النشيد الوطني العماني: بعد نصف قرن يخلو من اسم السلطان قابوس

  • 2/22/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر سلطان عُمان، هيثم بن طارق، مرسوما يقضي بتعديل النشيد الوطني واستبدال كلمات كانت تشير إلى سلفه السلطان، قابوس بن سعيد، الذي توفي في 10 يناير /كانون الثاني الماضي عن عمر ناهز الـ79 عاما.مصدر الصورةGilles BASSIGNAC/getty images ويذكر النشيد الوطني السلطان قابوس بالاسم الصريح، إذ يقول: "أبشري قابوس جاء فلتباركه السماء واسعدي والتقيه بالدعاء ". وبحسب وكالة الأنباء العمانية، فقد حُذف ذلك المقطع لتحل محله الكلمات التالية "فارتقي هام السماء واملئي الكونَ الضياء واسعدي وانعمي بالرخاء". ويعرف النشيد الوطني العماني القديم بالسلام السلطاني وهو من تأليف الشاعر حفيظ بن سالم السيل الغساني، مستشار السلطان الراحل ومن تلحين الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب. تعود العمانيون على ترديد ذلك النشيد في كل المناسبات الوطنية طوال فترة حكم السلطان قابوس التي دامت 50 عاما. ولطالما طُرحت تساؤلات عما سيكون عليه حال النشيد بعد وصول حاكم جديد. وقوبل النشيد الجديد الذي لا يذكر اسم حاكم البلاد، بالثناء والترحيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره العديد من المغردين العمانيين نشيدا جامعا يصلح لأي زمن. ولم يخف بعضهم اعتراضه على حذف اسم السلطان الراحل، وطالبوا بإبقائه تقديرا لـ "جهوده في توحيد السلطنة وإطلاق عملية إصلاح اقتصادي" على حد تعبيرهم. يذكر أن السلطان قابوس تولى حكم السلطنة عام 1970، بعد انقلابه على والده السلطان سعيد بن تيمور الذي عرف بنظام حكمه المتشدد. وأعلن قابوس نفسه "سلطان عمان" بعدما كان لقب الحاكم "سلطان مسقط وعمان"، وأصبح الحاكم الثامن في سلالة آل بوسعيد منذ أن تولت الحكم في 1749، فقام فورا بتغيير العلم والعملة. كما استبدل النشيد الوطني الذي كان يذكر صراحة اسم والده الذي دام حكمه 40 عاما. ويقول النشيد "يا ربنا احفظ لنا سلطاننا سعيد... سعيد بالتأكيد". بالنظر إلى تاريخ الأناشيد الوطنية العربية، نجدها على اختلافها تحمل بين طياته كلمات تعبر عن المراحل والتقلبات التي مرت بها كل دولة. فبعضها ذكر صراحة اسم الحاكم وبعضها مجده بشكل غير مباشر، بينما ركزت أخرى على المحطات الهامة في تاريخ البلاد. وفيما يلي نرصد بعضا من تلك الأناشيد:اشتهر النشيد التونسي الحالي "حماة الحمى" بالأبيات التي نظمها أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد للظلم أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر". لكن ما لا يعرفه كثيرون أن ذلك النشيد لم يعتمد رسميا إلا في عام 1987 بديلا عن نشيد "إلا خلدي"، الذي اختير كنشيد رسمي للبلاد أيام حكم الرئيس الحبيب بورقيبة. وكان النشيد القديم يحمل إشارة واضحة لاسم بورقيبة في أحد أبياته. لذا توقف العمل به بعد انقلاب زين العابدين بن علي بورقيبة الذي أنهكه وقتها المرض والشيخوخة. لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للنشيد الوطني الليبي الحالي فهو مستمد من النشيد القديم للمملكة الليبية. في عام 1969، وصل معمر القذافي إلى سدة الحكم وقرر استبدل النشيد الملكي بالأغنية المصرية الشهيرة "الله أكبر فوق كيد المعتدي". لكن منذ الإطاحة بحكمه بعام 2011، أعاد الثوار نشيد وعلم الملكية الذي كان معتمدا بعد الاستقلال، تعبيرا عن رفضهم للانقلاب الذي قاد القدافي على الملك. ويظهر في أحد مقاطع النشيد الوطني الملكي القديم اسم الملك السابق إدريس السنوسي، فآثر البعض استبدال إدريس بالمختار، كناية عن الثائر الليبي، عمر المختار. أما في العراق، فقد تغيير النشيد الوطني خمس مرات. وكل مرة تروي التغيرات التي طرأت على البلاد. ظل النشيد الوطني المصري السابق "والله زمان يا سلاحي" نشيدا وطنيا للبلاد خلال الفترة من عام 1963 وحتى عام 1981. ويرجع هذا النشيد إلى فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إذ غنته أم كلثوم لأول مرة، من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين. وعندما تولي صدام حسين السلطة في العراق عام 1981، استبدل النشيد الوطني القديم بقصيدة "أرض الفراتين" التي صاغ كلماتها الشاعر العراقي شفيق الكمالي. وبعد سقوط حكم صدام حسين، اعتمد نشيد "موطني" نشيدا رسميا للبلاد بأمر رئيس السلطة المدنية الأمريكية في العراق آنذاك، بول بريمر، بحجة أن النشيد القديم يحمل كثيرا من التعالي ويذكر الناس بصدام حسين. ويشار إلى أن النشيد العراقي الحالي "موطني" كان نشيدا وطنيا لفلسطين أيام الانتداب البريطاني. في حين تختلف القصة في البحرين، إذ يشير النشيد الوطني القديم إلى أن "بحريننا بلد الأمان، وطن الكرام، يحمي حماها أميرنا الهمام". وبعد تعديل الدستور عام 2002 وتحول البلد الخليجي من إمارة إلى مملكة، تغيير مضمون النشيد. ويبرز النشيد الجديد بوضوح أهمية الدستور بعد أن ركز في السابق على الأمان والأمير. فتقول أحد أبياته "دستورها عالي المكانة والمقام، ميثاقها نهج الشريعة والعروبة والقيم".

مشاركة :