أنقرة/عمان (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن تنفيذ عملية عسكرية تركية لصد هجوم قوات الحكومة السورية على معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا بات ”مسألة وقت“ بعدما أخفقت محادثات مع روسيا في وقف الهجوم. واحتشدت قوات تركية بالفعل داخل منطقة إدلب ويتوجه المزيد منها إلى المنطقة الحدودية، مما يجعل تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، وسوريا، المدعومة من قوات روسية، على شفا مواجهة مباشرة. وقال الكرملين، الذي يدعم مساعي الرئيس السوري بشار الأسد بالضربات الجوية، إن أي مواجهة بين القوات التركية والسورية ستكون ”أسوأ سيناريو“ وإن روسيا ستواصل العمل على منع تفاقم الوضع. وبدعم من طائرات حربية وقوات خاصة روسية، تقاتل القوات السورية منذ ديسمبر كانون الأول للقضاء على آخر معاقل مقاتلي المعارضة في محافظتي إدلب وحلب فيما قد يكون آخر فصول الحرب السورية الدائرة منذ تسعة أعوام. وفر نحو مليون مدني من الضربات الجوية والقصف المدفعي باتجاه الحدود مما ألقى عبئا هائلا على وكالات الإغاثة وأثار قلق تركيا التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري وتقول إنه ليس بوسعها استقبال المزيد. وفي كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، قال أردوغان يوم الأربعاء إن أنقرة عازمة على جعل إدلب منطقة آمنة حتى مع استمرار المحادثات مع موسكو. وذكر أن عدة جولات من المحادثات فشلت في التوصل إلى اتفاق حتى الآن. وأضاف أردوغان، الذي تملك بلاده ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، ”نحن على أعتاب آخر أيام النظام (السوري) لوقف أعماله العدائية في إدلب. نوجه تحذيراتنا الأخيرة“. وأضاف ”أجرت تركيا كل الاستعدادات لتنفيذ خطط عملياتها. أقول إننا قد نأتي في أي وقت. وبعبارة أخرى، هجوم إدلب ليس إلا مسألة وقت“. وأدلى الرئيس التركي بتصريحات يوم السبت بدا أنها تنطوي على تقديم موعد المهلة التي حددها من قبل بنهاية فبراير شباط لانسحاب القوات السورية من إدلب. ولم يُبد الأسد، الذي تحكم عائلته سوريا منذ نصف قرن تقريبا، أي مؤشر على الإذعان لهذا المطلب، إذ قال يوم الاثنين إن الانتصارات السريعة التي حققتها قواته تنذر بالهزيمة النهائية لخصومه. ويشمل هؤلاء مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا ومتشددين إسلاميين. جنود أتراك قال مصدر عسكري من المعارضة لرويترز إن هناك 15 ألف جندي تركي في شمال غرب سوريا الآن بعد تدفق العديد من قوافل التعزيزات والأسلحة على المنطقة في الأيام الأخيرة. وأضاف المصدر ”لا يمكنكم تخيل حجم التعزيزات التركية، أصبح نصف بلدة ريحانلي (الحدودية التركية) مليئا بقوات كوماندوس تركية مستعدة لدخول سوريا“. وأردف ”إنهم يجهزون قواتهم لساعة الصفر، من المتوقع أن تبدأ العمليات في أي وقت“. ووقعت أنقرة وموسكو اتفاقا في 2018 لإقامة منطقة خفض التصعيد في إدلب بما يسمح لهما بإقامة نقاط مراقبة. ومنذ تصاعد الصراع، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إن القوات السورية ملتزمة بالاتفاقات السابقة لكنها ترد أيضا على الاستفزازات. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ”إذا كنا نتحدث عن عملية ضد القوات المسلحة والسلطات السورية الشرعية فهذا بالطبع هو أسوأ سيناريو“. وخلال الأسبوع الماضي، استعاد الجيش السوري السيطرة على عشرات البلدات في ريف حلب وكذلك طريق إم5 السريع الذي يربط دمشق بحلب. ومن غير الواضح متى قد تستأنف أنقرة وموسكو المحادثات. وقال العميد الركن السوري المنشق أحمد رحال إن المحادثات التي أُجريت في موسكو يوم الاثنين ”كانت مُهينة لتركيا“ وأثارت غضب أنقرة. أضاف لرويترز أن الروس ”أخطأوا“. وتابع ”نحن نسير نحو عملية عسكرية تركية في سوريا متى تبدأ؟ لا أحد يعرف. قد تكون بأمواج، وليس بزخم حرب مباشرة وتتدرج لتشكل ردع“.
مشاركة :