مهرجان «أسبوع التصميم» بمشاركة 165 لبنانياً وأجنبياً

  • 6/5/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان والحروب المتنقلة التي تعيشها المنطقة، ما زالت بيروت تفتح مجالاً للإبداع وتعطي متنفساً للمصمّمين، لبنانيين وأوروبيين، بالمضي في مشاريعهم الحرفيّة الصغيرة قُدُماً. وكما كل سنة، أطلقت جمعية «مركز مينا للبحوث التصميمية» النسخة الرابعة من مهرجان «أسبوع بيروت للتصميم 2015» في «أسواق» مدينة بيروت، علماً أنّ النسخة الأولى من المهرجان أُطلقت عام 2012 لتشجيع المصممين اللبنانيين والترويج لمنتجاتهم الإبداعية في القطاعات كافة. ويتميز المهرجان بمشاركة نحو 140 مصمماً لبنانياً، إضافة إلى 25 أجنبياً أتوا من دول أميركية وأوروبية. وتختتم فاعليات المهرجان الأحد المقبل، ويتخلله جولة على الحرفيين اللبنانيين في منطقة برج حمود. يدعو المهرجان إلى زيارة العديد من المعارض التي يشارك فيها حرفيّون لبنانيون وأجانب يقدمون مروحة كبيرة من أعمالهم التي تشمل قطاعات متنوعة تتراوح بين التصميم الداخلي والأزياء والتصوير إلى الهندسة المعمارية وتصميم المجوهرات والأثاث المنزلي والمصنوعات الجلدية. وينظّم العديد من المؤتمرات لشرح مفهوم علاقة التصميم بالمهارات الإبداعية وأساليب التسويق واستخدام التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى الأثر الذي يتركه التصميم على الواقع الاجتماعي. يشارك في المؤتمرات 15 متحدثاً عالمياً من رواد التصميم إضافة إلى مصممين عرب ولبنانيين. وعمل المنظمون على تنظيم ورش عمل يشرف عليها خبراء في التصميم لنقل الخبرة والتجربة للمصممين الهواة والمحترفين الشباب. وتشير مديرة المهرجان دورين توتيكيان في حديثها لـ «الحياة»، إلى أن «المهرجان يهدف إلى دعم وتحسين نوعية التصميم في لبنان ومساعدة المصمّمين في الترويج لإنتاجهم عبر عرضه أمام الجمهور الواسع، لاسيما أن عدد زائري المعارض يصل عادة إلى 25 ألف زائر». وتضيف: «يعطي المهرجان فسحة كبيرة لتبادل الخبرات بين مصمّمين عالميين وأقرانهم اللبنانيين، لجهة اعتماد طرق أكثر فعالية في وضع التصاميم وتخفيف كلفة الإنتاج، لاسيما أن الدول المشاركة رائدة في هذا المجال». قصدت «الحياة» مصممة حقائب اليد الجلدية النسائية سالي سريّ الدين بماركتها LaLaQueen في محترفها في الحمرا، التي استوحت تصاميمها من حقائب الأطباء القديمة في إيطاليا، ولاقت إقبالاً واهتماماً محلياً وعالمياً من خلال مشاركتها في العديد من المعارض العالمية. وما ساهم أكثر في شهرة هذه التصاميم وانتشارها، حين شوهدت زوجة الممثل العالمي جورج كلوني المحامية اللبنانية أمل علم الدين تحمل إحدى هذه الحقائب التي صممتها سريّ الدين خصيصاً لها في اليابان. وأوضحت المصممة أن حقائب LaLaQueen تتميّز بكونها مصنوعة يدوياً، ومن جلد الأبقار المصبوغ محلياً بألوان طبيعية من دون أن تدخلها أية مواد كيماوية. إضافة إلى أن جميع اكسسوارات هذه الحقائب مصنّعة يدوياً في لبنان من قبل حرفيين محليين. كما أثنت سريّ الدين على الفسحة التي يمنّها «أسبوع بيروت للتصميم» على المشاريع اللبنانية الخلّاقة، منتقدة «غياب دعم المؤسسات الرسمية للإنتاج المحلي الذي رغم إمكانياته المحدودة في وسعه المنافسة في السوق العالمي، لاسيما أنه يرتكز على الأفكار المبدعة أكثر منه على الإمكانيات المادية الكبيرة». محطة أخرى استوقفتنا في محترف Saccoche في الجميزة مع المصممة الغرافيكية آمنة مروة حيث غصّ المكان بأشخاص عاديين يصنعون حقائبهم بجوّ فيه كثير من الشغف والفرح. من التصميم الغرافيكي إلى تصميم الحقائب نقلة تعتبرها مروة «متكاملة» و«طبيعية» هي ابنة عائلة متخصصة في صناعة الجلد. خاضت هذه المغامرة في العام 2013 بتشجيع من أهلها الذين دعموها ومن «مجموعة من الأشخاص المجانين» الذين يحيطون بها كما تصفهم لـ «الحياة»، ويشاركونها الكثير من الأفكار المهمة. هؤلاء هم مصدر وحيها كما تقول، فضلاً عن أن الزبائن الذين يقصدونها «يساهمون في ذلك لأنهم شغوفون ولديهم أفكار عن الحقيبة التي يرغبون في حملها»... هذا النوع من التفاعل الخلاق هو ما دعت إليه آمنة مروة الجمهور، في إطار «أسبوع بيروت للتصميم»، للتوقف وتصميم حقائبهم. تقول «أردت منحهم فرصة صناعة حقيبتهم والتمتع بخوض تجربتهم الشخصية والاحتفاظ بما تبقى من قطعة الجلد التي استخدموها» وتختم: «الوحي مصدره كل شيء يحيط بي. لذا أستخدم نوعية جلود فريدة غير مخصصة بالضرورة لصناعة الحقائب. ما يهمني في تصاميمي هو الألوان والفرادة». ولا بد من التوقف في محطة «المعرض المشترك للمصممين المستقلين» في أسواق بيروت، والذي يضم العديد من المصمّمين اللبنانيين الشباب، إذ تتوزع الاهتمامات فيه بين فنّ الرسم وصياغة المجوهرات وصناعة الثياب يدوياً وبعض قطع الأثاث المنزلي. وأخذ موضوع معاناة اللاجئين السوريين حيزاً في هذا المعرض، من خلال مشاركة المصممة باتيل شيلينغيريان في لوحات مصنوعة من القماش والكولاج. علماً أن اختيارها لهذا الموضوع أتى للإضاءة على المشكلات الاجتماعية والصحية وصعوبة الحياة التي يعاني منها اللاجئون. ولفتت شيلينغيريان إلى «أنها أرادت أن تعطي صورة عن هؤلاء المشردين الذين أفقدتهم الحرب السورية بيوتهم عبر رسم لوحات بسيطة لبيوت ومراحيض ومدافئ ومطابخ وغرف نوم وعيادات طبية، أي باختصار الحاجات الأساسية الضرورية التي يحتاج إليها أي لاجئ. تتميز هذه اللوحات ببساطة خطوطها التي تتدلى منها خيطان رفيعة موصولة بالأرض حيث كُتبت نسبة اللاجئين المحرومين من الخدمات السابقة الذكر. علماً أن جميع هذه اللوحات معلقة في الهواء وذلك للإشارة إلى مصير اللاجئين السوريين المعلق والمجهول والحلول المرتقبة غير المؤكدة، كما أشارت شيلينغيريان.

مشاركة :