توصلت دراسة جديدة إلى نوع جديد من المضاد الحيوي يمكن أن يقتل أصعب أنواع الجراثيم التي أصبحت مقاومة لجميع الأدوية المعروفة الأخرى. وأجرى باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT بحثا على نحو ستة آلاف جزيء باستخدام برنامج للذكاء الاصطناعي، لمعرفة أي منها قادرا على قتل بكتيريا “الإشريكية القولونية”، المعروفة أيضا باسم جرثومة الأمعاء الغليظة. وفي بحث، نشر أمس الأول، قال الباحثون إنهم اكتشفوا مضادا حيويا جديدا قويا، أطلقوا عليه اسم “هالثين”، كان قادرا على قتل 35 نوعا من بكتيريا قوية. ومن بين جميع الجزيئات المختبرة، اختار برنامج الذكاء الاصطناعي نوعا واحدا يبدو أكثر فاعلية ضد أنواع البكتيريا المختلفة، وذلك بحسب “سبوتنيك”. وعندما اختبر الباحثون المركب الجديد، أثبت فاعلية ملحوظة في القضاء على البكتيريا. ولم يشبه في هيكله أيا من المركبات التي وافقت عليها إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية من قبل، التي يبلغ عددها 1700 مركب. وقضى العقار على عشرات الأنواع من البكتيريا، بما في ذلك السلالات التي أثبتت مقاومتها جميع المضادات الحيوية المعروفة. يقول جيمس كولينز، أستاذ الهندسة الطبية والعلوم في المعهد، “أردنا تطوير منصة تتيح لنا الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي للدخول في عصر جديد من اكتشاف أدوية المضادات الحيوية”، مضيفا “كشفت دراستنا عن هذا المركب المدهش الذي يمكن القول إنه أحد أقوى المضادات الحيوية التي تم اكتشافها”. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدا رئيسا لبقاء الإنسان، واصفة مقاومة المضادات الحيوية بأنها، “واحدة من أكبر التهديدات للأمن الصحي العالمي والتنمية اليوم”. وكانت المضادات الحيوية - بداية من البنسلين - من بين أهم التطورات الطبية للإنسانية، إذ يقدر بأن البنسلين وحده أنقذ نحو 200 مليون شخص منذ اكتشافه في عام 1928.