إعداد: عبير حسينكشفت دراسة ألمانية حديثة أجرتها جامعة هايدلبرج، أن إدمان الهواتف الذكية يغيّر شكل الدماغ البشري، وحجمه، بطريقة مماثلة لإدمان المخدرات. وأجريت الدراسة التي نشرتها مجلة «سلوكات الإدمان»، على مجموعتين، الأولى 22 متطوعاً، مدمنين على استخدامي هواتفهم الذكية، والثانية 26 معتدلي الاعتماد على الهواتف. وكشفت الصور التي التقطها ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، تقلص حجم المادة الرمادية في بعض الأجزاء الرئيسية من أدمغة الفريق الأول، كما أشارت إلى انخفاض أنشطة أدمغتهم مقارنة بأعضاء الفريق الثاني الذين حافظت أدمغتهم على قدر كبير من الكفاءة، والإدراك، والتنبه.وكتب الباحثون في مقدمة الدراسة «نظراً لاستخدامها على نطاق واسع وشعبيتها المتزايدة، تتساءل الدراسة الحالية عن ضرر الهواتف الذكية، على الأقل لدى الأفراد الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر تطوير سلوكات مدمنة متعلقة بها». وأضافوا «يعد إدمان الهواتف الذكية مصدر قلق متزايد بين العلماء، والأطباء، حيث يقضي الأطفال وقتاً أطول وأكثر على الهواتف». ونشرت الدراسة صورة معبرة يظهر فيها حجم المادة الرمادية GMV للدماغ في القشرة الحزامية الأمامية اليمنى، ويمثل اللون الأزرق شكل المنطقة في حالة معتدلي استخدام الهواتف، بينما يمثل اللون الأحمر المنطقة لدى مدمني الهواتف.وتجدر الإشارة إلى أن الجدل العلمي لا يزال دائراً حول تحديد معنى «إدمان الهواتف الذكية»، ووضع معايير محددة تصنف المستخدمين على أساسها، وبالتالي تحدد الشريحة الأكثر تعرضاً لخطر إدمانها.وتتسق نتائج الدراسة الألمانية، مع أخرى أجريت في جامعة كوريا، في سيؤول،2017، تحت إشراف بروفيسور الأشعة العصبية هيونج سوك سيو، واستخدمت «مطياف الرنين المغناطيسي»، وتوصلت إلى تأثير إدمان الهواتف الذكية على تغيير كيمياء الدماغ لدى شريحة المراهقين الذين خضعوا للدراسة التي كانت مصممة لتجربة علاج سلوكي إدراكي لمدمني ألعاب الفيديو. وساعدت الاختبارات المعيارية التي وضعها العلماء على تحديد درجة إدمان كل شاب ضمن عيّنة الدراسة، وعبر اكتشاف تأثير استخدام الهواتف في أنشطتهم اليومية بدءاً من الحياة الاجتماعية، وصولاً إلى أنماط النوم. وحصل العلماء على نتائج مرتفعة لاختبارات تكشف الإحباط، والقلق، ودرجة الأرق، والاندفاع لدى المراهقين الذين يعانون الإدمان على هواتفهم الذكية.
مشاركة :