آلية لإعادة تأهيل الأطفال ضحايا الاعتداءات

  • 6/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش أطباء ومختصون ومسؤولون في دوائر عدة، التوصل إلى آلية لإعادة تأهيل الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي، من خلال تطبيق برنامج إشراقة، الذي تم اقتباسه من أحد البرامج الرائدة في أستراليا، والاستعانة بصاحبة الفكرة، وإدخال تغييرات عليه تتواءم مع البيئة المجتمعية في الإمارات. نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أمس، ورشة عمل تدريبية حول الآلية الجديدة، تحت عنوان برنامج إشراقة التأهيلي، استضافتها قاعة البراجيل في غرفة تجارة وصناعة الشارقة. وتناولت الورشة، الآثار الجسدية والنفسية الناتجة عن الاعتداء على الطفل وأهمية تأهيل الضحايا وعلاجهم نفسياً، حيث شرح المشاركون، تطبيقات عدة على نموذج العلاج الفردي والعلاج الجمعي بجميع جلساته الثلاث عشرة. وذلك من خلال الاختصاصية النفسية فاطمة المرزوقي مدير دار الرعاية الاجتماعية للأطفال في دائرة الخدمات الاجتماعية، وجاسم آل علي مختص نفسي وأسماء علي أخصائية نفسية في إدارة حماية حقوق الطفل في الدائرة، وعايدة هاشم استشارية نفسية في واحات الرشد في دائرة الخدمات الاجتماعية. وبحسب المرزوقي تهدف الدائرة من وراء تنظيم هذه الورشة والتي تعد الأولى من نوعها من حيث التخصص، إلى نقل المعرفة لمختلف المؤسسات العاملة في مجال حماية وتأمين حقوق الأطفال المعتدى عليهم. وكذلك تسهم بتمكين الأخصائيين العاملين في هذه المؤسسات، من تأهيل الأطفال المعتدى عليهم جنسيا، بطرق علمية حديثة ومبتكرة، ومن شأنها أن تنعكس على حالة الطفل من استقرار وسرعة اندماجه في محيطه من دون مشاكل، وحمايته من أي خطر آخر ممكن أن يتعرض له مستقبلا، بحيث لا تشكل هذه الحادثة أثرا سلبيا يرافقه طوال سنوات حياته. وعبرت المرزوقي عن عملها في تعميم التجربة على كافة العاملين في هذا المجال، للحد من حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال والتي ما زالت حالات وليست ظاهرة، وأيضاً لمساعدة هذه الشريحة لتحيا حياة مستقرة، وأشارت إلى انه من ابرز المعوقات التي تواجههم في عملهم هو عدم تجاوب بعض الأهالي معهم في ما يخدم البرنامج، بحجة العيب، خاصة إذا ما كان المعتدى عليه فتاة. وفيما يتعلق بالبرنامج أشارت إلى انه تم إعداد النسخة العربية بما يتلاءم مع مجتمع الإمارات من خلال فريق عمل من المختصين بالدائرة، إضافة إلى أن فكرة البرنامج جاءت لحاجة المؤسسات الاجتماعية لوجود برنامج علمي يستهدف الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي لإعادة تأهيلهم وإزالة آثار الاعتداء عنهم. ويتكون البرنامج من عدة جلسات علاجية نفسية فردية وجماعية بهدف إقناع الطفل بأنه ليس الوحيد في العالم من تعرض لهذه المشكلة، ويستهدف الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي كامل أو تحرش مؤثر في الفئة العمرية من سن 5 إلى أقل من 14 سنة. بدوره قال جاسم آل علي إن الدراسات أوضحت بأن الفاشلين والمشردين ومدمني المخدرات والمساجين لديهم ماض له علاقة بتجارب الاعتداء المريرة وشخصياتهم يطغى عليها ضعف الثقة بالنفس واختلال احترام الذات، واستناداً إلى ذلك كله، لا يبقى شك أن الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء في طفولتهم بحاجة ماسة للمساعدة في حل المسائل المعلقة التي زرعتها تجربة الاعتداء المريرة في حياتهم، حتى ولو جاءت المساعدة بعد سنوات طويلة من التعرض للاعتداء. هذا وشارك في الورشة عدد من الجهات والمؤسسات على مستوى الدولة منها إدارة الشرطة المجتمعية مركز الدعم الاجتماعي، مجلس الشارقة للتعليم، مستشفى خورفكان، جمعية الفجيرة الخيرية، القيادة العامة لشرطة أم القيوين، محكمة الشارقة الشرعية، مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، مستشفى دبا الفجيرة، القيادة العامة لشرطة الشارقة، مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، جمعية النهضة النسائية في دبي، مراكز التنمية الأسرية ومراكز الناشئة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وزارة الصحة، منطقة الشارقة التعليمية، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، القيادة العامة لشرطة دبي، القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، وغيرها من الجهات المشاركة. الخدمات الاجتماعية كما وضعت الإدارة أغنية بعنوان إنها ليست غلطتي، إنها ذنب من افترى والتي تساعد الطفل على عدم شعوره بالذنب، كون معظم من تعرضوا للاعتداء يسيطر عليهم هذا الشعور، ويتم ترديد الأغنية خلال جلسات العلاج، إضافة إلى فيلم مصور يحكي قصة طفل وشقيقته يتملكهما الشعور بأنهما السبب في وفاة قطة بعد إعطائها الحليب وبعد معاينة الطبيب للقطة يتبين أنها تناولت لحمة مسمومة فيشعران بالارتياح لكونهما ليسا السبب في ما حصل للقطة كنوع من الإسقاطات على الحالات التي تشعر بالذنب. كما استعرض المشاركون في الورشة الجلسات التي يخضع لها الطفل الفردية والجماعية وفائدة كل واحدة منها، وتم عرض بعض الأدوات المساعدة وهي عبارة عن ألعاب متنوعة تساعد في عملية إعادة التأهيل.

مشاركة :