إكسبو دبي.. لحظة تواصل عالمية فريدة

  • 2/20/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يرى العديد من المراقبين أن معرض «إكسبو» العالمي يعد أكبر حدث يعرض لدولة منتجاتها وثقافتها خارج حدود هذه الدولة، إنه من الفعاليات القليلة التي تستأثر باهتمام عالمي شامل، ولكن على النقيض من الأولمبياد وبطولة كأس العالم لكرة القدم، فإن «إكسبو» ليس «حدثاً إعلامياً»، بل يحتاج المرء للشعور به وتجربته أن يكون موجوداً فيه وحاضراً لفعالياته. لقد بدأ تنظيم هذا المعرض العالمي العملاق لأول مرة في عام 1851 بلندن، حينما استضافت «المعرض الكبير للأعمال الصناعية لكل الأمم»، بمشاركة 34 دولة. ومن المنتظر أن تقام النسخة المقبلة من «إكسبو2020» في دبي، بدءاً من 20 أكتوبر 2020، وحتى 10 أبريل 2021، لتكون هي المرة الأولى التي يقام فيها هذا المعرض المشهود في منطقة الشرق الأوسط. إن «إكسبو 2020 دبي» سيصنع التاريخ، ذلك أنه من المتوقع أن يكون أكبر حدث دولي في التاريخ من حيث حجم التنوع الثقافي والعرقي لزواره. حيث سيمتد النطاق الجغرافي لجنسيات زواره ليغطي مناطق الشرق الأوسط، جنوب آسيا، شرق آسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، أمريكا اللاتينية، وأوقيانوسيا، وعليه فإن التجمع البشري المتنوع وغير المسبوق المتوقع أن يحضر الحدث المُنتَظَر سيكون بمثابة رمز بالغ القوة إلى لحظة تواصل عالمية فريدة. ثمة عامل آخر يميز «إكسبو 2020 دبي» عن أي نسخة أخرى سابقة من سلسلة معارض «إكسبو» العالمية، وهو ما يتيحه من تفاعل بين حياتنا الرقمية وعالمنا الطبيعي، حيث سيوفر لزواره تجربة تتضمن إحساسين، أحدهما بالمكان الطبيعي المحيط به، والآخر بالتواصل مع الآخرين عبر التقنيات الرقمية المبتكرة التي سيشاهدونها ضمن فعاليات الحدث. لن يكون «إكسبو 2020 دبي» مجرد مكان طبيعي خاضع للحدود المكانية الطبيعية، وإنما سيكون موقعاً متسعاً وممتداً في انسيابية فائقة يوفر لزواره تجربة يمكنهم بسهولة وبصفة فورية مشاركتها مع الآخرين خارج حدود المكان. سيمثل «إكسبو 2020 دبي» تحدياً مثيراً، لكنه في نفس الوقت صعب، ذلك أن جعل عروض تقديم الأجنحة المشاركة في الحدث والتجارب التي تتيحها متصلة بهذا الطيف الواسع من الزوار ومؤثرة فيهم على نحو عميق، لن يكون بالمهمة السهلة على الإطلاق. إن مهمة الجناح التابع لكل دولة في الحدث ليست ببساطة مجرد ترويج لصورة دولة أو لتجربتها الثقافية، وإنما هو وسيلة لإظهار كيف يمكن للأصول الثقافية التي تمتلكها الدولة أو الابتكارات التقنية التي تقدمها أن تثري حياة الزوار، وبالتالي فإن تصميم استراتيجية تضمن نجاح «إكسبو 2020 دبي» يتطلب فهماً للتفضيلات الإعلامية المتنوعة لدى الزوار، استناداً للاختلافات الجوهرية فيما بينهم. فعلى سبيل المثال، فإن المنصات الإعلامية لدى سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشمل «واتس آب» و«شير إيت»، فيما يعد «أندرويد» أكثر الأجهزة شعبية في المنطقة، فيما تمتلك الصين مشهداً إعلامياً آخر خاصاً بها تتمثل أهم عناصره في «ويتشات»، «بايدو»، وأنظمة السداد عبر الهواتف النقالة. وعلاوة على ذلك، سيكون «إكسبو 2020 دبي» بمثابة ملعب لاختبار مدى قدرتنا على إعادة رسم وإعادة تعريف المعارض العالمية، في ظل مواصلة اكتشافنا لإمكانات الاتصال بين العالمين الرقمي والطبيعي. وأخيراً، وليس آخراً، سيقام «إكسبو 2020 دبي» في لحظة تشهد فيها النزعة الشعبوية تصاعداً في أجزاء عديدة من العالم، وعليه فإن الحدث المُنتَظَر سيوفر لنا حيزاً كونياً نحتاجه بشدة لضبط مشاعر القلق والاضطراب الثقافي السائدة لدينا حيال الإيقاع المتباطئ للعولمة، وسيبث فينا روح الانسجام والتناغم في ظل أصوات مرتفعة على نحو متصاعد في المشهد العالمي تنادي بالانقسام والفرقة. إننا نحتاج هذه الروح التي سيخلقها «إكسبو 2020 دبي» على نحو عاجل وأكثر من أي وقتٍ مضى. *مدير مركز «يو إس سي» للدراسات الدبلوماسية العامة ـ لوس أنجلوس كاليفورنيا ترجمة: سيد صالح طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :