سيطرت النزعة الشرائية على تعاملات المستثمرين الأجانب والمؤسسات في الأسواق المالية المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، متأثرة بوصول أسعار الأسهم لمستويات مغرية، وإعلان الشركات الكبرى عن توزيعات نقدية سخية على المساهمين، ما ساهم في اتجاه المحافظ نحو اقتناص الفرص المتاحة من خلال إجراء عمليات تجميع على العديد من الأسهم المحلية، بحسب مديري شركات وساطة مالية. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الأسعار المغرية والتوزيعات النقدية السخية أصبحت قاطرة الأسواق لاستمرار سيطرة اللون الأخضر على شاشات التداول، نتيجة زيادة وتيرة تداولات المحافظ الأجنبية والمؤسسات، والتي اتجهت نحو تكثيف عمليات الشراء على الأسهم القيادية التي تتمتع بأداء مالي وتشغيلي قوي، في وقت زادت فيه عمليات الشراء من قبل المستثمرين المواطنين بصورة ملحوظة أملاً منهم في تحقيق أرباح رأسمالية. وأضافوا أن عودة النزعة الشرائية على الأسهم الكبرى جاءت تزامناً مع النتائج المالية الجيدة التي أعلنت عنها البنوك الوطنية مؤخراً، بعدما تعرضت الأسواق لتراجعات نتيجة الضغوط التي مارستها الأسواق العالمية وتراجع النفط، بفعل مخاوف بشأن انتشار فيروس «كورونا»، مؤكدين أن انحسار تلك المخاوف والضغوط أدى إلى تعافي بعض البورصات العالمية وعودة السيولة الأجنبية للظهور مجدداً على عدد من الأسهم المحلية. وأوضح مديرو شركات الوساطة أن الأسهم المحلية تفاعلت بشكل كبير مع النتائج المالية السنوية المعلنة مؤخراً، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة السيولة الأجنبية والمؤسساتية التي استهدفت عدداً من الأسهم التي تقوم بتوزيع أرباح نقدية سخية على المساهمين، مؤكدين أن المستوى السعري لعدد من الأسهم المدرجة أصبح لافتاً لأنظار المستثمرين الأجانب، في وقت تتجه المحافظ الأجنبية لتحسين مراكزها المالية بالأسواق الناشئة، وفي مقدمتها أسواق الإمارات. اقتناص الفرص وقال عميد كنعان، المحلل المالي إن الأسواق المحلية تفاعلت خلال جلسات الأسبوع الماضي، مع توصيات مجالس إدارة الشركات المتعلقة بقرارات التوزيعات النقدية على المساهمين، مؤكداً في هذا الصدد أن المحافظ الأجنبية والمؤسسات فضلت العودة لاقتناص الفرص على الأسهم التي سجلت نتائج مالية جيدة، والتي ستقوم بتوزيعات نقدية سخية على المساهمين. وقال كنعان إن المؤسسات والمحافظ الأجنبية اتجهت مؤخراً نحو تحسين مراكزها المالية في الأسواق المحلية عبر عمليات تجميع جيدة، ما أسهم في عودة مؤشرات الأسواق المحلية للارتفاع متجاوزاً مستويات مقاومة كانت قد فقدتها قبل بدء إعلان الشركات عن النتائج المالية السنوية، مؤكداً أن ارتفاع وتيرة السيولة أدى إلى استمرار عمليات الشراء الانتقائي على الكثير من الأسهم الصغيرة المدرجة. توزيعات نقدية بدوره، قال إياد البريقي، مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية، إن النتائج المالية التي أعلنت عنها البنوك الوطنية وشركات الاتصالات المدرجة، كانت بمثابة طوق نجاه للأسهم المحلية، حيث لفتت تلك النتائج أنظار المستثمرين، سواء من المحافظ الأجنبية أو المؤسسات، خصوصاً بعدما أعلنت البنوك عن خططها لتوزيعات نقدية على المساهمين، ما يسهم في تعزيز مسيرة الصاعدة للأسواق خلال الجلسات المقبلة. وأشار البريقي إلى أن عودة عمليات الشراء على الأسهم المصرفية، أدى إلى تماسك المؤشرات العامة للأسواق، أمام الضغوط البيعية التي طالت عدداً من الأسهم المنتقاة نتيجة عمليات جني أرباح، مؤكداً أن الأسهم ما زالت تتميز بمستويات سعرية مغرية أسهمت في سيطرة النزعة الشرائية على تعاملات المستثمرين من الأجانب والمؤسسات. جني أرباح من جانبه، قال جمال عجاج المحلل إن الأسهم المحلية تعرضت، خلال الجلسات الأولى من الأسبوع الماضي، لضغوط بيعية، نتيجة عمليات جني أرباح، بالتزامن مع حالة الترقب والحذر التي سيطرت على المستثمرين، نتيجة هبوط الأسواق العالمية والنفط، مؤكداً أن انحسار المخاوف بشأن فيروس الصين «كورونا»، جعل المحافظ الأجنبية تقوم بضخ سيولة جديدة بالأسواق الناشئة وفي مقدمتها أسواق الإمارات. وتوقع عجاج عودة الأسهم لمواصلة مسيرة الصعود خلال الجلسات المقبلة، مستفيدة من المحفزات والبيانات الإيجابية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، فضلاً عن امتلاك الأسهم الكبرى، المدرجة بقطاعي البنوك والعقار، مقومات الصعود بدعم من سيطرة النزعة الشرائية على تعاملات المستثمرين الأجانب والتي واكبت زيادة ملحوظة في التدفقات الاستثمارية.
مشاركة :