي كان مرشحا لرئاسة الفيفا الجمعة الماضي، أن استقالة جوزيف بلاتر «نبأ جيد». وانسحب فان براغ من الانتخابات لمصلحة الأمير علي بن الحسين. وأكد فريق عمل الأمير الأردني أن «الأمير علي جاهز لتولي رئاسة الفيفا في أي لحظة في حال طلب منه ذلك». كما اعتبر النجم البرتغالي لويس فيغو الذي كان ترشح لهذا المنصب قبل أن يعلن انسحابه على موقع «تويتر» «أنه يوم جيد للفيفا ولكرة القدم. التغيير سيأتي أخيرا. قلت يوم الجمعة الماضي إن هذا اليوم سيأتي عاجلا أم آجلا، وها هو». أما «الملك» بيليه فطلب من «الشرفاء» تنظيف ساحة كرة القدم العالمية. وأعرب اتحاد الكونكاكاف الذي يمثل دول أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي عن استعداده للمساعدة لإعادة «بناء» الفيفا. واكتفى الاتحاد الآسيوي الذي أيد إعادة انتخاب بلاتر بالتأكيد على أنه يراقب «الموقف عن كثب» وسوف يناقش الأمر مع الاتحادات الوطنية من أجل التوصل «إلى أفضل السبل لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والكرة العالمية قدما». وبدت الصحافة الأوروبية قاسية جدا مع بلاتر. وعنونت صحيفة «ذي صن» البريطانية في صفحتها الرياضية «نلنا منه»، في عبارة تذكر بعبارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما أعلن القبض على صدام حسين. وعنونت «الغارديان»: «السقوط: بلاتر يغادر»، و«الديلي تلغراف»: «ذهب بلا رجعة». وفي فرنسا كتبت صحيفة «ليكيب» الرياضية عن «سقوط إمبراطورية» بلاتر. وكتبت «ليبراسيون» ساخرة: «هذا البلاتر، سيضحكنا حتى النهاية» تحت عنوان «فيفا نوسترا». وأعلن منظمو كأس العالم لما دون 20 عاما في نيوزيلندا أنهم لا يرغبون في حضور بلاتر، بعد أن كان قرر حضور المباراة النهائية في 20 يونيو (حزيران). كما رحب عدد من الشركات الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم منها «كوكاكولا» و«أديداس» و«فيزا» و«مكدونالدز» و«هيونداي» باستقالة السويسري، معتبرة أنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إعادة بناء الثقة. وأعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ «احترامه» لقرار بلاتر، وعبر عن سعادته «بالإصلاحات الضرورية» التي ينوي السويسري تحقيقها من الآن وحتى رحيله. وقال بلاتر، بانتظار الجمعية العمومية الاستثنائية: «سأستمر بأداء واجبي حتى ذلك الحين، وأنا الآن متحرر من قيود الانتخابات، وسأركز على الانخراط في إصلاحات طموحة»، مضيفا: «الفيفا بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة بمواجهة التحديات التي لا تتوقف». وأعلنت استقالة بلاتر بعد ساعات على اتهام صحيفة «نيويورك تايمز» الأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالكه بتسديد 10 ملايين دولار إلى حسابات يديرها نائب الرئيس السابق جاك وارنر، الذي اتهمه القضاء الأميركي في فضيحة فساد. وكانت الشرطة السويسرية أوقفت الأسبوع الماضي بموجب طلب من السلطات الأميركية، سبعة من مسؤولي الفيفا الرئيسيين في فندق في زيوريخ. وجرت التوقيفات قبل يومين من انتخاب رئيس للاتحاد، بناء على طلب من القضاء الأميركي في إطار تحقيق حول وقائع فساد تعود إلى نحو 25 عاما. في النهاية اتهم 9 من أعضاء الاتحاد و5 من شركائه. وفي اليوم نفسه تمت مداهمة مقر الفيفا في إطار قضية جنائية سويسرية منفصلة، للاشتباه في أعمال «تبييض أموال وإدارة مخالفة للقانون» تتعلق باختيار روسيا وقطر بالتوالي لاستضافة كأسي العالم 2018 و2022. وفيما تنتهي حقبة بلاتر، تستمر الملاحقات الجنائية، حيث أعلنت السلطات السويسرية أن استقالته «لا تؤثر» على التحقيق الحالي.

مشاركة :