عندما نقرأ عن مسيرة العمل الاجتماعي والتطوعي والخيري نجد أن المرأة السعودية منذ بواكير العمل الاجتماعي المؤسسي لها حضور كبير بتأسيسه والبذل له وإدارته، والتطوُّع بالعمل فيه مشارِكة منها في خدمة المجتمع وابتغاء الأجر من الله. * * * لم يقتصر حراك المرأة بالعمل الاجتماعي والتطوُّعي على بنات جنسها، بل أصبحت مساهمة بكل عمل إنساني يخدم أبناء الوطن بكافة أطيافه من رجال ونساء وأيتام وأرامل ومعاقين ومحتاجين. إن تجربة المرأة السعودية بالعمل الاجتماعي تستحق توثيقها للأجيال وبلورتها؛ تقديراً لعطائها وتحفيزاً لغيرهن بالاقتداء بها، نتطلَّع أن تتصدّي إحدى الباحثات لإصدار كتاب يُعَرِّف بإسهام المرأة وتطوعها بالعمل الخيري، وبذلها وقتها ومالها وكافة مناحي مشاركاتها في مؤسسات المجتمع المدني. ومن جانب آخر فالمرأة التي أعطت بهذا الميدان تستحق أن يبقى ذكرها وأن يتم تكريمها تقديراً لها. * * * وهناك عشرات من اللواتي نذرن جزءاً غالياً من عُمرِهِنَّ لخدمة المجتمع. وأذكر هنا فقط نماذج منهُنَّ يحضُرنَ بذاكرتي وأنا أكتب هذا المقال، ولكثرة من أعطين سأقتصر بهذا المقال على مدينة الرياض من أسماء بعض المؤَسِّسَات والناشطات ممن تحضُرني أسماؤهُنَّ. ومنهُنَّ الأميرة نورة بنت محمد والسيدة ثُريَّا شيخ ود. هلا التويجري وأ. جواهر بنت محمد بن صالح وأ. ندى البواردي وأ. سمها الغامدي وأ. صفية أبوملحة وغيرهن. * * * وبعد: إن سيدات الخير اللواتي عملن ويعملن بالجمعيات الخيرية تطوُّعاً هُنَّ أهلٌ للوفاء لهن بتكريمهنَّ بتسمية جمعيات أو قاعات باسمهنَّ، ونتطلَّع أن تتبنَّى إحدى المؤسسات الخيرية الكبيرة «فكرة التكريم للسيدات الناشطات بالعمل الاجتماعي والخيري»، بحيث تُدرَس الفكرة وتحدد المستحِقَّات للتكريم ونوعيته. إنه بقدر ما في هذا التكريم من تقدير فإن فيه رسالة لحفز من تسمح لهُنَّ ظروفهُنَّ بإعطاء جزء من وقتهنَّ وفكرهنَّ للعمل الاجتماعي. * * * =2= خلطة النجاح السرية ليس هناك عاملٌ واحدٌ يؤدي إلى النجاح، لكن هناك العديد من العوامل التي تشكَِّل ما يمكن أن يُسمى (الخلطة السرية) للنجاح. وإذا توافرت الأسباب سواء كانت معنوية أو مادية فإنها هي التي تجعل المرء أو المرأة يقفان على مشارف النجاح. ففي التجارة مثلاً: رأس المال وحده لا يمكن أن يحقق النجاح.. والإرادة وحدها لا توصّل إلى ميناء الفلاح.. والجدية لا تسير بصاحبها بمفردها إلى عوالم النجاح. لكن ما يقود إلى النجاح : عندما تجتمع كل هذه الأسباب ولا يرتهن الإنسان وإلى واحد منها أو يراهن على أحدها وبالطبع بعون الله أولاً وأخير!. * * * =3= آخر الجداول «وأشرف الناس أهل الخير منزلة وأشرف الحب ما عفَّت سرائره». أجل.. ليس أنضر من محيّا مانحٍ للعطاء وليس أنقى من محبٍّ عفيف بالهوى.
مشاركة :