كييف ـ أف ب: يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم يبحث فيه تجدد أعمال العنف في أوكرانيا، الأمر الذي يهدد هدنة دخلت حيز التنفيذ منذ أربعة أشهر. ويأتي الاجتماع بناء على طلب ليتوانيا بعدما أكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أن أكثر من تسعة آلاف جندي روسي انتشروا في انحاء شرق أوكرانيا. وأوضح دبلوماسي ليتواني ان مجلس الامن سيجتمع اليوم .وحذرت اوكرانيا امس من التهديد الخطير الذي يشكله استئناف هجمات الانفصاليين الموالين لموسكو، غداة اندلاع موجة من العنف اسفرت عن 26 قتيلا في شرق البلاد فيما نبهت روسيا من جهتها من مخاطر انهيار عملية السلام. وكانت معارك اول امس الاعنف في اوكرانيا منذ ان استعاد المتمردون مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة بين معقلي الانفصاليين دونيتسك ولوغانسك، بعيد البدء بتطبيق وقف اطلاق النار في 15 فبراير. وقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في خطابه السنوي في البرلمان الاوكراني، ان "التهديد باستئناف الاعمال العسكرية على نطاق واسع من قبل مجموعات ارهابية روسية صغيرة ما زال كبيرا" ، مؤكدا أن أكثر من تسعة الاف جندي روسي موجودون في الوقت الراهن في اوكرانيا. ودعا بوروشنكو الجيش للاستعداد لاحتمال قيام روسيا بغزو كامل على طول الحدود المشتركة بين البلدين. وفي السياق نفسه ندد الاتحاد الاوروبي ب"تصعيد" المعارك في شرق اوكرانيا معتبرا انه يشكل "اخطر انتهاك" لوقف اطلاق النار المعلن في فبراير ويمكن ان يشعل "دوامة عنف جديدة". وفيما نفى المتمردون اي تورط في الهجوم الذي نددت به كييف قرب ماريينكا التي تبعد عشرين كلم عن دونيتسك، انتقدت روسيا التي تتهمها اوكرانيا والغربيون بدعم وتسليح الانفصاليين الموالين لروسيا، "الاستفزازات" الاوكرانية. واعربت ايضا عن قلقها على مستقبل اتفاقات مينسك 2 الموقعة في 12 فبراير. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح لوكالة انباء انترفاكس، ان هذه الاتفاقات "مهددة بصورة دائمة بالانهيار بسبب تصرفات السلطات في كييف التي تحاول التنصل من التزاماتها اجراء حوار مباشر". وفي برلين اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن "قلقه الشديد" بعد تجدد اعمال العنف في شرق اوكرانيا ودعا الى منع تصعيد عسكري جديد. كما عبرت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها ازاء "المعلومات التي اشارت الى معارك اول امس في ماريينكا". ودعت الى وقفها فورا. . واوضحت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تقوم مهمتها على مراقبة الاحداث في شرق اوكرانيا انها رصدت ثماني آليات مدرعة تتجه نحو الغرب بينها اربع دبابات وكذلك شاحنة عسكرية تنقل قطعة مدفعية من عيار 122 ملم أو حتى فرقة مشاة. وافادت البعثة المتواجدة في دونيتسك عن سماع حوالى مئة طلقة مدفعية اطلقت من منطقة تقع ما بين 1 و 5 كلم من دونيتسك اول امس وكذلك صواريخ غراد. . وتنص اتفاقات مينسك 2 على سحب الأسلحة التي تفوق عيار 100 ملم من خط الجبهة. وارتفعت حصيلة المواجهات حتى الان الى 26 قتيلا على الاقل. وقال اداورد باسورين ممثل "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد ان 16 متمردا وخمسة مدنيين قتلوا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. من جهته اعلن يوري بوريوكوف المستشار المقرب للرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على صفحته على فيسبوك مقتل خمسة جنود. واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف اول امس ان "اي هجوم جديد او عمل عدواني من جانب القوات الروسية الانفصالية غير مقبول" . وقد حذرت السلطات الأوكرانية على الدوام من خطر شن هجوم جديد في الشرق. وموجة العنف هذه تثير مخاوف من انهيار اتفاقات مينسك الهادفة إلى وقف أزمة أدت إلى أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وقد أوقع النزاع في شرق أوكرانيا أكثر من 6400 قتيل منذ اندلاعه في أبريل 2014.
مشاركة :