انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للرعاية الصحية الأولية

  • 2/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا انطلقت اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للرعاية الصحية الأولية، تحت رعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، وتستمر حتى 22 فبراير الحالي وذلك بمشاركة أكثر من 900 خبير ومتحدث من مختلف دول العالم، ويعقد تحت شعار بناء الأساس من أجل التميز . وفي هذا الإطار قالت الدكتورة مريم عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إن دولة قطر بذلت جهوداً ملحوظة لضمان تقديم التميز في خدمات الرعاية الصحية للجميع، تماشياً مع رؤى وتطلعات دولة قطر، وذلك من خلال تقديم إطار عملي لبناء نظام صحي ناجح مما يسهم في تلبية احتياجات سكان دولة قطر ويحث على بذل جهود وطنية لجعل قطر مجتمعاً أكثر صحة. وأوضحت في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن هذا الحدث يُعقَد من خلال الجهود الرائدة التي تعمل على تطبيق بنود رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تحث على أهمية بناء مجتمع صحي في منظومة التنمية المستدامة مما يمثل إلهاماً دافعاً لتحقيق التميز في نظامها الصحي، مقدمة الشكر لوزارة الصحة العامة على الدعم المستمر الذي قدمته طوال السنوات الماضية ولا تزال تمنحه لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية. ونوهت بأن انعقاد المؤتمر يؤكد على مدى أهمية الرعاية الصحية الأولية في أي منظومة صحية، حيث يحتفي هذا الحدث بالتقدم المُحْرَز في مجال الرعاية الصحية الأولية، ويوفر منصة لتبادل المعرفة، ويتيح منتديات لمناقشة أفضل الممارسات من خلال انعقاد أكثر من 60 جلسة، بمشاركة حوالي 15 دولة من مختلف قارات العالم. و تابعت "نجتمع اليوم في محفل من محافل العلم الهامة وهو المؤتمر الدولي الرابع للرعاية الصحية الأولية تحت شعار بناء الأساس من أجل التميز وذلك لنقف على أهم الانجازات المحلية والعالمية في مجال الرعاية الصحية الأولية." وأشارت إلى أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف وعلى رأسها اعتماد أفضل الممارسات الدولية في نظم القيادة والحوكمة الفعالة، والممارسات الحديثة عند التعامل مع الحالات الإكلينيكية الشائعة، وتعزيز أهمية الرعاية الصحية المتمركزة حول الفرد والأسرة لتعزيز مبادرات تحسين الجودة وسلامة المرضى، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعليم وتطوير المهنيين الصحيين بما يتوافق مع احتياجات واهتمامات كل من الأفراد والمجتمعات، وفهْم ثقافة الابتكار في الرعاية الصحية والمشاركة في تعزيزها، ودعم تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض من خلال نماذج الرعاية المتكاملة. وأكدت الدكتورة مريم عبدالملك في ختام كلمتها، أن الرعاية الصحية تسعى دائماً لتعزيز صحة السكان من خلال الوقاية وتوفير تشخيص مبكر ودعم مستمر للأفراد وعائلاتهم، مبدية التزام الرعاية تجاه المجتمع الذي يستحق الأفضل، ومضيفة أن هذا الالتزام يجعل هذا القطاع يضاعف من جهوده ويكثف من عطائه لتستمر مسيرة العمل والتقدم دوماً نحو الأفضل. ويصاحب المؤتمر الذي يستمر حتى 22 فبراير الجاري معرض متخصص يقدم فيه العارضون أحدث مساهماتهم في مجال الرعاية الصحية، ومن ضمن العارضين 10 شركات أدوية تعرض أحدث منتجاتها من الأدوية، وكذلك أحدث الدراسات العلمية المصاحبة لهذه الأدوية. كما يبرز المؤتمر دور دولة قطر في تعزيز الصحة والمعافاة، وضمان تقديم خدمات شاملة ومستمرة، ويعكس الاستراتيجية المتمثلة في استقطاب وتطوير الموارد البشرية المتخصصة عن طريق تنمية قدرات العاملين الصحيين والكوادر الطبية وتطويرها المهني المستمر، وذلك من أجل تحقيق ما نصبو إليه من خطط التوسع والتميز في خدمات المراكز الصحية. ويتضمن المؤتمر 6 ورش عمل في مواضيع رئيسية في مجال الرعاية الصحية الأولية وهي: كيفية إجراء المراجعات المنهجية، وإدارة الجروح، ونمط الحياة من المنظور الطبي، وطب السفر، وكيفية التعامل مع الأمراض المعدية، والتعلم من تجارب المرضى سواء من الماضي أو الحاضر على حد سواء. من جانبها قالت الدكتورة حمدة قطبة، مدير إدارة البحوث الإكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية عضو اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية في قطر 2020، في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، إن المؤتمر يناقش نحو 33 ورقة عمل مقدمة من جهات مختلفة، موضحة أن أهم ما يميز أوراق العمل أنها تركز على القيادة، والحوكمة، والإبداع والتميز في الرعاية الصحية الأولية، وأن أغلب المؤتمرات لم تتطرق إلى هذه الموضوعات. وعن الأطروحات البحثية التي سيبحثها المؤتمر، قالت الدكتورة قطبة إن المؤتمر تلقى أكثر من 150 أطروحة، وبعد مراجعة تلك الأطروحات تم اختيار 60 أطروحة بحثية، تتناول على مدى الثلاثة أيام مشاكل الأمراض غير الانتقالية، وأمراض المسنين، والصحة النفسية، والقيادة في الرعاية الصحية كفكرة بحثية وكيف يمكن تطوير الرعاية الصحية. وأفادت بأن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قامت في عام 2017 بدراسة على 420 ألف مراجع للمراكز الصحية الأولية لرصد حجم انتشار الأمراض غير الانتقالية، حيث تبين أنَّ 16% من السكان لديهم مرض غير انتقالي واحد على الأقل، فيما بلغت نسبة الإصابة بالسكري 23% الأمر الذي يؤكد ضرورة التدخل الوقائي السريع. وكشفت الدراسة عن أنَّ 21% من القطريين يعانون من السكري، فيما بلغت نسبة الجنسيات الأخرى من جنوب آسيا 22%، و18% لجنسيات شمال أفريقيا. وبدوره أوضح الدكتور عبدالله النعمة، مدير مركز روضة الخيل للصحة والمعافاة في تصريحات صحفية أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لديها استراتيجية قائمة على مجموعة من الأهداف منها كيفية التحكم في انتشار الأمراض المزمنة، وسبل الوقاية منها من خلال التوعية والتثقيف الصحي وعمل برامج بمشاركة المرضى لبحث طرق الوقاية من هذه الأمراض من خلال الغذاء الصحي وممارسة النشاطات الرياضية وبرامج المعافاة، حيث يمتد بعضها الى نحو 12 أسبوعا لكل مريض لا سيما ممن يعانون من السمنة والوزن الزائد ومن لديهم بعض الأمراض المزمنة بحيث نمكنهم من التحكم في التعامل مع هذه الأمراض والحد من أعراضها. وأضاف أن مركز روضة الخيل وهو من المراكز المميزة في الدولة بدأ هذا البرنامج منذ بداية 2016، مشيرا إلى أن البرنامج حقق نجاحات مميزة، حيث تمكن عدد كبير ممن شاركوا في البرنامج من إنقاص أوزانهم وممارسة النشاطات الرياضية مما انعكس إيجابيا على حياتهم اليومية، وهناك عدد كبير من النساء يفوق عدد الرجال يشاركون في هذا البرنامج، وهناك بعض الحالات تحتاج الى اكثر من 12 أسبوعا لتحقيق الأهداف المرجوة. وأكد الدكتور النعمة أن هناك نتائج إيجابية ملموسة في الحد من انتشار الامراض المزمنة، لا سيما بين الاشخاص الذين لديهم عوامل مساعدة لحدوث مثل هذه الامراض، منوها بأهمية التثقيف الصحي والتغذية في تحقيق النتائج. وبشأن الأسباب الرئيسية لانتشار السمنة وما يرافقها من أمراض قال النعمة إن السبب الرئيسي هو نمط الحياة المتمثل في قلة الحركة والغذاء غير الصحي وعدم ممارسة النشاط الرياضي وحتى النشاطات في المنزل، لافتا الى ان رفاهية الحياة تعتبر سببا أساسيا في حدوث السمنة وبالتالي الامراض المزمنة. ويناقش المؤتمر العديد من المجالات الخاصة بالرعاية الصحية الأولية ومنها الأمراض المزمنة وأنماط الحياة الصحية والحوكمة والقيادة في المجال الصحي بحضور عدد من المختصين في المجال. ويتضمن كذلك 7 مواضيع رئيسية عن القيادة والحوكمة الفعالة في نظام الرعاية الصحية، وأحدث الممارسات الإكلينيكية، وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، ونماذج الرعاية المتكاملة، والابتكار والإبداع في الرعاية الصحية الأولية والتطوير والتعليم وبناء القدرات ويليها الثلاثي الجودة والمخاطرة والسلامة. ويدخل المؤتمر في إطار التعليم الطبي المستمر ويمنح عددا من النقاط التعليمية للمشاركين. وتعد مؤسسة الرعاية الصحية الأولية المُزود الرئيسي للرعاية الأولية في قطر، حيث تقدم خدمات الصحة والمعافاة المتكاملة، التي تتمحور حول احتياجات الفرد وذلك في كافة الخدمات المقدمة في جميع المراكز الصحية المنتشرة في أنحاء الدولة.

مشاركة :