نسبة الإصابة السنوية بالسكري في البحرين تصل إلى 15%كشف مؤتمر البحرين الثاني لمرض السكري والغدد الصماء الذي اختتمت أعماله مساء أمس بتنظيم شركتي QTC وICOM، عن استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري في البحرين ليصل إلى نسبة 15% سنويًا، ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود المتعلقة بالوقاية والحملات التوعوية للحد من التصاعد الكبير في نسب الإصابة، وتوظيف العلاج التكنولوجي على نطاق أكبر في كل القطاعات الصحية، والسعي أيضًا إلى اعتماد أدوية علاج السمنة بعد توصيفه كمرض بشكل رسمي من قبل منظمة الصحة العالمية.بحسب الدكتور حسين طه رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمستشفى السلمانية وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر قال: «إن مرض السكري بمفهومه الحديث بات يشكل وباءً غير معدي نتيجة لزيادة معدلات الإصابة به بشكل كبير»، مشيرًا إلى أنه وفقًا لمنظمة الصحة الدولية، فإن مرضى السكري ارتفع عددهم من 246 مليونا عام 2007. ليصل إلى 366 مليونا عام 2011. علمًا بأن توقعات المنظمة لزيادة أعداد المرضى المتوقعة حتى عام 2025 كان يبلغ 380 مليونَ مريض، كاشفًا أن آخر إحصائية صادرة عام 2017 أشارت إلى وجود 422 مليونَ مصاب، وأنه من المتوقع أن يصل العدد إلى 640 مليونا عام 2045.وأضاف طه أن إحصائيات معدلات الوفاة بسبب مرض السكري ومضاعفاته لعام 2007 كانت تبلغ حالة وفاة كل 10 ثوانٍ، فيما سجلت معدلات بتر أطراف القدم كل 20 إلى 30 ثانية، مشيرًا إلى أن 60% من حالات الوفيات بسبب السكري تكون نتيجة للمضاعفات التي أثرت على القلب والشرايين، وبين أن دول الخليج العربي تأتي ضمن الدول الـ10 الأولى في معدلات الإصابة بالسكري، مشيرًا إلى أن معدل الإصابة بالسكري سنويًا في مملكة البحرين يصل إلى 15%.وقال الدكتور حسين طه إن جلسات مؤتمر البحرين الثاني للسكري والغدد الصماء قام بتغطية أحدث الأساليب في العلاج والوقاية من أمراض السكر ومضاعفاته، بالإضافة إلى أمراض السمنة، والمضاعفات المتعلقة بأمراض الغدة الدرقية والغدة النخامية، وسيسعى القائمين على المؤتمر إلى تعميم النتائج على المتخصصين في هذا المجال سعيًا إلى الحد من زيادة معدلات هذا المرض، ودعم جهود الخطة الوطنية لمكافحة السكري في المملكة.وفي سياق متصل قال الدكتور وئام حسين رئيس المؤتمر واستشاري أول أمراض السكري والغدد الصماء بمستشفى رويال البحرين، إن جلسات المؤتمر شهدت استعراضًا للأدوية الحديثة والمبتكرة التي سيتم طرحها في المملكة خلال الفترة القليلة المقبلة بعد اعتمادها من قبل المملكة، والتي تتضمن علاجًا جديدًا لمرض السكري والغدد الصماء والسمنة، مشيرًا إلى أن الشركات المزودة لهذه الأدوية كانوًا ضمن المشاركين في معرض المؤتمر.وتطرق د. وئام إلى الحديث عن جلسات المؤتمر التي شهدت حضورًا فاق التوقعات للعام الثاني على التوالي من قبل المراكز الصحية، والمستشفيات الحكومية والخاصة بالمملكة، مع وجود كثيف للباحثين الصغار الذين تم تشجيعهم على المشاركة بأبحاثهم، والتي كشفت عن أفكار ودراسات جديدة أسهمت في إثراء النقاشات، متوجهًا بالشكر إلى وزارة الصحة وجمعية السكري البحرينية ومؤسسات المجتمع المدني التي دعمت هذا المؤتمر.وأشار إلى أن المشاركين الخارجيين من دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط وعدد من الدول الأوروبية قد أبدوًا إعجابهم الكبير بمستوى الكوادر الطبية البحرينية، وما تبذله المملكة من جهود كبيرة لعلاج مرضى السكري وتوفير الرعاية اللازمة لهم، فضلا عن الحملات التوعوية المستمرة، مؤكدين استفادتهم من أوراق العمل التي تم تقديمها من قبل المتخصصين والباحثين البحرينيين في هذا المجال، مشيرًا أيضًا إلى إشادة الحضور بتنوع جلسات المؤتمر، وتركيزها على آخر التوصيات العلمية في التشخيص والعلاج.من جانبها أكدت الدكتورة دلال الرميحي رئيس جمعية السكري البحرينية أن علاج مرض السكري لا يجب أن يقتصر على أعراض المرض فحسب، بل يجب أن يمتد إلى علاج أبرز مسبباته، وهي السمنة، والتي تم اعتمادها من قبل منظمات الصحة العالمية كمرض بشكل رسمي، مشيرة إلى أن السيطرة على السمنة والوقاية منها سيؤدي إلى تقليل نسب الإصابات بالأمراض المزمنة، السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والكولسترول بالإضافة إلى الصحة النفسية.وأردفت أن علاج السمنة في المملكة يتطلب مزيدًا من الاهتمام، من خلال التوعية بمخاطرها والوقاية منها، ومن جانب آخر زيادة مراكز علاج السمنة، سواء من خلال توفرها في المراكز الصحية الحكومية، أو من خلال القطاع الخاص، فضلاً عن زيادة التخصص في مجال التغذية الصحية السليمة، كما دعت إلى ضرورة التصريح بأدوية علاج السمنة بشكل مقنن للمساهمة في علاج هذا المرض.كما تطرقت الرميحي إلى تطور العلاج التكنولوجي في مجال علاج السكري والغدد الصماء، مشيرة إلى أن الانتقال من مرحلة حقن الجسم بالأنسولين إلى استخدام مضخات الأنسولين يمثل نقلة نوعية في مجال العلاج التكنولوجي، مشيرة في هذا الاتجاه إلى قيام الجمعية بجهود حثيثة لتوفير تلك المضخات من خلال التعاون مع المؤسسة الخيرية الملكية والمبرات والجهات المتبرعة، في ظل ارتفاع كلفتها في الوقت الراهن.وأضافت أن العلاج التكنولوجي أيضًا تضمن إمكانية مراقبة وقياس السكري من خلال مسح الجلد دون الحاجة إلى الوخذ الذي كان يؤرق المرضى، بل وبالإمكان أيضًا مراقبة السكر بالنسبة إلى الأطفال المصابين عن بعد من خلال أجهزة حديثة وصغيرة تمكن أولياء الأمور من متابعة قياساتهم في المدارس على سبيل المثال.وأشادت رئيس جمعية السكري بجلسات مؤتمر بدر وما تضمنته من نقاشات وأوراق عمل غنية بالمعلومات وأوراق العمل المتخصصة في مستجدات الوقاية والعلاج، مؤكدة أن مثل تلك المؤتمرات تسهم في الاطلاع على كل ما هو جديد، بما يسهم في تعزيز الصحة العامة على صعيد مرض السكري والغدد الصماء.من جهة أخرى قالت الدكتورة كوثر العيد رئيسة جمعية أصدقاء الصحة أن الجمعية نظمت على هامش مؤتمر البحرين الثاني للسكري والغدد الصماء حلقة ضمن الحملة المجتمعية الوطنية «السمنة لا تليق بي» للتوعية بأمراض السمنة وكفيفة علاجها والوقاية منها، وذلك من خلال تنظيم حلقة حوارية مع الرابح الأكبر بالحملة لسرد قصة نجاحه للتخلص من السمنة.وأردفت أن هذه الحملة تأتي تماشيًا مع جهود مكافحة السمنة في المملكة، ولا سيما مع الزيادة المضطردة لأعداد المصابين بها، والمهددين بالإصابة بالمضاعفات الناتجة عنها كأمراض السكري والقلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، مشيرة إلى أن نسبة زيادة الوزن والسمنة لدى الاشخاص الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عامًا بالمملكة قد تجاوز 70%، بحسب المسح الصحي للبحرين في عام 2007. وقالت إنه في ظل زيادة نسبة السمنة نتيجة عدم الوعي وممارسة أنماط الحياة الصحية كالنشاط البدني وتناول الغذاء الصحي، جاءت فكرة هذه الحملة التي تهدف إلى مكافحة السمنة والتقليل من الأمراض غير السارية، وذلك بالتعاون مع المحافظة الشمالية، من منطلق الشراكة المجتمعية.
مشاركة :