أشباح .. تسكن في بيوتنا

  • 2/22/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يظل (الخيال العلمي) أحد روافد الإبداع الإنساني .. بل لعله أول وأهم عناصره ... وما هذه المخترعات التي ينعم بها انسان اليوم إلا ثمار أفكار كانت في الأساس عبارة عن (خيال علمي) .. خيال مجنون أحيانًا .. ثم مع الزمن تحول ذلك الخيال إلى حقيقة .. . ولو قدّر لواحد من أجدادنا أن يعود إلى الحياة وأن يرى هذه المخترعات التي نتعامل معها .. لما أمكنه أن يصدق أن هذا من الحقيقة ... ونفس الشيء سيكون مع جيلنا الحاضر ، بعد مئة عام قادمة .. فمن كان يصدق أنك وأنت جالس في وادٍ سحيق لا حياة فيه ، ولا عمران ، ولا بشر ... يمكنك أن تتحدث من خلال جهاز صغير يُسمى الهاتف النقّال مع طرف آخر يبعد عنك مئات أو آلاف الكيلومترات ... . ومن كان يصدق أن هذا الشخص الواقف أمامك قد سافر إلى الفضاء .. ونزل على سطح القمر .. ومشى فوق صخوره .. وعاد إلى الأرض بشي من تربته ... . مجلة (نيوزويك) الأمريكية أجرت مقارنة لافتة .. عندما حل عام (2000م) بين ما كان يتوقع العالم حدوثه عندما وصل ذلك العام ، وبين ما تحقق بالفعل .. فقد كان من المتوقع أن تحدث ثورة هائلة أخرى في تكنولوجيا وتقنيات الإنسان المعاصر .. والمجلة الأمريكية كانت تريد استباق الأحداث ووتيرة الاندفاع التقني ، في خطوة أسرع .. غير أن العالم مازال يركض إلى الأمام .. ولكن بخطوات محسوبة ومدروسة .. ربما أقل مما كان تتوقعه (النيوزويك) .... لكن القافلة تسير .. . وأضحى الإصرار يتعاظم في سبيل بلوغ المزيد من تحقيق تطلعات (الخيال العلمي) ، ومن ذلك أن (خدم المنازل) سيكونون شيئاً من الماضي خلال العقود القادمة .. بعد أن يحل مكانهم الرجل/المرأة الألي (الروبوت) الذي سيتولى التنظيف والطبخ .. وربما العناية بالأطفال .. بدلاً من أن تستقدم خادمة فلبينية مثلاً .. فإنك ستشتري (روبوتاً) يؤدي نفس الدور .. وبذلك ستتلاشى مشاكل هروب الخادمات ، وتمردهن ، وما إلى هنالك .. . كما أنه سيكون في مقدروك – إن عشت عمراً طويلاً – أن تحجز على أي مركبة صاروخية تريد .. في رحلة سياحية إلى خارج الكرة الأرضية .. إلى حيث القمر أو المريخ أو حتى عطارد أو الزهرة .. . ثم أن السيارات الحالية سوف تصبح شيئاً من الخردوات .. أو عبارة عن قطعة من التراث في المتاحف .. يتفرج عليها الناس ويضحكون أو يعبرون عنها كما يروق لهم ... وستحل مكانها السيارة الطائرة ، أو السيارة الصاروخية ... وعندها لا تسأل عن حوادث الاصطدام فذلك في علم الغيب ... ويظل الأمر بحاجة لحكمة من يقودها .. لكن المؤكد أن ظاهرة التفحيط ستنتهي .. إلا إن كان شباب الغد ، قد صاروا أكثر عفرتة وعبقرية - وإمعاناً في اجترار الظاهرة .. واخترعوا التفحيط في الهواء – لا أدري !! وعلى هذا فقس ... من شتى المخترعات التي لا يمكن أن تحلم بها أو على الأقل تتخيلها .. إلا إن كنت من هواة الخيال العلمي ، ومن متابعيه .. . وعموماً فإن أحدًا منا - نحن الأحياء اليوم - لن يصل إلى تلك المرحلة المتقدمة من هذه المخترعات التي يثير بعضها الهلع والدهشة في النفوس .. لأن أعمار الناس حاليًا بين الـ (60 – 70) سنة ، أكثر أو أقل قليلًا في العموم .. وليست مثل أعمال الأمم الماضية .. عندما مرّ أحدهم على امرأة تبكي ابنها الذي مات صغيرًا .. وعندما سألها عن عمره .. فقالت إن ابني مات وعمره "300" عام .

مشاركة :