تعهد جاك وارنر، النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والشخصية المحورية في فضيحة تعصف باللعبة على مستوى العالم، بإخبار المحققين بكل ما يعرفه عن الفساد داخل هذه المؤسسة. وفي خطاب سياسي بث عبر التلفزيون في ترينيداد وتوباغو، في وقت متأخر الأربعاء، تحت اسم «نزعت القفازات»، قال وارنر، الذي هو من بين 14 مسؤولا آخرين وجهت لهم الولايات المتحدة الاتهامات الأسبوع الماضي في خضم التحقيقات حول الفساد في عالم كرة القدم، إنه يخشى على حياته لكنه تعهد بالكشف عن كل ما يعرفه. ADVERTISING وأكد وارنر أنه يعرف لماذا أعلن سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن اعتزامه التخلي عن منصبه في الهيئة الإدارية للمنظمة. وقال وارنر: «يعلم بلاتر لماذا سقط. وإذا كان هناك أي شخص آخر يعرف السبب، فهو أنا»، في إشارة إلى قرار بلاتر هذا الأسبوع بالاستقالة من منصبه عقب 17 عاما على رأس الفيفا، المنظمة الحاكمة لكرة القدم عالميا. ووارنر، الذي أعرب عن خوفه على حياته، قال أيضا إن بحوزته الأدلة التي تربط الفيفا بانتخابات بلاده لعام 2010. كان وارنر في ما مضى أحد أقرب حلفاء تشاك بليزر، الأمين العام السابق لاتحاد كونكاكاف، الهيئة الحاكمة المشرفة على كرة القدم في شمال ووسط أميركا والكاريبي. وقد اعترف السيد بليزر بتلقيه رشاوى من مقدمي العروض الساعين لاستضافة دورة كأس العالم في 1998 و2010، وهو يتعاون حاليا مع السلطات الأميركية في التحقيقات. ويتعاون ابنا وارنر، داريان وداريل، أيضا مع السلطات الأميركية، وقد أقرا سرا بالذنب في عام 2013 عقب محاولتهما إيداع أكثر من 600 ألف دولار في أكثر من 12 حسابا مصرفيا مختلفا بالولايات المتحدة، في محاولة فاشلة لتجاوز الكشف عنهما. وفي المقابلة التلفزيونية التي خرجت مشوشة، سعى وارنر إلى تصوير نفسه كضحية مستدعيا حالة المهاتما غاندي. وفي خطابه، الإعلان السياسي مدفوع الأجر، قال إنه يمتلك مستندات هائلة، ومن بينها نسخ من الشيكات، التي تربط بلاتر وغيره من كبار مسؤولي الفيفا بجهود التلاعب في انتخابات عام 2010 في دولة ترينيداد وتوباغو. وقال إنه سوف يسلم تلك الملفات إلى «أشخاص محترمين» وإلى المحامين، وحذر بأنه يمتلك «فيضانا» من الأدلة الإضافية. وأضاف «لن أحتفظ بالأسرار بعد ذلك لأولئك الذين يسعون لتدمير البلاد التي أعيش فيها». وليس من الواضح لماذا يريد الفيفا التدخل في العملية الانتخابية لإحدى الدول، ولم يقدم وارنر على الفور أي دليل يؤكد مزاعمه. ولقد شوهد في ما بعد وهو يخطب أمام حشد من الناس خلال حشد سياسي، حيث قال: «إنني أعتذر عن عدم الإفصاح عما أعرف عن تلك الأحداث من قبل»، واصفا نفسه «بالجندي المنعزل الوحيد»، مشيرا إلى اعتقاله الأسبوع الماضي إثر اتهامات بالرشوة والفساد، بما في ذلك فترة إقامة وجيزة في السجن مع الإفراج عنه بكفالة مالية، حيث وصف الظروف المحيطة بالأمر بأنها «محزنة». وقال إنه ما من شيء سوف يمنعه من الكشف عن تفاصيل هذه الفضيحة.. «ولا حتى الموت من شأنه إيقاف الانهيار القادم»، مخاطبا مؤيديه: «لقد قضي الأمر، ولا عودة للوراء. ولتسقط الحجارة أينما شاءت أن تسقط»، معيدا صياغة العبارة التي قالها من قبله غاندي، وأضاف أنه سوف يكون هناك طغاة عبر التاريخ، ولكن في النهاية سوف يسقطون. وصرح وارنر قائلا كذلك إنه يشعر بالتهديد «إنني أخشى بالفعل على حياتي». ولكن بعد فترة وجيزة من بث الخطاب، ظهر في مسيرة لحزب الأحرار المستقلين، وبدا حازما للغاية. ويواجه وارنر مجموعة من التهم، ومن بينها الابتزاز، والاحتيال، وغسيل الأموال، لكنه ينفي هذه الاتهامات جميعها. وفي 2004، حينما كانت اللجنة التنفيذية في الفيفا تناقش مكان استضافة كأس العالم لعام 2010، يقول ممثلو الادعاء إن حكومة جنوب أفريقيا عملت على تقديم رشوة تبلغ 10 ملايين دولار إلى وارنر وآخرين في مقابل أصواتهم. ووفقا للائحة الاتهام، حينما كان الفيفا ينظر في أي الدول سوف تستضيف فعاليات كأس العالم 2006، أرسل وارنر أحد أقاربه إلى غرفة بأحد فنادق باريس ليأتي بحقيبة مليئة بالأموال (10 آلاف دولار) من مسؤول لجنة العطاءات الرسمية بجنوب أفريقيا. وكان وارنر يحشد دفاعا من الرأي العام منذ اعتقاله الأسبوع الماضي في ما يتصل بالتحقيقات الجنائية الجارية بواسطة وزارة العدل الأميركية التي تورط فيها الفيفا. والأحد الماضي، دافع عنه نفسه بالإشارة إلى مقالة نشرت في صحيفة «أونيون»، وكان على ما يبدو لا يعلم أنها مقالة ساخرة، وبيان متلفز، اقترح أن الاتهامات الموجهة ضده جاءت نتاجا لمؤامرة حاكتها الولايات المتحدة الأميركية حياله.
مشاركة :