أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته الرسمية لألمانيا مساء أمس، وتوجه إلى العاصمة المجرية بودابست في زيارة تستغرق يومين أيضا. واختتم الرئيس فعاليات زيارته الأولى إلى برلين، بعدد من اللقاءات الرسمية، كان أبرزها لقاؤه زعيم الغالبية في البرلمان الألماني كودر، حيث بحث الرئيس معه العلاقات السياسية بين البلدين. وأكدت مصادر سياسية مصرية إن لقاء السيسي مع كودر في مقر إقامته في برلين، جاء وسط جدل سياسي أثير قبل الزيارة، حول رفض رئيس البرلمان الألماني مقابلة الرئيس، وهو ما أكسب اللقاء أهمية كبرى بحكم المكانة السياسية التي يحظى بها زعيم الأغلبية في البرلمان عن «الحزب الديموقراطي المسيحي» الحاكم. وقالت مصادر رئاسية لـ «الراي»، إن اللقاء تناول عددا من القضايا التي تخص العلاقات بين البلدين، بداية من المكانة التي تحظى بها مصر في منطقة الشرق الأوسط ودورها المحوري في استقرار المنطقة، ومكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة التي انتشرت بقوة في دول المنطقة وتهدد استقرارها. وتناول البحث ايضا الأوضاع السياسية، حيث أكد السيسي حرص الدولة المصرية على استكمال «خريطة الطريق» بإجراء انتخابات مجلس النواب قبل نهاية العام الحالي بعد تعديل قوانين الانتخابات بما يمكن من إقامة برلمان على أسس قانونية صحيحة. ولم تتوقف احتفالات ومظاهر الترحيب بالرئيس في ألمانيا من قبل الجالية المصرية في أوروبا وبرلين، حيث تجمع المئات أمام مقر إقامته في ختام زيارته وسط برلين وأخذوا يرددون الهتافات الوطنية وهتافات له قبل توديعه. وحرص الرئيس على لقاء وفود الجاليات المصرية في ألمانيا وأوروبا. والتقى السيسي بأسر 3 مصريين لقوا حتفهم في حادث سير، وهم في طريقهم من النمسا إلى برلين لتحيته، حيث أصر على تقديم واجب العزاء لأسرهم شخصيا. وكان السيسي تجول في شوارع برلين مساء أول من أمس لمشاركة أعضاء الجاليات المصرية والوفود الشعبية تظاهراتهم المؤيدة له. وانطلقت صيحات المصريين عقب رؤيتهم للرئيس مرددين: هتافات «الله أكبر.. سيسي سيسي هو رئيسي» قبل أن يقاطعهم الرئيس: «تحيا مصر.. مصر.. مصر»، وهو يحيي المشاركين ويداعب الأطفال. وعلى مستوى الإعلام الألماني، اهتمت الصحافة الألمانية بنتائج المباحثات التي أجراها السيسي مع الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتصدرت صوره في المؤتمر الصحافي غالبية الصحف الألمانية. ودعا السيسي، الشركات الألمانية إلى القدوم إلى مصر والاستثمار بقوة في ظل التشريعات الجديدة التي أدخلتها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار. وقال في كلمة له أمام المنتدى الاقتصادي الذي عقد في مقر وزارة الاقتصاد الألمانية، بمشاركة رجال الأعمال المصريين والألمان، إنه حريص شخصيا على حل مشكلات المستثمرين، وأن باب مكتبه مفتوح أمام أي مستثمر يعاني من المشكلات أو العراقيل. وأضاف: «أريد أن أتحدث مع الشعب الألماني الذي نقدره في مصر كثيرا، أنتم تتكلمون حول حقوق الإنسان والحرية والديموقراطية، وأنا أؤكد أننا في مصر حريصون على أن يكون لكل مصري الاحترام والحرية، وأقول ذلك ليس لأنني أمامكم، بل لأن مصر أمة متحضرة لها تاريخ عريق يرجع إلى خمسة آلاف عام». وأوضح: «إذا كنتم معنيين بحقوق الإنسان والديموقراطية فتعالوا واستثمروا في مصر وأقيموا المشروعات والمصانع حتى يجد الشباب فرصا للعمل، وهذا سيكون في مصلحة المصريين وفي صالح الاستقرار والعدالة الاجتماعية والحرية، لأن تحسين أداء الاقتصاد المصري يسهم في تحقيق القيم التي تنادون بها، هذه القيم التي يصعب تطبيقها في مجتمعات يسودها التخلف والفقر والبطالة». وشهد السيسي ونائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والطاقة زيغمار غابريل، بمقر وزارة الاقتصاد الألمانية التوقيع على 4 عقود واتفاقات للتعاون بين مصر وألمانيا.