فيما عدها مراقبون «خطوة مهمة لمواجهة الأفكار المتشددة، والتصدي للسموم التي تبثها الكيانات الإرهابية في عقول الأطفال في سن مبكرة»، توسعت وزارة الأوقاف المسؤولة عن المساجد بمصر في المدارس القرآنية بالمساجد. وأعلنت أخيراً عن افتتاح 20 مدرسة جديدة، لتحصين النشء والشباب من «فوضى الفتاوى والآراء الشاذة»، ليصل إجمالي المدارس حتى الآن إلى 1170 مدرسة قرآنية.وتؤكد «الأوقاف» أن «سعيها دائماً للتوسع في المدارس القرآنية والعلمية بالمساجد يستهدف الطلاب من المرحلة الابتدائية حتى التعليم قبل الجامعي، تحصيناً لهم من أي أفكار هدامة، وتصحيحاً للأفكار المغلوطة التي ربما وصلت إلى عقول بعضهم، فضلاً عن بناء الشخصية الوطنية الواعية بقضايا أمتنا، والاهتمام بخدمة القرآن الكريم».وقال مصدر في الأوقاف لـ«الشرق الأوسط» إن «مدارس المساجد يقوم بالتحفيظ فيها أئمة ودعاة لنشر التعاليم الإسلامية السمحة بين الصغار، والرد على كل ما يبثه بعض المشايخ غير الرسميين من آراء وفتاوى متشددة، خاصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع التابعة لهم».وتواصل مصر وضع إجراءات مشددة على المساجد والزوايا، وذلك منذ سقوط حكم تنظيم «الإخوان» الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً، حيث قصرت الخطب والدروس على الأزهريين، ووحدت موضوع خطبة الجمعة، ومنعت أي جهة غير «الأوقاف» من جمع أموال التبرعات، بهدف التصدي لدعاة التشدد والتطرف.ووجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري «قيادات (الأوقاف) بضرورة بذل أقصى جهد في المشروعات التنويرية، خاصة المدارس العلمية والقرآنية، والدفع بالواعظات للمشاركة في المدارس العلمية والقرآنية، وصولاً إلى بناء الشخصية الوطنية التي تستطيع أن تفرق بين الفكر المستنير وغيره».وقال الشيخ أحمد عبد القادر، محفظ بمدرسة قرآنية بالوزارة، إن «أغلب الأسئلة التي ترد من الأطفال والشباب تتعلق بقضايا ومفاهيم نشرتها الجماعات الإرهابية لبث الفرقة في المجتمع المصري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المدارس القرآنية ضمن خطة (الأوقاف) لتجديد الخطاب الديني، ونشر الفكر الديني الوسطي بين الصغار والشباب، حيث إنهم فئة مهمة تستهدفهم التنظيمات الإرهابية مثل (داعش)»، موضحاً أن «تلك المدارس تخضع لرقابة شديدة من وزارة الأوقاف لتقديم المعلومات الثقافية الواسعة، والتعاليم الشرعية والأحكام».وفي غضون ذلك، قال وزير الأوقاف في خطبة الجمعة أمس، عقب افتتاح مسجد العلي القدير بمحافظة بورسعيد، بدلتا مصر، إن «أهل العلم مجمعون على عظيم مكانة السنة النبوية المطهرة، وأنها المصدر الثاني للتشريع، وأنه لا غنى عنها في فهم صحيح ديننا»، مؤكداً أن «(المتشددين) لا يفهمون مقاصد السنة وأهدافها ومراميها، فضلاً عن ضيق أفقهم الفكري والعلمي والثقافي، وعدم تفرقتهم بين العادة والعبادة، وعدم إدراكهم أن الفتوى قد تتغير بتغير الظرفية المكانية أو الزمانية، أو بأحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقعهم ومستجدات عصرهم».
مشاركة :