افتتح عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة صباح أمس في قصر الثقافة، فعاليات ندوة (قواعد المعايير في كتاب الطفل.. تجربة دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة)، وقال العويس جاء عنوان الندوة تعبيراً عن العناية البالغة بقواعد المعايير المتبعة في الدائرة، وهي تلك القواعد الضامنة لنجاح كتاب الطفل، وخاصة تلك الفئات العمرية التي يفترض مخاطبتها بلغة واضحة سليمة، ورسوم إيضاحية معبرة، وألوان تتناسب مع عالم الطفولة العامر بالدهشة والفرح، وثمن العويس مشاركة نخبة من كتاب ونقاد أدب الطفل في الندوة ما يضفي عليها أهمية وزخماً. اشتملت الندوة على ثلاث جلسات أولاها (المدخل والفنيات) وأدارها الناقد محمد الأمين، وشارك فيها كل من: الدكتور عمر عبدالعزيز مدير قسم البحوث والنشر في الدائرة الذي قدم ورقة بعنوان (مدخل عام عن إصدارات الطفل بالدائرة)، وعائشة العاجل رئيسة قسم الإعلام في الدائرة بورقة (كتاب الطفل.. تجربة تستحق الاهتمام)، وبديعة الهاشمي بورقة (معايير تأليف كتاب الطفل بالدائرة)، أما الجلسة الثانية فأدارها الناقد عبدالفتاح صبري وجاءت بعنوان (كتاب الطفل.. تقييم ومراجعة) وشارك فيها د. هيثم الخواجة بورقة (كتاب الطفل بالدائرة وفق المراحل العمرية)، وسمر الشيشكلي (ترجمة كتاب الطفل بالدائرة)، وعلي العبدان بورقة (الرسوم والإخراج لكتاب الطفل بالدائرة)، أما الجلسة الثالثة فأدارتها آمنة أحمد واشتملت على شهادات لكل من: عزت عمر، مريم الزعابي وغريبة سريح. ناقش د. عبدالعزيز قواعد ومعايير إصدار كتاب الطفل بوصفه كتاباً مثيراً وموجهاً لفئات عمرية متعددة ومتطلباً لمهارات خاصة ومتابعات استثنائية تتمثل أولا، في التحكيم الذي يضع بعين الاعتبار المضمون والشكل معا، وثانياً، التحرير النصي المقرون بمخاطبة الطفل والحدث في فئات عمرية محددة، وثالثاً التحرير البصري الذي يتعلق بالرسوم ثم الإخراج والطباعة مع كامل الاستتباعات المتعلقة بهذه الجوانب. وناقشت عائشة العاجل موضوعها في سياق تغير منظومة الحياة التي تجب مراعاتها والبحث عن أساليب جديدة لثقافة الطفل، من حيث الشكل والمضمون توخياً لتحقيق الرؤى التي تهدف لرقي مدركات الطفل والاستجابة لعقله وعاطفته، في السياق ذاته لا بد من الانفتاح على التجارب العالمية في الكتابة للطفل التي تحتاج لأطر وموجهات تطلق العنان لخياله المبدع. ورأت بديعة الهاشمي ضرورة التزام الكاتب بالفئة العمرية للطفل، كما درست معياري المحتوى والمضمون معتبرة أن أدب الطفل لا بد وأن يكون هادفاً وإن كان القصد منه الإمتاع والتشويق، وأكدت ضرورة تنمية الاتجاه الديني والعقائدي عند الطفل وتعزيز انتمائه لمجتمعه وتنمية الاتجاه الوطني كذلك كما تطرقت لتفاصيل معيار الشكل من حيث العنوان واللغة والأسلوب وغيرهما. وخلصت ورقة د. هيثم الخواجة إلى أن إصدارات دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة استطاعت أن تغني المكتبة العربية بأدب نوعي للطفل فأسهمت كماً ونوعاً بالنهوض بهذا الأدب قصة وشعراً ومسرحية، واقترح د. الخواجة أن تخصص جائزة الشارقة للإبداع في مجال الطفل في أي عام من الأعوام لأدب الأطفال ما قبل المدرسة، مؤكداً أن إصدارات الدائرة من كتب الأطفال تلائم المراحل العمرية الموجهة لها شكلاً ومضموناً. بدورها أكدت سمر الشيشكلي على ضرورة ألا ينسى مترجم أدب الطفل الصفات المميزة للقراء الصغار من حيث استيعابهم وقدرتهم على القراءة والفهم وأن الترجمة الأفضل لأدب الطفل من وجهة نظرها لا ينبغي أن تلتزم بالدقة والقرب من النص الأصلي، والأهم هو أخذ مسائل التلقي واستجابة القارىء بعين الاعتبار. بدورها ركزت ورقة علي العبدان على ضرورة الاهتمام بالرسم لفئة الصغار مع التأكيد على مراعاة الأشياء الملموسة للطفل، وهو الذي جعل العبدان يستشهد بتجربة الرسام الألماني كريستوف نيمان ومؤلف العديد من الكتب بما في ذلك بعض كتب الأطفال، هذا الرسام كان معنياً بالأشياء الملموسة والقريبة من عالم الطفل، وكان معنياً بتجسيدها في رسوماته وألوانه. في الجلسة الثالثة قدم كل عزت عمر ومريم الزعابي وغريبة سريح شهادات مهمة لجهة تراكم الخبرة والمسؤولية عند هؤلاء المبدعين الذين انتشرت أعمالهم محلياً وعربيً واستفادوا من علاقاتهم الواسعة واتصالاتهم مع عالم الطفولة.
مشاركة :