كابول - قنا ووكالات: أصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني، تعليمات بوقف العمليات العسكرية ضد ”طالبان“، في إطار اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية والحركة. ورحّب غني، في بيان أمس، بقرار خفض العنف في عموم البلاد اعتبارًا من منتصف الليلة الماضية، بموجب الاتفاق المذكور، وتمنّى أن يؤدي ذلك إلى بدء وقف إطلاق النار. وقال الرئيس إنه أمر القوات الأمنية بوقف العمليات ضد طالبان لمدة أسبوع، مع استمرار العمليات ضد المنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، سيزيل العوائق أمام بدء الحوار الأفغاني. ورحّب مواطنون أفغان أمس بتعهد حركة طالبان والقوات الأمريكية بخفض العنف فيما بينهما، رغم الشكوك التي تحيط بصمود اتفاق التهدئة بين الطرفين وإبرامهما السبت المقبل اتفاق سلام شامل في بلاد تعيش ويلات الحرب منذ سنين طويلة. وبحلول منتصف الليلة قبل الماضية، بدأ سريان أسبوع من التهدئة بين القوات الأمريكية وقوات الحكومة الأفغانية من جهة، وحركة طالبان من جهة أخرى، في العديد من الولايات الأفغانية الجنوبية والشرقية، على أمل أن تقود هذه التهدئة -في حال صمودها- إلى إبرام اتفاق بين واشنطن وطالبان في 29 فبراير الحالي. ومن المتوقع أن يعقب اتفاقَ السلام المرتقب تبادلٌ للأسرى، إذ يجري الحديث عن خمسة آلاف أسير لطالبان وألف للحكومة، لكن الاتفاق المنتظر بين واشنطن وحركة طالبان يلفه الغموض، فالطرف الثاني يتحدث عن انسحاب كامل للقوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية، في حين تتحدث واشنطن عن انسحاب جزئي فقط مقابل ضمانات أمنية بعدم استخدام أفغانستان منصة لمهاجمة القوات الأمريكية. إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أفغانستان شهدت في عام 2019 سقوط «رقم قياسي» من الضحايا المدنيين في الحرب الدائرة بالبلاد منذ سنوات طويلة. وأوضحت المنظمة الأممية، في تقرير نشرته أمس، أن رقمًا قياسيًا من المدنيين قتلوا في عام 2019 في الصراع الدائر، وسط بدء تقليص العنف في مختلف أنحاء البلاد، مشيرةً إلى أنها وثقت مقتل 3403 مدنيين وإصابة 6989، حيث إن «معظم الضحايا المدنيين سقطوا بسبب عناصر مناهضة للحكومة». وكشف التقرير أن هؤلاء الضحايا المدنيين سقطوا بسبب ارتفاع العمليات التي نفذتها حركة طالبان بنحو 21 بالمئة، والقوات العسكرية الدولية بحوالي 18 بالمئة، فضلًا عما تركه عدد الهجمات بالعبوات الناسفة والغارات الجوية من قتلى ومصابين آخرين. وفي سياق مُتصل، قال السيد تاداميشي ياماموتو، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، في تصريحات، «لم يفلت أيّ مدني تقريبًا في أفغانستان من التعرض بشكل شخصي للضرر بطريقة ما بسبب العنف الدائر»، مبينًا أنه «وجب على جميع الأطراف العمل على اغتنام الفرصة لوقف القتال، حيث تأخّر السلام طويلًا، ويجب حماية المدنيين وبدء جهود تحقيق سلام». ويعتبر عام 2019 سادس عام على التوالي يتجاوز فيه عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان عشرة آلاف، كما كان العام، الذي تجاوز فيه العدد الإجمالي للضحايا المدنيين في الصراع، منذ بدء الأمم المتحدة تسجيل أعداد الضحايا 100 ألف حسب التقرير ذاته.
مشاركة :