سعت تركيا منذ أعوام للترويج لقضية تدويل الحرمين ومزاعمهم حول عدم قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة شؤون الحرمين الشريفين، ورغم أنّ الأمر كان على استحياء في وقت مضى إلاّ أنّه بات مفضوحاً وواضحاً الآن، حيث كشفت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تلك المطامع، المنطلقة من حلم إعادة الحكم العثماني. سعى رجب طيب أردوغان لاستعطاف المسلمين بالتصاريح الزائفة واستغلاله لقضايا إسلامية كقضية فلسطين، إذ يدعي الرئيس التركي بأنه يدعم سيادة دولة فلسطين وفي المقابل تعد تركيا من أوائل الدول المسلمة التي اعترفت بإسرائيل كدولة وبالقدس كعاصمة لها، إضافة إلى ذلك فقد تم رصد حملات تركية تستهدف المملكة لإثبات عدم جدارتها في إدارة الحرمين والمناسك الدينية حيث كان أخرها انتهاك حرمة الصفا والمروة التي قام بها معتمرون أتراك عن طريق تسيس الشعائر لخدمة أجندة سياسية وإقامة مظاهرات أثناء العمرة لترديد الشعارات الزائفة. تصريحات المسؤولين الأتراك تؤكد مطامع الحكومة التركية في مزاحمة المملكة على قيادة العالم الإسلامي وترويجهم لملف تدويل الحرمين، من خلال استغلال أصغر الحوادث التي تحدث للحجاج والمعتمرين، ومن ذلك تصريح نائب زعيم حزب العدالة والتنمية التركي "نعمان كورتلموش": "إذا شك المسلمون في أمن الحج فلن تبقى صفة خادم الحرمين الشريفين ولن يتم أداء الشعائر بطمأنينة ", محاولاً التشكيك في قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم وتأمين مواسم الحج والعمرة، كما صرح رئيس الشؤون الدينية التركية "علي أرباش" بقوله: "هناك مشكلة واضحة في إدارة الحج، ونعتقد أنه أصبح من الضروري عقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين الحج". وتحقيقاً لغايتها أقدمت الحكومة التركية على التعاون مع الحكومة الإيرانية، حيث تفتعل الثانية المشاكل والأحداث وتتبنى الأولى تضخيمها ونفخها ومحاولة استخدامها للحديث عن تدويل الحرمين، حتى وصل الحل بالخلايا التركية للترويج لاستحقاق أردوغان للقب خادم الحرمين الشريفين، بسبب تصريحاته الرنانة! وبعيداً عن الكلام والشنشنة، تجلت جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين أعواماً عديدة تحت حكم ملوك المملكة فقد كلفت خدمات توسعة الحرمين وصيانته أكثر من 100 مليار دولار، فيما يثبت نجاح مواسم الحج جدارتها في صون الشعائر الدينية وتوفير البيئة المناسبة لحجاج بيت الله والمعتمرين، تستقبل المملكة زوار بيت الله عبر 12 منفذا حيث يصل إليها أكثر مليوني حاج حسب أخر الاحصائيات ووفرت لهم أكثر من 350 ألف يد عاملة لخدمتهم، كما تقدم المملكة الرعاية الصحية للحجاج وتحرص على توفير جو مناسب للحجيج لأداء مناسك الحج بأمن وأمان.
مشاركة :