فرقة المسرح الشعبي ومسرحية الموت الأسود

  • 2/15/2020
  • 09:27
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت: المحررة الثقافية قدمت فرقة المسرح الشعبي مساء أمس العرض المسرحي «الموت الأسود» من تأليف فلول الفيلكاوي، إخراج محمد جمال الشطي، تمثيل عبدالعزيز المسعود وجراح مال الله وعثمان الشطي وأحمد الرفاعي وهبة مطيع وبشاير الشنيفي وفاطمة العلوي، موسيقى ومؤثرات صوتية محمد جمال الشطي، مساعد مخرج عبدالعزيز المسعود، وإشراف عام د. نبيل الفيلكاوي.تدور أحداث المسرحية حول «الموت الأسود» وهو الاسم العالمي الذي يطلق على مرض الطاعون، في قالب انساني واجتماعي بحت. يتطرق العرض الى معاناة أهل الصحراء معه حيث يسكنون العراء لا وجود لمبانٍ أو جدران تحميهم من الدمار القادم.وأوضحت المؤلفة فلول الفيلكاوي أنه في البداية تمت كتابة العمل ليكون في مدينة ثم تم تحويل البيئة المكانية الى الصحراء؛ لأنه لم يسبق تسليط الضوء على معاناتهم وهي الأصعب في مواجهة تفشي الآفات كما أن فكرة العمل تواكب ما نعيشه هذه الأيام من مواجهة للفيروسات المنتشرة في العالم.وتابعت: «كان تحديًا كبيرًا أن أكتب عن تفاصيل الصحراء وباللهجة البدوية، فأنا ابنة البحر كوني ولدت ونشأت في جزيرة فيلكة لكن تمت الاستعانة بمتخصصين من أصول بدوية للإشراف والتدقيق على اللهجة حتى تخرج بهذه الصورة السليمة، وهي تجربة أفخر بها كثيرًا».وأعقبت العرض ندوة تطبيقية بحضور مخرج ومؤلفة العمل وشارك بها كمعقب على العرض الفنان خالد الرويعي الذي أشار فيها إلى أن العمل خرج من عباءة النص، لكنه بقي أسيرا لهيمنة الحكاية الشعبية أو التقليدية، وأكد أن قول «تقليدي» ذلك ليس تقليلا من شأن النص لكن المقصد هو نوعية بناء النص أي أنه «حدوتة شعبية». وأضاف حبذا لو أن بشاعة تفشي الوباء ومرارة الفقد انعكست بشكل أكبر على أداء الممثلين لنرى مدى الدمار والفاجعة.وأشاد الأستاذ حبيب حيدر بالعرض وبما يميزه من انعكاس السوداوية كما هو اسمه في الإضاءة والملابس وجميع عناصره، والحوارات بنبرة رثائية، كما أنه جمع فئات مختلفة من البدو والحضر، الغني والفقير، الكبير والصغير، وفي مواقف حياتية مأساوية مختلفة حين يحصد الموت أرواحهم، فوجدنا فقدان الحبيب لحبيبته والزوج لزوجته والأب لابنته جميعهم في بوتقة واحدة، وكيفية تغيير المأساة لمسار حياتهم ومشاعرهم.وعلق الدكتور عباس القصاب بأن القناديل المحمولة في أيدي الممثلين كانت في منحى عشوائي ولم تؤد دورا دراميا محددا ولا تفسير لوجودها كعنصر على خشبة المسرح، كما أن الراوي كان له دور شبه تقريري في تفسير الأحداث بالرغم من وضوحها، ما يثقل العمل ومن دون جدوى.ولفت الدكتور محمد حميد السلمان إلى المفارقات الجميلة في العمل حيث ان الموت يهدم التقاليد البالية ويغير العادات السيئة ويجعل الأفراد يشعرون بقيمة وأهمية ما يملكون.ختامًا توجه المخرج بالشكر والعرفان الى كل من اسهم في العمل ولكل من توجه بالنقد والملاحظات التي سيأخذها بعين الاعتبار للاستفادة وتطوير العمل، وأكد حبه بالاشتغال على الأعمال الفنتازية غير الاعتيادية والخارجة عن المألوف، وخاصةً القصص الاجتماعية التي تلامس الإنسانية، فسعى في هذا العمل إلى إظهار اللهجة البدوية التي قلما يتم تسليط الضوء عليها وبرؤية مغايرة لها.

مشاركة :