عمان سامي محاسنة وصف مراقبون أردنيون غضب رئيس مجلس الأعيان، طاهر المصري، من إبعاده عن موقعه قبل أيام بأنه انشقاق عن النظام الأردني خاصةً بعد إعلانه أن خروجه جاء على خلفية الأصول والمنابت لأنه أردني من أصل فلسطيني. واعتبرت أوساط سياسية أردنية أن المصري، الذي خرج من مجلس الأعيان بعد أن تقلد أعلى المناصب في الدولة كرئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة ولجنة الحوار الوطني ووزارة الخارجية، انقلب على النظام الذي منحه كل هذه الامتيازات. ووصف المصري خروجه من مجلس الأعيان، الذي يعد إحدى غرفتي السلطة التشريعية في الأردن، بـ «استبعادٍ له ولتياره الإصلاحي». ورفض المصري، الذي أثار خروجه من «الأعيان» جدلاً واسعاً في البلاد خلال اليومين الماضيين، الخوض في تفاصيل «هذا الاستبعاد»، إلا أنه ربطه بـ «أبعاد متعلقة بالأصول والمنابت»، على حد قوله. وكان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أصدر في 25 أكتوبر الجاري مرسوماً بتعيين رئيس أول حكومة في عهده، عبد الرؤوف الروابدة، بدلا عن المصري. وسيطر على تشكيلة المجلس الجديد، الذي يعد اختيار رئيسه والأعضاء صلاحية دستورية للملك، قوى تصفها الصحافة بالشخصيات المحافظة. ورداً على سؤال حول أسباب خروجه من «الأعيان»، أرجع المصري الأمر إلى «بعض مراكز القوى الأمنية وبعض الأشخاص الذين تسلموا المسؤولية وتلوَّنوا على كراسيها وضللوا الحكم بوجهات نظر مغرقة بالمحافظة والرجعية وربما غيرهم». واستدرك «لكن خروجي ليس كلفة لخطاب الإصلاح وحده، بل أيضا كلفة لها ارتباطات بالأصول والمنابت، وهذا مع الأسف ما بات يفسره المحللون ويأخذ به الرأي العام». وحذر المصري الملك عبدالله الثاني من ثورة الجوع عند الأردنيين، قائلا إن الحراك المعيشي لم ينتهِ وإنه من الخطأ التشفي في جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنه دعا إلى تركهم لخلافاتهم. وأشار إلى قناعة لدى المسؤولين بأن الحراك السياسي انتهى، وأضاف «بينما أنا حاولت إيصال رسالة مفادها أن الحراك المعيشي أو حراك الجوع، وهو الأخطر، لم ينته لأنه من الممكن إرضاء الحراك السياسي بقانون انتخاب جيد لكن الحراك المعيشي يمكن أن ينفجر، وهذا أخطر». وتابع في معرض تشخيصه للأوضاع في الأردن أن «هناك شعورا لدى المراجع العليا أن العالم بحاجة إلى الأردن وأن الوضع السياسي لدينا عال العال في الخارج ونحن مطمئون تجاه الوضع الداخلي وأن التعامل معه بسيط، لكنني قلت إن هذا لا يعني أننا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، فأنا أعتبر هذه العوامل موجودة، ونبهنا لها».
مشاركة :