«ذهبت للعلاج من تعب ألمّ بي، فصدمت من قول الأطباء أنني أحتاج زراعة رئة لكي أتنفس، إلا أن حالتي الصحية لا تساعدني على الزراعة»، بهذه الكلمات بدأ العم سعيد جمعان «أبو سند» حديثه لـ«عكاظ»، التي زارته في منزله في قرية الحمر شمالي مدينة نجران، ليمتد الحديث رغم معاناته من ضيق التنفس إلى محطات من حياته، إذ يحمل أبو سند لقب أكبر مرشد سياحي في السعودية. يقول العم سعيد الذي يسكن منزلًا قديماً استطاع بحكم عمله في السياحة تحويله إلى تحفة فنية تسر كل من يزوره للاطمئنان على صحته، بأنه يجيد 3 لغات إلى جانب اللغة العربية، الإنجليزية والفرنسية والألمانية، الأمر الذي ساعده في الالتحاق بالعمل في الإرشاد السياحي في نجران، وبناء علاقات واسعة مع الأجانب خصوصاً الأوروبيين؛ قال عنها إنها لم تنقطع رغم توقفه عن العمل بسبب المتاعب الصحية. وأوضح أبو سند الذي كان يتحدث وهو محاط بعدد من أبنائه وأحفاده، أنه بدأ حياته موظفاً في أرامكو بالشرقية متخصصاً في النجارة، تحت إشراف أحد الأجانب، الذي كان يوده كثيراً ويحرص على تطوير أدواته العملية، إلا أن الصدفة قادته قبل 50 عاماً للانتقال للعمل في الصليب الأحمر الدولي في جنوب المملكة، وهو ما أكسبه خبرات في مجال التعامل مع الحالات المرضية، التي كان يشعر بالسعادة وهو يساهم في شفائها، بالتعاون مع الأطباء والفنيين في الصليب الأحمر. لافتاً إلى أن رغبته في الزواج وحرصه على ممارسة الطرب «لعب السمران» والطبول كانت سبباً في تركه للعمل في أرامكو والعودة إلى مسقط رأسه، ومن ثم الالتحاق بالصليب الأحمر بعد لقائه صدفة بأحد العاملين في الصليب الذي فوجئ بأنه يجيد الحديث باللغة الإنجليزية بطلاقة. وعن التحاقه بالعمل في الإرشاد السياحي قال إنه فوجئ بلجنة تستدعيه وتتحدث معه وتوجه إليه بعض الأسئلة، وبعد أيام تم الاتصال به للتوجه إلى الرياض. ويضيف: «شعرت بالخوف وتساءلت لماذا يتم استدعائي.. لم أنم في تلك الليلة، رغم أن أحد الأصدقاء كان يعلم سر الاستدعاء، لكنه لم يخبرني إلا في اليوم التالي». وزاد : «غادرت إلى الرياض مستقلاً الطائرة لأول مرة في حياتي لأشارك في اجتماع للمرشدين السياحيين والتقيت بالأمير سلطان بن سلمان الذي سألني: هل تتحدث اللغة الإنجليزية؟ قلت له: بطلاقة، واستمر النقاش في كثير من المواضيع السياحية وهو من أطلق عليّ لقب أكبر مرشد سياحي على مستوى المملكة في أحد الاحتفالات، وكرمني بدرع تذكارية تقديراً لي».وبدمعة تسللت من عينه قال: «أنا حزين لعدم استطاعتي مواصلة عملي لخدمة السياحة والمساهمة في تعريف زوار المملكة بتاريخها وتراثها، وما هو عليه اليوم من تقدم وازدهار في مختلف المجالات». وأضاف: «بلغوا أصدقائي أنني بحاجة إلى زيارتهم واللقاء بهم والدعاء لي لتجاوز الأزمة الصحية التي أمر بها».< Previous PageNext Page >
مشاركة :