دبلوماسيون وخبراء لـ«الاتحاد»: توحيد الصف ودعم «الجامعة العربية» ضرورة ملحة

  • 2/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر دبلوماسيون وخبراء في الشؤون السياسية والعربية من تزايد الأخطار والتحديات التي تواجه المنطقة العربية حالياً، مؤكدين أن ذلك يتطلب العمل على توحيد الصف العربي ودعم الجامعة العربية من أجل مواجهة هذه الأخطار، مشيرين في الوقت نفسه إلى الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لتوحيد الصف العربي ودعوات لإيجاد دور عربي قوي لحل الأزمات، وآخرها الدعوة التي أكد خلالها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ضرورة عودة الدور العربي لمواجهة تحديات الأمن العربي في ظل ما يحدث في سوريا. وشددوا على أن الإمارات تعمل وبصورة فعالة من أجل توحيد الصف العربي، ومساعدة شقيقاتها العربية في درء أي مخاطر تواجهها وتحقيق أمنها واستقرارها. وأشاروا إلى مشاركة دولة الإمارات الإيجابية بمؤتمر برلين حول ليبيا في ميونيخ، في محاولة للوصول إلى حل سياسي يعالج خطر التطرف والإرهاب. وكان معاليه قد قال في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر: «المتابع للمشهد السوري وما يجري في إدلب من مواجهات خطيرة يدرك أبعاد غياب الدور العربي، صراع مصالح يطال البشر والأرض تخوضه الدول وكأن العالم العربي مشاع، أو فضاء لطموحها ولامتدادها الاستراتيجي، عودة الدور العربي لمواجهة تحديات الأمن العربي أصبح أكثر من ضرورة». وطالب الدبلوماسيون والخبراء بعودة ما أسموه بالحوار «العربي عربي» وذلك لعودة الدور العربي في مواجهة تحديات أمن المنطقة والذي أصبح ضرورة قصوى، بعدما بدأت قوى خارجية وإقليمية نواياها الاستعمارية بالتدخل في شؤون مناطق النزاع وعلى رأسها ليبيا وسورياً، فضلاً عن الأخطار التي تواجهها المنطقة من ظاهرة الإرهاب والتي جاءت كنتيجة طبيعية لما تشهده المنطقة حالياً. المشهد العربي معقد وفي هذا الإطار، يقول السفير حسين الهريدي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن الوضع في المشهد العربي معقد للغاية، ويحتاج إلى تكاتف الجهود العربية والتوحد، مشيراً إلى أن تعقد الموقف وغياب الدور العربي أتاح الفرصة لقوى إقليمية ودولية، فضلاً عن منظمات الإرهاب، إلى أن تتدخل في هذا الفراغ، والنيل من أمن واستقرار دول المنطقة والعمل على تحقيق أهدافها التوسعية على حساب هذه الدول. وأوضح هريدي لـ«الاتحاد» أن أطرافاً عربية عملت خلال السنوات الماضية على الدخول في تحالفات إقليمية «مشبوهة» ساهمت في زعزعة استقرار دول عربية أخرى والمنطقة بأكملها، مؤكداً ضرورة توحد العرب على أرضية مشتركة وهو تحدٍ صعب يتطلب المزيد من الجهود، لافتاً إلى أنه بافتراض أن الدول العربية استطاعت أن تتفق بالنسبة لمعالجة الأزمات ستصطدم تلك الرؤية بالدور الذي تقوم به القوى الإقليمية والدولية، مشيراً إلى دعوة الإمارات لتوحيد الصف العربي من أجل مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، وقال إن هذه الدعوات جاءت في وقتها قبل أن تتجاوز الأحداث الدور العربي. وأشار هريدي إلى أن جامعة الدول العربية في موقف يسمح لها بالتدخل الحاسم لإنهاء الصراعات والأزمات المسلحة في العالم العربي، وهو ربما يكون البداية للانطلاقة العربية من جديد. تنسيق عربي عربي وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في الإطار نفسه، ضرورة اتفاق الدول العربية فيما بينها على إيجاد حلول لما تواجهه المنطقة من أخطار وتحديات، وأن يتم ذلك تحت مظلة الجامعة العربية وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، مطالباً بوجود تنسيق عربي عربي، على أعلى مستوى، لمواجهة هذه الأخطار. وأشار إلى أن من بين أهم الملفات التي تحتاج إلى حلول عربية فاعلة وبصورة عاجلة هو ما تشهده ليبيا وسوريا، موضحاً أن الأوضاع في لبيبا انتقلت للمسار الدولي، مشيراً إلى أنه كان هناك مسار عربي قوي وواضح، وهذا المسار كان الأوضح ويعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، لافتاً إلى أن دخول دول إقليمية ودولية زاد من صعوبة الحل، نظراً لما تريده هذه القوى من عوامل تعمل على تحقيق مصالحها، وذلك على حساب شعوب هذه الدول. وأضاف فهمي لـ«الاتحاد» أنه فيما يخص سوريا، فإن عودة الدور العربي في سوريا مهم ومطلوب، ويتطلب عودة سوريا إلى مقعدها في مجلس الجامعة العربية، لكي يصبح الشأن السوري شأناً عربياً، مشدداً على أن العرب منقسمون على أنفسهم، فهناك محاور إقليمية عربية متداخلة، ولا بد من ضرورة توحد العرب على أرضية مشتركة وهو تحدٍ صعب يتطلب المزيد من الجهود. وطالب أستاذ العلوم السياسية بضرورة أن يحدث نوع من الحوار العربي العربي بشأن التسوية المقبلة في سوريا، ويمكن أن يكون الحل إرسال قوات عربية لحفظ الأمن والسلامة في سوريا، موضحاً أنه لا تزال المسألة السورية مسألة دولية، في ظل غياب رؤية عربية للتدخل في الشأن السوري. دعم الجامعة العربية من جانبه، أوضح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدور العربي خلال السنوات الأخيرة مفقود بشكل واضح، باستثناء جهود بعض الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومصر، من أجل إيجاد حلول للصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية ومن بينها سوريا واليمن وليبيا، مشيراً في الوقت نفسه إلى جهود الدول الثلاث من أجل استقرار الأوضاع في دول أخرى مثل السودان. وشدد بيومي لـ«الاتحاد» على أن هناك حاجة ماسة لدعم الجامعة العربية التي يجب أن تكون عاملاً رئيساً في جهود استقرار دول المنطقة العربية، وأن تكون جزءاً من الحل في أي مشكلات أو أخطار تواجهها المنطقة، والحيلولة دون إفساح المجال لأي من القوى الإقليمية التدخل في شؤون المنطقة وتعريض أمنها واستقرارها للخطر. وفي الإطار نفسه، أكد الدكتور سعيد أبو عمود، خبير العلوم السياسية، ضرورة وجود إطار شامل يساهم في توحيد الصف العربي وجعله أقوى، حتى يمكن من خلاله تقديم حلول للمشكلات المزمنة، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب والتفكك الذي أصاب العديد من البلدان في المنطقة العربية، حتى أصبحت ساحة حرب دولية للعديد القوى الكبرى في العالم، وهو أمر يضر بالمصالح العربية كلها وليس دولة واحدة، ومن ثم فإن تنفيذ هذا الأمر يعد أمراً ضرورياً يجب الإسراع في تنفيذه، خصوصاً مع استشراء الإرهاب في بعض الدول، وتحول أخرى إلى شبه دولة.

مشاركة :