السعودية تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في تكرير النفط نهاية العام المقبل

  • 10/29/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مسؤول في "أرامكو السعودية" عن وصول السعودية إلى المرتبة الرابعة عالمياً في تكرير البترول مع اكتمال الطاقة الإنتاجية للمصافي القائمة، لتكرر نحو 3.6 مليون برميل يومياً، متوقعاً أن تكتمل هذه المنظومة نهاية عام 2014. وقال المهندس عمر بازهير المدير التنفيذي للخدمات الهندسية في شركة أرامكو في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الأول السعودي الصيني لتكرير البترول، أمس، في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض: إن استثمارات السعودية في السنوات الخمس المقبلة ستصل إلى أكثر من تريليون دولار في صناعات تكرير النفط وتسويقه للمستثمرين الذين يرغبون بالمشاركة في هذه الثروة، مما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي. وألمح إلى أنه في ظل التركيز المتزايد على البيئة، أصبح الوقود النظيف مطلباً مُلحاً للمستثمرين الذين يرغبون في الاستمرار بصناعة النفط. وأضاف أن صناعة تكرير النفط أصبحت قوة دافعة للابتكار منذ اكتشاف أول بئر للنفط قبل أكثر من 150 عاماً، مبيناً أن هذه الصناعة لعبت دوراً فعالاً في تطوير عمليات وتقنيات تحفيز جديدة بدءاً من طرق تقطير البترول الأولية التي تقوم على التقطير بالأنابيب لفصل مكونات النفط الخام وامتداداً بالعمليات الحديثة والأكثر تقدماً والتي حققت أقصى قدر من العمليات التحويلية للنفط وإنتاج البتروكيماويات. وقال بازهير: إن الأبحاث التي تسهم في تخفيض استهلاك البنزين بالسيارات لا تنتهي، وبيّن أن هناك تصاميم سيارات ونوعيات بنزين تسهم في تقليل معدلات استهلاك البنزين بنسبة 50 في المائة في السيارات الصغيرة. من جانبه، أوضح الدكتور حامد المقرن المشرف على معهد بحوث البتروكيماويات رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن قدرات معمل تكرير البترول في السعودية تصل إلى قرابة 2.1 مليون برميل يومياً، ولزيادة هذه الطاقة تقوم السعودية حالياً ببناء ثلاثة معامل تكرير جديدة، كل واحد منها قادر على تكرير 400 ألف برميل يومياً من الزيت الثقيل الخام. وذكر المقرن أن برنامج تكرير البترول وتقنيات البتروكيماويات في المملكة صمم ليرفع تنمية صناعة تكرير البترول وتقنياته، حيث قامت مدينة الملك عبد العزيز بالتعاون مع الجامعات المحلية والدولية لتنفيذ هذا البرنامج. وأشار إلى أن المدينة وقّعت أخيراً خمسة مشاريع مع أربع مؤسسات صينية، هي: جامعة الصين للبترول، الأكاديمية الصينية للعلوم، جامعة بكين للتقنيات الكيماوية، وصندوق التقنية في كوانجو، مفيداً أن هذه المشاريع تركز على تنفيذ أبحاث مشتركة في عمليات تكرير البترول وتقنياتها. وأكد الدكتور المقرن تزايد الطلب في العالم على إزالة الكبريت وتنقية البترول الخام، ما يتطلب مزيداً من التقنيات الجديدة المناسبة للتطبيق في المملكة والصين. من ناحيته أوضح الدكتور محمد إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن السعودية تعد الأولى في إنتاج البترول، بينما تعد الصين حالياً ثاني أكبر دولة في العالم من ناحية الطلب على الطاقة، ما يحفز لإقامة العديد من البحوث العلمية والتطبيقية المشتركة خصوصاً في مجال تكرير البترول ومصادر الطاقة المتجددة وبعض المجالات ذات الاهتمام المشترك في مجال التقنية المتقدمة والتطوير العلمي، وهو ما ساهم في إرساء قواعد شراكة قوية بين المملكة والصين. وبيّن أن هذا المنتدى يبحث عن الفرص والتحديات والتطورات الحديثة في مجال تكرير البترول، إضافة إلى الابتكارات الحديثة في مجال المواد المحفزة لتكرير البترول والوقود النظيف التي ستساعد على تعزيز تنمية تقنية التكرير، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي. وأكد أن المنتدى يأتي كأحد ثمرات التعاون مع جامعة الصين للبترول التي تربطها مع المدينة علاقة متينة مبنية على مشاريع بحثية مشتركة، مبيناً أن مدينة الملك عبد العزيز تتعاون مع الصين بخمسة مشاريع بحثية استراتيجية في مجال تكرير البترول، منها مشروعان مع جامعة الصين للبترول في مجال إزالة الكبريت من الوقود الخام. وفي تصريح للدكتور محمد السويل عقب المنتدى قال: إن السعودية هي الأولى في الإنتاج، والصين هي الثانية في استهلاك الطاقة بما فيها البترول، وفي حال وجود تنسيق بين منتج كبير ومستهلك كبير تكون العلاقة بينهما أقوى. وقال: يعتبر هذا المؤتمر أحد أدوات التنسيق بين الجانبين، مضيفاً أن للمدينة دافعاً آخر وهو دعم البحث العلمي في مجال البترول، خاصة أن صناعة البترول أحد المجالات الـ 15 التي حددتها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، ونحن سعداء بالتعاون مع الجانب الصيني، حيث إنه يمتلك الخبرة التي يقدمها لنا، كما أن باحثينا يعملون مع الصينيين ويفيدونهم ويستفيدون منهم. وأشار إلى أن للسعودية تعاوناً مع الجانب الصيني في مجال البتروكيماويات وقد يمتد إلى مجالات أخرى كثيرة، التعاون مع الصين قديم. وأكد أن الشراكة مع الصين في مجال التكرير قائمة، حيث لدى المملكة بالتعاون مع ساينوبك مصفاة في فوجيان الصينية، وقد يكون هناك تعاون آخر حيث تقرره وزارة البترول والمعادن. من جهتها قالت البروفيسور شان هونق هونق رئيس جامعة الصين للبترول: إن البترول هو عماد الصناعة الحديثة ولا يمكن أن تكون هناك صناعة بدون بترول، لهذا نواجه اليوم ضغطاً غير مسبوق في تطوير التقنيات البتروكيماوية المتقدمة فيما يتعلق بتصنيع البترول الثقيل والمنتشرة في جميع أنحاء العالم. وأضافت أن المنتدى مهم لمناقشة مستقبل صناعة البترول والبتروكيماويات وتقنياتهما، لإعادة تصميم عمليات صناعة البترول والتقنيات الخاصة به بطريقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، وبهذه يمكن أن نحقق متطلبات التحدي لهذه الصناعة، مبينة أن المنتدى سيعمل على تعزيز التعاون بين المملكة والصين. هذا وقد انطلقت فعاليات المنتدى السعودي الصيني لتكرير البترول 2013، بعقد الجلسة الأولى التي رأسها المشرف على المكتب الدولي في جامعة الصين للبترول البروفيسور يان زي فنق، وتضمنت أربع أوراق علمية، تحدث في الأولى الدكتور هشام سعيد بامفلح الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية وهندسة المواد بكلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز عن "التوجهات الجديدة في تكرير النفط"، مؤكداً أن صناعة تكرير النفط صناعة متخصصة، ومحفزات التكرير يجب أن تلبي تنوعات النفط الخام وتعدد نواتج عمليات النقل مثل البنزين والديزل وخامات تغذية صناعة البتروكيماويات مثل العطريات والأوليفينات التي تشهد تزايداً ملحوظاً في جميع أنحاء العالم. وتوقع بامفلح أن تحمل صناعة البترول بحلول عام 2020 عدداً من الخصائص المرغوبة التي تمثل التحسينات المستمرة بهذه الصناعة والمتعلقة بالكفاءة في استخدام الطاقة كوقود وتغذية في عمليات التكرير، والأداء البيئي لمعامل تكرير النفط ونظم توصيل وتسليم الوقود، مشيراً إلى أن من أبرز التوجهات الجديدة في تكرير النفط التكسير الحفزي لتحسين النواتج وتقليل انبعاث أكاسيد الكبريت والنيتروجين من وحدات التكسير الحفزي وتقليل محتوى الكبريت في البنزين والديزل.

مشاركة :