مقالة خاصة: جدل في مصر بعد قرار نقابة المهن الموسيقية وقف مطربي المهرجانات عن العمل

  • 2/20/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 19 فبراير 2020 (شينخوا) شهدت مصر خلال الأسبوع الحالي حالة من الجدل الشديد على الساحة الفنية، امتدت إلى فئات مختلفة من المجتمع، على خلفية قرار وقف من يعرفون بـ"مطربي المهرجانات" عن العمل. وأصدرت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان هاني شاكر الأحد الماضي قرارا بمنع جميع مطربي المهرجانات من العمل. وحذرت النقابة في بيان رسمي جرى تعميمه على المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهي الليلية والكافيهات من التعامل مع هؤلاء المطربين، مهددة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين. وشمل القرار 23 فرقة ومطرب مهرجانات. وصدر القرار عقب حفل أقيم قبل أيام في استاد القاهرة، وأدى فيه مطربا المهرجانات حسن شاكوش وعمر كمال أغنية تحت اسم "بنت الجيران" تضمنت كلمات اعتبرتها النقابة "تجاوزا.. يخالف قيم المجتمع". وظهرت موسيقى المهرجانات في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، وهي موسيقى صاخبة مصحوبة بكلمات يستخدمها الشباب في ما بينهم في الشارع، لكنها مرفوضة من النخبة والطبقة الوسطى في البلاد. واستغل مطربو المهرجانات مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب في تحقيق الانتشار الفني. وفي هذا الصدد، أكد طارق مرتضي المتحدث باسم نقابة "المهن الموسيقية"، أن قرار النقابة منع مطربى المهرجانات من العمل "قرار نهائي". ودافع مرتضى، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن القرار بقوله "نعاني من حالة فوضى، فكل شخص يفعل ما يريد، ويدمر المجتمع وتراثنا بزعم أن له معجبين". وتساءل "هل نقف مكتوفي الأيدي أمام أزمة الكل يراها، وكل بيت فى المجتمع المصري يعاني منها، حيث نجد فنانا يغني وهو عريان، وآخر يغني للمخدرات ويستخدم ألفاظا لا تتماشى مع الذوق العام". وأشار إلى "تضامن كبير جدا مع النقابة من قبل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ورابطة النقاد" منذ صدور القرار. وقال إن أغاني المهرجانات تروج للإسفاف، واعتبرها "مرضا أسوأ من المخدرات". وأردف أن "المجتمع المصري يعاني من فيروس مطربي المهرجانات، لذلك كان لابد أن يكون للنقابة موقف مما يحدث". ورأى أن "هذه الأغاني تدمر ثقافة الشعب، لأن الموسيقى تشكل وجدان الناس منذ الصغر، وعندما تشكل وجدانهم بالغناء للمخدرات والبيرة والويسكي فإنك تدمر ثقافة شعب وأجيال قادمة، والنقابة تحارب للقضاء على هذه الظاهرة السيئة. وأرجع ظهور مطربي المهرجانات على الساحة الفنية إلى أنهم يقدمون "الصخب والرقص.. مع قلة وندرة الفن الحقيقي". لكن المطرب عمر كمال دعا النقابة إلى إعادة نظر في قرارها، الذي وصفه بأنه "خراب بيوت". وكمال هو صاحب أغنية "بنت الجيران"، مع حسن شاكوش، وهي الأغنية التي تجاوز عدد مشاهداتها 100 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وحلت في المركز الأول في قائمة ساوند كلاوند الأسبوعية للأغاني الأكثر تشغيلا. وتضمنت الأغنية جملة "أشرب خمور وحشيش"، التي أثارت استياء النقابة وعدد كبير من الموسيقيين والجمهور. وقال كمال لـ ((شينخوا))، "أغني منذ أربع سنوات لم اتعرض خلالها لمشكلة، وعندما حدثت مشكلة فى أغنية (بنت الجيران) قدمنا اعتذارا فورا وغيرنا بعض الكلمات". وتابع "أنا حاليا نشاطي متجمد رغم أنني مطرب نقابي"، وأضاف "أحترم قرار النقابة لكن لابد من إعادة النظر فيه، لأنه خراب بيوت.. لا أعرف ماذا أعمل، أنا شاب فى بداية حياتى". واستطرد "لقد تعاقدت قبل صدور القرار على الغناء في حفلات، والعقود بها شروط جزائية، وأصحاب الحفلات كلموني، ولا أعرف ماذا أفعل". ودعا النقابة إلى الجلوس مع مطربي المهرجانات لـ"تقنين الموضوع" تجنبا لـ "قطع عيش الناس". أما هشام المليجي مدير ملهى ليلي فى شارع الهرم الشهير بالجيزة، فاعتبر أن قرار النقابة يمثل "خرابا على الكل، من مطربين إلى أصحاب الكازينوهات والبواخر النيلية، خاصة أن أغلب المطربين فى هذه الأماكن هم من مطربي المهرجانات". وقال المليجي لـ ((شينخوا))، إن "الكازينو الخاص به سيلتزم بقرار النقابة لحين حل المسألة، ونحاول حاليا التعاقد مع مطربين مسموح لهم بالغناء لحين عودة مطربي المهرجانات"، الذين وصف أغانيهم بأنها "ماشية فى السوق". واقترحا حلا للخلاف بين مطربي المهرجانات والنقابة، وهو أن توافق النقابة أولا على كلمات الأغاني، بحيث يتم إجراء أي تعديل على الأغنية إذا طلبت ذلك قبل تسجيلها. إلا أن قرار نقابة المهن الموسيقية حظى بدعم كبير من أعضاء في البرلمان المصري، حيث أعلن النائب فرج عامر أنه تقدم بمشروع قانون لتعديل قانون العقوبات، لتغليظ العقوبات ضد أصحاب أغاني المهرجانات والأفلام الهابطة التي قال إنها تمثل خطرا داهما على الشباب. واقترح عامر تشديد عقوبة اللفظ الخادش بحيث تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات سجنا وجوبيا، بدلا من 500 جنيه مصري (الدولار يساوي 15.57 جنيه) في القانون الحالي. وطلب الوقف الفوري لجميع من يسيئون للفن المصري بأغان وأفلام ومسلسلات هابطة، تمثل خروجا عن قيم وتقاليد المجتمع المصري. ولم يقتصر الجدل عند هذا الحد بل امتد ليشمل مواطنين من كافة الفئات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتراوحت مواقفهم بين التأييد والمعارضة لقرار وقف مطربي المهرجانات./نهاية الخبر/

مشاركة :