غزلان الرنة التي لطالما زينت احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، هي محور الحياة اليومية للشعب في فنلندا أو كما يعرفون بـ"اللابش" الذين يتغذون على لحومها وألبانها ويتاجرون بجلودها وقرونها. كاميرا "العربية" قصدت مزرعة في منطقة لابلاند للتعرف أكثر عن تلك الغزلان عن قرب، وكسر صورة نمطية في مخيلتنا وهي تجر "سانتا" في عربته ويطير في الأجواء. وبحسب يوهنا كيفن، التي تعمل مرشدة سياحية ومربية غزلان، حيث ترافق السياح القادمين إلى فنلندا، فإن لون غزلان الرنة يتراوح بين درجات الأبيض، وصولا إلى الأسود، ويمكن تمييز غزلان الرنة من نوع "ألبينو" من خلال قرونها زهرية اللون، وهي من الأنواع النادرة جدا. وقرون غزلان الرنة من الأسرع نموا إذ تنمو لغاية 2 سم يوميا، ولحوم غزلان الرنة مفيدة جدا، فهي غنية بالمعادن وقليلة بالدهون وهذا يعود لما تأكله هذه الغزلان، إذ تتغذى على أكثر من 300 نوع من النباتات المتواجدة في الطبيعة الفنلندية. وتتركز قطعان الرنة، البالغ عددها 190 ألفاً تقريباً، في فنلندا في منطقة لابلاند في الشمال ، حيث يوازي عددها عدد السكان المحليين. وإذا تناولنا المطبخ الفنلندي، فالأطباق التقليدية تعتمد على ما تزخر به الطبيعة، مثل الطبق الفنلندي الشهير المعد من لحم الرنة والبطاطا والتوت البري المحلي. غزلان الرنة لطالما كانت عصب الاقتصاد وثروة فنلندا منذ قديم الزمن، إلا أنها أصبحت مهددة بالانقراض بسبب الاحتباس الحراري، إذ تضاءل حجمها وخف وزنها بسبب التأثيرات السلبية على مصادر طعامها.
مشاركة :