في قصة الشاب المخطوف موسى الخنيزي، يؤيد الكاتب الصحفي أحمد عجب ما قام به الأب الشهم علي الخنيزي، حين أعلن أنه لا يرغب في مقاضاة الخاطفة في الحق الخاص، مدركاً حجم الألم في قلب ابنه باعتبار الخاطفة هي "الأم اللي ربّت"، مؤكداً أنه ربما لو اجتمع كل المؤلفين والسيناريست بالعالم فلن يخرجوا بربع هذه الأحداث التراجيدية والدراماتيكية للقصة خاصة تداخل مشاعر الحزن والفرح. مشاعر مختلطة وفي مقاله "الأم اللي ربّت" بصحيفة "عكاظ"، يقول "عجب": "مشاعر مختلطة من الحزن والنقمة والفرح امتزجت في آن واحد، ونحن نتابع الحظات الأخيرة لعودة الشاب موسى الخنيزي لحضن والده ووالدته المكلومة، بعد أن اختُطف من المستشفى عند ولادته ليُحكم على والديه بالحرمان المؤبد. أي دموع سكبوها في ليالي الفراق الطويلة، وأي حرقة مزّقت قلوبهم، وأدمت مقلهم وهم يقبعون خلف قضبان الفجيعة، حتى رن تليفون شقيقه في ساعة استجابة لتبلغه الشرطة أن هناك شخصاً يشتبه في أن يكون ابنهم المخطوف منذ 20 سنة!!". أحداث درامية ويعلق "عجب" قائلاً: "ربما لو اجتمع كل المؤلفين والسناريست بالعالم فلن يخرجوا بربع هذه الأحداث التراجيدية والدراماتيكية لقصة موسى الخنيزي، خاصة مشاعره المبهمة وتعابير وجهه التائهة وهو يلتقي للوهلة الأولى بعائلته الحقيقية التي لا تجمعه بهم أي أحاسيس أو مشاعر، بينما يتوجب عليه قبول المصير المجهول للمرأة التي احتضنته ورعته وعاش معها كل هذه السنين حتى أصبح شاباً فتياً!!". حسناً فعل الأب الشهم ويمضي "عجب" قائلاً: "حسناً فعل الأب الشهم علي الخنيزي حين أعلن أنه لا يرغب في مقاضاة الخاطفة في الحق الخاص، فهو يدرك جيداً حجم الألم والشرخ الذي سيحدثه في قلب ابنه باعتبار الخاطفة (الأم اللي ربّت) ولو كان هناك فحوص عاطفية لـلـ DNA لأثبتت مدى تعلق الشاب بهذه المرأة التي أرضعته وربّته، بالرغم من شغف العيش والحرمان الذي تعرض له، وهو ما تجلى في مشاعره حين هبّ لمساعدتها مع الشاب الآخر المخطوف معه، مطالبين بالإفراج عنها، وهو أيضاً ما ستراعيه المحكمة عند نظرها للحق العام باعتبار هذه الأحداث من الظروف المخففة للعقوبة التعزيرية المنتظرة، إلا أن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها ردعاً لها ولأمثالها وحماية للأطفال الآخرين". الأم اللي ربّت وربما يختلف بعضنا مع "عجب" وهو ينهي قائلاً: "ربما حرمت هذه الخاطفة هذا الشاب وبقية الشباب المخطوفين من قبلها وهي تمارس هوايتها الشيطانية كل 3 سنوات، من حقوقهم في الدراسة والهوية، لكنها بالمقابل قدّمت درساً عظيماً لبقية النساء اللائي أصممن آذاننا بمطالباتهن بالنفقة والسكن وأجرة الحضانة، حيث وفرت المرأة الخاطفة للأطفال الذين لم تنجبهم من رحمها كل مقومات الحياة الممكنة دون تأفف أو تضجر أو ادّعاء المظلومية، حتى ارتسمت على وجه "موسى" أو (أنس المهنا) تلك الابتسامة العريضة والعفوية التي لا تفارق محياه، لتبدو هذه القصة الحقيقية وكأنها السبب وراء المثل الشعبي (الأم اللي ربت مو اللي خلفت)!!".
مشاركة :