جنيف - موسكو - الوكالات: حذرت الأمم المتحدة أمس الجمعة من أن القتال في شمال غرب سوريا قد «ينتهي بحمام دم» وكررت دعوتها إلى وقف إطلاق النار بينما نفت موسكو تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين نتيجة هجوم للحكومة السورية بدعم روسي في المنطقة.وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية خلال افادة صحفية ان الاطفال يشكلون نحو 60 في المائة من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل.وأضاف: «ندعو الى الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع مزيد من المعاناة، وما نخشى أن ينتهي بحمام دم».وتابع قائلا: «تستمر خطوط القتال الامامية والعنف المستمر في الاقتراب من هذه المناطق المكتظة بالنازحين مع تزايد القصف على مواقع النزوح والمناطق المجاورة لها».وتقاتل القوات السورية مدعومة بالقوة الجوية الروسية منذ ديسمبر للقضاء على آخر معاقل مسلحي المعارضة في المنطقة في الحرب التي أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف سوري.وشردت ملايين آخرين وحولت مناطق كثيرة من البلاد الى أنقاض. وأدى الهجوم الاخير في منطقتي حلب وإدلب بشمال غرب سوريا الى نزوح نحو مليون شخص معظمهم نساء وأطفال فروا من الاشتباكات بحثا عن ملاذ آمن في الشمال قرب الحدود التركية.ونفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن نزوح مئات آلاف من السوريين من إدلب باتجاه الحدود التركية في منطقة تبقي فيها القوات التركية على مواقع مراقبة وقالت انها تقارير كاذبة وحثت أنقرة على السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى في سوريا.وتدعم تركيا وروسيا أطرافا متناحرة في الصراع السوري لكنهما تعاونتا من أجل التوصل إلى حل سياسي. وأربك هجوم الرئيس السوري بشار الاسد في الشمال الغربي هذا التعاون الهش، ما دفع أنقرة وموسكو الى تبادل الاتهامات بانتهاك اتفاقات خفض التصعيد في المنطقة.وفشل مسؤولون أتراك وروس في التوصل الى حل يوقف الاشتباكات خلال عدة جولات من المحادثات، وأدى تصاعد الموقف الخميس الى مقتل جنديين تركيين ليصل اجمالي عدد القتلى الاتراك في ادلب هذا الشهر الى 15 جنديا.وأعرب امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتّصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوجان عن «قلقه البالغ» إزاء «الأعمال العدوانية» للجهاديين في منطقة إدلب . واكد بيان للكرملين أن الرئيسين اتفقا خلال المحادثة الهاتفية على «تعزيز المشاورات الثنائية حول إدلب بهدف خفض التوتر، وإرساء وقف لإطلاق النار والقضاء على التهديد الإرهابي». وأكد أردوجان من جانبه خلال المحادثة الهاتفية مع بوتين «ضرورة كبح النظام في إدلب وأن الأزمة الإنسانية يجب أن تنتهي»، وفق ما جاء في بيان للرئاسة التركية. وقال الرئيس التركي لنظيره الروسي إن الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع في العام 2018 والذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة. وقبيل الاتصال تباحث أردوجان هاتفياً بشأن الوضع في إدلب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ودعاهما إلى «اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانية»، بحسب الرئاسة التركية.
مشاركة :