قصفت ميليشيات جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أحياء من مدينة تعز(وسط) بالمدفعية والدبابات في محاولة جديدة لاقتحامها إلا أن المقاومة الشعبية تصدت لها وسط اشتداد المعارك وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وأدت الاشتباكات المستمرة إلى جعل تعز في عداد المدن المنكوبة، في حين أعادت قوات التمرد انتشارها المكثف في العاصمة صنعاء ونصبوا نقاط تفتيش، فيما استهدف طيران التحالف العربي مواقع المتمردين في محافظتي عدن وصعدة، ومناطق أخرى في اليمن. وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت بأحياء كلابة والجهيم وشارع الأربعين وبالقرب من جبل جرة بالمدينة، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في حين حاولت ميليشيا الحوثي وقوات صالح التقدم بجبهة كلابة وجبل جرة لكن المقاومة صدت هذين الهجومين، وتمكنت من التقدم بجبهة كلابة وصولا إلى محطة الجهيم ومدرسة علي سيف الطيار. وتركز قصف الحوثيين على منطقة وادي القاضي الذي يطل عليه جبل جرة، وعلى حي الموشكي والروضة، كما استأنفوا قصفهم على المدنيين كنوع من الضغط على المقاومة. وأكدت مصادر طبية أن نحو عشرة قتلوا وأكثر من أربعين مدنيا أصيبوا جراء هذا القصف، فيما قتل العشرات من الحوثيين وقوات صالح بالمعارك التي شهدتها جبهة الحوض والشماسي وكلابة وجبل جرة بالإضافة إلى مقتل أحد القيادات الحوثية. إنسانياً، تعد مدينة تعز منكوبة الآن، حيث يفرض مسلحو الحوثي وقوات صالح حصارا مشددا على المدينة ويمنع دخول المشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، كما أن ثمانية مستشفيات أغلقت بسبب نقص المشتقات النفطية والأدوية اللازمة. في سياق آخر، أصدرت ما تسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين قراراً يقضي بتعيين محمد علي محمد القيرعي محافظا لمحافظة تعز خلفاً لشوقي هائل الذي أعلن انضمامه للشرعية ممثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. في المقابل، اعتبر المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في محافظة تعز أنه لا جدوى من أي هدنة أو حوار دون تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. وقال المجلس في بيان، يتواصل الحديث عن هدنة إنسانية جديدة تسعى إليها الأمم المتحدة وأطراف أخرى، رغم أن تعز كانت خارج إطار الهدنة السابقة واستغلتها الميليشيا بحشد مزيد من التعزيزات وارتكاب مزيد من جرائم القتل والترويع والدمار. وأضاف أن الحديث عن هدنات جديدة في ظل استمرار الاعتداءات والحصار والتعزيزات من قبل الميليشيا إلى مدينة تعز هو نوع من العبث ومنح الحوثيين مزيداً من الفرص لارتكاب الجرائم. في الحديدة غربي اليمن، استهدفت قوات التحالف مبنى الاستخبارات العسكرية ومعهد البحرية ومعسكر الأسلحة التابع للقوات البحرية، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الحوثي وقوات صالح. في عدن جنوبي اليمن، أغارت طائرات التحالف على مواقع لميليشيا الحوثي وصالح في مناطق جَعُولَهْ وبئر فضل ورأس عَمْران، كما قتل وأصيب عشرات من ميليشيا الحوثي وقوات صالح بمواجهات مع المقاومة الشعبية شمالي المدينة. وحاولت ميليشيا الحوثي وقوات صالح التسلل إلى المدينة عن طريق عملية التفاف قامت بها من جبهة جعوله وبئر فضل بشمال غرب المدينة، إلا أن المقاومة تصدت لها ومنعتها من التقدم وأجبرتها على التراجع. في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي شن طيران التحالف عدة غارات جوية استهدف من خلالها مواقع للمسلحين الحوثيين في مديرية سحار، وكذلك مخازن أسلحة تابعة لهم في عدد من المناطق الجبلية المطلة على المدينة. وأكدت المصادر أنه سمع دوي انفجارات ضخمة في تلك المواقع، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها بشكل كثيف، فيما أفادت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين الحوثيين. في الأثناء، أعلن تنظيم القاعدة في اليمن، عن مقتل عشرات الحوثيين إثر هجوم شنه على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقال التنظيم، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن مجموعاته بدأت هجوماً منذ صباح أول أمس الأربعاء، حيث هاجمت المجموعة الأولى مواقع للحوثيين في المحافظة، فيما وضعت المجوعة الثانية، كمينا مسلحا ل 12 دورية عسكرية تابعة للحوثيين، ما أدى إلى تدمير تسع دوريات وسقوط من فيها بين قتيل وجريح.
مشاركة :