أثبتت الإمارات أنها «قبلة» رياضة المرأة العربية بلا منازع، ومنبع التفوق والتألق، خصوصاً ما يتعلق بالرياضة النسائية في الوطن العربي، بعدما منحت الرياضيات العربيات فرصة كبيرة لإثبات جدارتها، والتأكيد على حقهن في المشاركة بالمنافسات والفعاليات، التي تعزز من قيمة المرأة العربية والإماراتية. وعلى مدار سنوات باتت إمارات الدولة، محط أنظار كل رياضية عربية تأمل في المنافسة وإثبات الذات، فهي الملاذ لكل من يجتهد ويتدرب، آملاً في المنافسة والمشاركة في واحدة من البطولات الكبرى، التي تنظمها الدولة على مدار العام. وتدين الرياضيات العربيات بالفضل إلى 3 جهات ومؤسسات إماراتية، لها الدور الأكبر في إحداث تلك النقلة الكبيرة في رياضة المرأة على مستوى الوطن العربي. وتأتي في مقدمة أصحاب الفضل، أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، والتي تأسست في أكتوبر 2010، وتترأس مجلس إدارتها الشيخة فاطمة بنت هزَّاع بن زايد آل نهيان، والتي كرّست جهودها لنشر وتيسير ممارسة الرياضة النسائية في الدولة، عبر المئات من البطولات الرياضية في مختلف اللعبات. وسعت الأكاديمية، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، خلال تلك السنوات البسيطة، إلى جعل الرياضة عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للمرأة الإماراتية، بما يضمن تبني المرأة الإماراتية أسلوب حياة صحيا ونشطا، ويعزز غرس قيم الروح الرياضية في الوعي العام للدولة، وحققت ما يفوق هذه الأهداف. وتطلعت الأكاديمية إلى استضافة العديد من الفعاليات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية، وتسهيل الأنشطة المجتمعية، وإدارة المواهب المحلية وتطويرها، بجانب جهودها التعليمية والبحثية، وذلك من خلال شراكات مع مجلس أبوظبي الرياضي، وغيره من الكيانات الحكومية والاتحادات الرياضية الأخرى المعنية. وعلى مدار العام الماضي فقط 2019، نظمت الأكاديمية 47 بطولة متنوعة، شارك فيها أكثر من 5 الآف مشاركة، فيما بلغ عدد الحضور الإجمالي في الفعاليات المختلفة، ما يقرب من 7 الآف شخصية، وتنوعت الفعاليات ما بين بطولات مجتمعية ومحلية ودولية، وورش عمل، وكذلك ندوات ومحاضرات. وعلى مدار حوالي 8 أعوام، بداية من عام 2012، شهدت دبي مشاركة أكثر من 15 ألف سيدة من 20 جنسية مختلفة، ومن مختلف الأعمار وفئات المجتمع في الفعاليات الرياضية، التي نظمتها لجنة المرأة والرياضة بمجلس دبي الرياضي، ومن أبرز هذه الفعاليات، دورة الشيخة هند للألعاب الرياضية للسيدات، التي بدأت عام 2012 بمشاركة 166 لاعبة من 13 مؤسسة، وفي النسخة الثانية وصل عدد المشاركات إلى 284 لاعبة من 16 مؤسسة، كما شاركت 426 لاعبة من 20 مؤسسة في النسخة الثالثة، وزاد عدد المشاركات في النسخة الرابعة ليصل إلى 558 لاعبة من 25 مؤسسة، بينما كان عدد المشاركات 687 لاعبة من 31 مؤسسة بالنسخة الخامسة، وخلال النسخة السادسة وصل المشاركات إلى 853 لاعبة من 43 مؤسسة، وفي نسخة 2019 وصل عدد المشاركات إلى 1023 لاعبة من 50 مؤسسة، لتضرب هذه النسخة الجديدة الرقم القياسي. ولم يكن النجاح الذي حققته النسخة الخامسة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، والتي تنظمها مؤسسة الشارقة للرياضة، تحت رعاية كريمة من قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بغريب، حيث سجلت مشاركة تاريخية غير مسبوقة، بلغت 78 نادياً من 18 دولة عربية، في 9 ألعاب، وهو ما يعد امتداداً لنجاحات طويلة حققتها الدورة على مدار الأعوام السابقة، ولكن هذه المشاركة هي الأضخم بتاريخ الدورة التي تقام مرة كل عامين، واستهلت للمرة الأولى عام 2012. وزاد عدد الأندية المشاركة في الدورة من 42 نادياً في النسخة الأولى، إلى 54 في الثانية، ثم 51 في الثالثة، و67 في الرابعة، وأخيراً 78 في الخامسة. أروى.. خارج دائرة الضوء بعد مسيرة متألقة مع الرياضة الإماراتية بصفة عامة، والكرة الطائرة بصفة خاصة، وعلى مدار ما يقرب من 7 سنوات كاملة، قضتها أروى أحمد، متوهجةً في السلم الإداري لفريق نادي الوصل للكرة الطائرة للسيدات، ومن بعده الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني، ثم عضوة في اللجنة النسائية باتحاد الطائرة، ورئيسة للجنة الإعلامية في بطولة كأس العالم للشابات، جاءت المفاجأة باختفائها عن الأنظار، وباتت تزور الملاعب الرياضية كمشجعة أو صديقة لبعض اللاعبات والمدربات. تروي أروى، قصة عشقها للرياضة والعمل الإداري، النابع من حبها لهذا المجال، رغم أن طبيعة تخصصها ودراستها تتعلق بإدارة الأعمال والتكنولوجيا، وسعيها للحصول على ماجستير في الصحافة والإعلام أيضاً، لكن حبها للحقل الرياضي لم يحل دون ابتعادها كثيراً، لأنها فقط تخلت عن الرسميات. واعتبرت الإدارية السابقة، السبب الحقيقي في ابتعادها عن المجال، هو إهمال دور المرأة كإدارية، وعدم تقدير قيمة هذا الدور، كما لو أن هذا المنصب لا بد أن يتسم فقط بالنوع «الأنثوي»، لكن دون مسؤولية أو دور حقيقي لها. مشجعة تحافظ على «لقبها» اعتادت الأوساط الرياضية، إجراء استفتاءات لاختيار أفضل اللاعبين والموهوبين والهدافين، وغيرهم من أصحاب المهارات الفردية في معظم البطولات الرياضية، سواء على صعيد الرجال أو السيدات، لكن البحرينية شريفة محمد، تبدو حالة مختلفة، بحصولها على جائزة أفضل مشجعة في دورة الألعاب العربية، للنسخة الثانية على التوالي، بعدما باتت «أيقونة» المدرجات، خاصة في منافسات كرة السلة، وخطفت الأضواء بزيها البحريني المميز. هذا هو ما حدث في النسخة الأخيرة من الدورة، حيث استقطبت شريفة اهتمام عدسات الكاميرا، وحرصت اللاعبات على التقاط صور تذكارية معها، وحرصت اللجنة المنظمة علي تكريمها، بعد فوزها بلقب أفضل مشجعة للدورة الثانية على التوالي. العنود.. باقة من المهارات البداية مع السباحة والتألق مع المبارزة.. وما بين اللعبتين باتت العنود مبروك السعدي حالة استثنائية، حيث تألقت في المبارزة محققة العديد من الميداليات والإنجازات، بعد انضمامها للفريق الأول بمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة ومنتخب المبارزة، علماً أنها بدأت ممارسة المبارزة بشكل احترافي قبل 7 سنوات. ولم تكتف العنود «26 عاماً» بهذه المسيرة من التحدي والإنجازات ولكنها فتحت صفحة جديدة، بعد اختيارها عضواً في هيئة الرياضة ضمن مبادرة تمكين الشباب التي أطلقها مجلس الوزراء، وذلك بغرض تهيئتها لشغل منصب عضو مجلس إدارة في الهيئات الاتحادية. وعبرت نجمة منتخبنا عن سعادتها بهذا الاختيار والذي تزامن مع الإنجازات التي حققتها مؤخراً، وحصولها على ذهبية «الايبيه» في دورة «عربية السيدات».
مشاركة :