دعاء علي تكتب: المهرجانات كورونا مصر

  • 2/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل أصبحت ثقافتنا أم خطة لهدم هويتنا وتدمير عقول الأجيال؟ وهل هى فيروس العصر يأكل عقول أطفالنا وشبابنا؟ أصبح نمط أغانى المهرجانات هو السائد فى المجتمع المصري؛ لما لاقى من قبول لدى الشباب والأطفال؛ وهم الغالبية العظمى فى مجتمعنا؛ وأصبحنا نعتمد عليها فى جميع مناسباتنا واحتفالاتنا على اختلافها سواء كانت حفلات زفاف او احتفال بنجاح او اعياد ميلاد او فى المواصلات العامة مثل التكاتك والميكروباصات او داخل المقاهى ؛ حتى انها صارت تتصدر المراكز الاولى على مواقع التواصل الاجتماعي (تريند)؛ فهل هى خطة لهدم هوية هذا الشعب وتلويث لذوقه؛ ام باتت تلك المهرجانات ثقافتنا؟ فهل هناك علاقة بين الذوق العام وتلك الاغانى؟ ام هى نتيجة طبيعية للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والفنية التى نمر بها؛  وهل اصبح الذوق العام متدنيا الى هذا الحد من الاسفاف فى الكلمات؛ التى لا ترقى الى ان يستمع لها طفل او شاب فى مقتبل عمره ويرددونها ويتراقصون عليها بشكل مقزز وحركات منفرة. نحن لا ننتقد الفن الشعبى؛ فهو موجود منذ قديم الازل؛ وفلكلور مصرى اصيل؛ وجزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا المصرية؛ ولكننا ننتقد الكلمات التى تجرح حياء المجتمع؛ فكان لدينا من المطربين الشعبيين من احدث منهم تغييرا وتطورا فى الفن الشعبى مثل الفنان محمد عبد المطلب ومحمد رشدى ومحمد العزبى والفنانة فاطمة عيد هم من الاجيال القديمة فى ذلك المجال؛ حيث كانت اغانيهم ولا زالت تتربع على عرش الاغنية الشعبية؛ حتى انك عندما تسمعها تكون مطمئن عندما يستمع لها طفل؛ وذلك لأنها ابتعدت عن الاسفاف والانحدار والألفاظ الخارجة التى لا تليق. بدات المهرجانات تظهر فى مصر؛ اواخر العقد الماضى بالاحياء الشعبية؛ لمجموعة من الشباب من ابناء تلك المناطق وهم متوسطى التعليم؛ حيث قام "عمرو حاحا" بتلحين اول اغنية شعبية بمشاركة زملائه فى غنائها؛ وكان من اهمهم فى ذلك الوقت "فيفتى" و"السادات" وأطلقوا على اغنيتهم (مهرجان السلام) وذلك لأنه اقيم بمنطقة دار السلام بالقاهرة؛ لتعود تسمية اغانى المهرجانات بهذا المسمى الى تلك الفترة؛ فهذه النوعية من الاغانى تعتمد على الايقاع السريع والرقص الاستعراضى الشعبى. ومن أشهر مَن يغني "المهرجانات" "أوكا" و "أورتيجا" و "المدفعجية"، و "اتحاد القمة"، و "فيجو"، و "فريق الأحلام". وبدايات هذه النوعية من الأغاني كانت في الأحياء الشعبية الفقيرة في القاهرة، حيث ظهرت في الأفراح والمناسبات العامة كاستجابة للحاجة إلى إحياء حفلات رخيصة التكلفة. وبالرغم من تلك البدايات إلا أن أغاني "المهرجانات" امتدت خلال السنوات الأخيرة إلى مناسبات الطبقات الغنية واحتفالات الفنادق الشهيرة، بل وصلت إلى العالمية، حيث أصبح مغنّوها لهم حفلاتهم في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.  يرجع سبب انتشار تلك الأغاني بالأساس؛ إلى أن إنتاجها غير مكلف، ولا يحتاج إلى استوديوهات ويعتمد على برامج يتم تحميلها مجانًا من الإنترنت.  كذلك لعب الإنترنت دورًا بارزًا في تسهيل انتشارها وخاصة موقع "يوتيوب"، حيث لهذه الأغاني نسب مشاهدة عالية تصل إلى ملايين المشاهدات "مهرجان الوسادة الخالية" على سبيل المثال حقق حوالي 2 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع. اصبحت منتشرة في سيارات الأجرة والتلفزيون والراديو وحتى الأفلام السينمائية، حيث اعتمد المنتجون مؤخرًا عليها في عدد كبير من الأفلام المصرية كنوع من الدعاية للفيلم حتى أصبحت تيمة مشتركة بين معظم تلك الأفلام. عكست المهرجانات واقع الشارع المصرى؛ حيث انها تركز على قضايا اجتماعية مثل التحرش والفقر والمخدرات وبعض الاغانى العاطفية؛ ومن هذه الأغاني "مهرجان القمة وإسلام فانتا" والذي تقول كلماته "الحالة تعبانه مش قادرة بنكح تراب من فتره طب نعمل إيه يا سيادنا، نسرق ولا نبيع بودرة". او اغنية بنت الجيران والتى يقول فيها شاكوش "اشرب خمور وحشيش" فهل بتلك الكلمات سنعالج حالة المجتمع الاقتصادية مثلا؟ ام سيعود حبيب اليه حبيبته؟ ففى ظل الطلب الكبير على هذه النوعية من الفن فى المناسبات سواء الافراح الشعبية او المقاهى او الملاهي الليلية؛ هذا يعنى ان العائد المادى لأصاحبها كبير؛ وهى فرص عمل لمن لا عمل له وحالة من التمرد على الدائرة الضيقة التي انحصر فيها الشباب بتهميش افكاره وتطلعاته وابداعاته.Attachments area

مشاركة :