كونا - رويترز - قال وزير النفط علي العمير «إذا ظلت أسعار النفط دون 77 دولارا للبرميل فستشهد الكويت (عجزا بسيطا) في الموازنة». وردا على سؤال عما إذا كانت الكويت راضية عن استراتيجية «أوبك» بالدفاع عن حصتها السوقية؟، قال الوزير «ميزانيتنا تمضي بالكاد. ليس هذا بالوضع الأمثل الذي نفضله ولذا يتوقف الأمر على النصف الثاني...» من ناحية ثانية، أكد العمير أهمية دور النفط والغاز في أمن الطاقة والتحول باتجاه تقليص انبعاثات الكربون باعتبارهما ضامنين لأمن الاقتصاد والاستقرار في العالم. وقال في كلمة ألقاها امام منتدى فيينا الدولي للطاقة ان «التكنولوجيا والانسان معا يؤديان دورا محوريا في ضمان تحولات آمنة في الصناعة من خلال الانتاج الامثل للمواد الهيدروكربونية وقد نجحت التكنولوجيا المتطورة عبر السنوات في بلوغ الطرق الاكثر امنا في الانتاج في الصناعة». واضاف الوزير العمير «لدينا ايمان بتعزيز دور (اوبك) في تحقيق أمن امدادات النفط الخام في السوق لعقود مقبلة وأنا على قناعة بأن صناعة النفط ستنجح في الايفاء باحتياجات الطلب المتنامية في المستقبل وذلك بالرغم من طفرة النفط الصخري». ولفت الى استمرار الطلب العالمي المتزايد على الطاقة مع استمرار تنامي اقتصاديات البلدان في مختلف مناحي العالم ونمو عدد السكان وتحسن مستويات المعيشة في العالم، مؤكدا ان الوقود الاحفوري بما في ذلك النفط يحافظ على هيمنته في مزيج الطاقة. وذكر ان من بين الآثار الرئيسية المتعلقة بمشهد الطاقة هو النجاح المتواصل في احراز مزيد من التقدم في مجال رفع وتحسين كفاءة استخدام الطاقة باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية من حيث خفض التكلفة في تلبية الطلب في حين يسهم المناخ في التخفيف والنمو الاقتصادي. وحول استخدام الطاقة في العالم قال وزير النفط ان كفاءة رفع الطاقة في العالم سجلت خلال الفترة من 1980 الى 2000 تحسنا بـ 1.2 في المئة سنويا، مؤكدا ان كفاءة الطاقة ستعزز وتتحسن بنسبة 1.5 في المئة في السنة وسط توقعات بأن يتضاعف استخدام الطاقة في حلول عام 2030 اكثر من ضعفين في ظل غياب اي اعتبارات لرفع كفاءة استخدام الطاقة. وأكد التزام الكويت بالوفاء بدور فعال في السوق الدولية كمنتج موثوق بها رغم ان ذلك يشكل تحدياً كبيراً لصناعة النفط الكويتية يشترط استخدام التكنولوجيا المتطورة في ظل مستجدات أكثر تعقيدا. وفي هذا الصدد، اشار العمير الى مجموعة من المشاريع المتكاملة التي وضعتها الكويت من اجل تحقيق الأرقام المستهدفة في الطاقة الإنتاجية للنفط اهمها تعزيز رفع الإنتاج من التكوينات الجيولوجية الأكثر تعقيدا ورفع كفاءة إدارة الإنتاج من الحقول الحالية وتطوير الإنتاج من الاكتشافات الجديدة وتطوير الإنتاج من النفط الثقيل. واعلن الوزير العمير عن اكتشاف 4 حقول نفط جديدة في الاجزاء الشمالية والغربية من البلاد تغطي النفط الخام الثقيل فضلا عن الغاز، مشيرا الى انه «ينتظر ان تدعم هذه الاكتشافات قدرتنا في الكويت لتحقيق الخطط الاستراتيجية الشاملة لرفع الطاقة الانتاجية الى 4 ملايين برميل يوميا علما ان 3 من الحقول المكتشفة حديثا تقع في شمال المناقيش الذي يقع في غرب الكويت بينما كان البحث عن النفط والغاز قريبا من ام نقا والروضتين». واشار الى احراز تقدم كبير في تشييد البنية التحتية للتعامل مع كميات متزايدة من النفط والغاز حين يتم إنتاجها فعليا من اجل تحقيق اهداف الكويت في رفع قدرة الانتاج على المدى الطويل. وكشف عن النجاح العام الماضي في اكمال بناء «محطة» جديدة لتعزيز الانتاج والمرحلة الاولى من «مشروع مياه النفايات السائلة» وانابيب لنقل النفط الخام والمنتجات من خلال خطوط ومحطات طاقة جديدة كما تم منح عقود لخمسة مشاريع رئيسية بكلفة إجمالية تبلغ ملياري دينار في الاشهر الماضية للمقاولين الدوليين لبناء 3 مراكز تجميع ومشاريع اخرى. واوضح ان «هذه المشاريع ستسمح لنا بالبدء بإنتاج 60 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل بحلول عام 2018 من خلال مرفق الانتاج المركزي للمشاريع النفطية الثقيلة في شمال الكويت ثم ما يزيد على 90 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2025». وقال ان تنفيذ المشاريع وفق الخطة الاستراتيجية الطويلة الاجل 2030 تشمل بناء مصفاة جديدة اضافة إلى رفع القدرات التحويلية والتكسيرية، مؤكدا ان هذين المشروعين سيؤديان الى رفع اجمالي طاقة التكرير محليا بقدرة 1.4 مليون برميل يوميا من 930 الف برميل يوميا وهذا يعني تعزيز القدرات لانتاج منتجات نظيفة للتصدير للاسواق العالمية وكذلك توليد الكهرباء محليا. واضاف ان خطط التوسع في طاقة التكرير خارج الكويت تشمل بناء طاقة تكرير في فيتنام مما سيكفل منفذا مهما للكويت في مبيعات النفط الخام. وقال وزير النفط «انه حتى تصل التكنولوجيا المتجددة الى المرحلة المطلوبة للتنمية لتلبية الطلب المتزايد على نحو موثوق وكلفة معقولة فانه من الضروري ايجاد حل عملي وواقعي لاستخدام موارد الوقود المتبقية في العالم كفاءة ونظيفة».
مشاركة :