تقدم سبع جمعيات خيرية في محافظة القنفذة الدعم الإغاثي لأكثر من 10 آلاف أسرة من خلال برامج متنوعة، فيما بدأت أعداد الأسر المستفيدة من الجمعيات الخيرية في الانخفاض نوعاً ما بفضل مشروعات الأسر المنتجة، حيث تحول نسبة بسيطة جداً من هذه الأسر إلى مستقلة ذاتياً بفضل المشروعات المدعومة من الجمعيات الخيرية، وبالرغم من ذلك، لايزال العائق المادي يحول دون التوسع في هذه المشروعات الحرفية والمهنية، كما لاتزال جمعيتا سبت الجارة وأحد بني زيد تنتظران الدعم من أهل الخير والإحسان، لكونها جديدة وأحدثت في هذا العام، ولاتزال تحصر الأسر والمستفيدين وتنتظر وقفة المحسنين. البنان بحاجة ل 150 وحدة سكنية.. وجمعيتان جديدتان تنتظران أهل الخير تأهيل أسر منتجة لا تعتمد على المعونات ففي مركز القوز، قدمت جمعية البر الخيرية مشروع الأسر المنتجة "نماء"، حيث قدمت الجمعية التأهيل والدعم ل 55 مستفيداً، بدعم من مؤسسة السبيعي الخيرية بمبلغ 700 ألف ريال، في مشروعات مهنية تحت شعار (لا محتاج بعد الإنتاج). وأوضح مسؤول برنامج الأسر المنتجة علي العمري أن المشروع يهدف لتعزيز مفهوم العمل الذاتي، وزيادة ثقة الفرد بنفسه وتنمية إحساس الأسر بالمسؤولية والمشاركة، وقد كان للجانب النسائي النصيب الأكبر في هذه المشروعات كالمشاغل النسائية والمواد العطرية، والحياكة، واستفادت منه نساء كثر، حيث تم اقراضهن مبالغ مالية تصل إلى 20 ألف ريال، ويتم استرجاع المبلغ على أقساط شهرية من الأرباح العائدة عليهم، وأصبحت تلك الأسر منتجة لا تعتمد على معونات الجمعية. وأضاف رئيس جمعية البر الخيرية بوادي يبة بالقوز أحمد محمد الناشري أنه استفاد من برنامج التدريب والتأهيل 451 متدرباً خلال الخمس سنوات الماضية، تم تدريبهم على نفقة الجمعية في دورات تأهيلية تخصصية في الحاسب الآلي وبرامج صحية، وهم الآن في وظائفهم مكتفين ذاتياً، كما شيدت الجمعية 31 مسكناً خلال 6 أشهر بمبلغ 1.3 مليون ريال للأسر الفقيرة جداً، وعن أعداد الأسر المسجلة بالجمعية، أكد الناشري أن العدد في العام الماضي كان 1160 أسرة، وفي العام الحالي إرتفع العدد إلى 1176 أسرة. وفي مركز ثلاثاء بني عيسى، أوضح رئيس جمعية البر الخيرية أنه وصل عدد المستفيدين في المركز 570 مستفيداً لعام 1435ه، وزاد العدد إلى 600 مستفيد في العام الحالي 1436ه، تعددت الأسر الفقيرة ما بين المطلقات والأرامل والأيتام وأسر السجناء، في حين تقدم الجمعية العديد من البرامج والانشطة كمشروع السلة الغذائية، السلة الرمضانية، بناء المساكن، كسوة العيد، كفالة يتيم، سقيا الماء، المساعدات الصحية. مشروعات "الأسر المنتجة" تحتاج لدعم كبير بدوره، أكد رئيس جمعية البر الخيرية بمركز حلي د. أحمد الخالدي أن مشروعات الأسر المنتجة بحاجة لدعم كبير، فعلى سبيل المثال مشروع (قارب الصيد) فكرت الجمعية في دعم ذوي الدخل المحدود من ممتهني صيد الأسماك بشراء قارب صيد يمكنه من مزاولة مهنته، إلا أن سعر القارب الواحد يصل 80 ألف ريال، وهذا المشروع يحتاج دعماً كبيراً من أهل الخير والإحسان، إضافة إلى مشروع دعم مهن الخياطة والتطريز وتكلفة مكائن الخياطة التي يصل إلى 8 آلاف ريال. وبالرغم من ذلك، بين د. الخالدي أن الجمعية دعمت 22 شاباً، و12 سيدة في مشروعات صيانة الإلكترونيات، وتربية المواشي والخياطة والتطريز، وحققوا هؤلاء الاكتفاء الذاتي واستغنوا عن دعم الجمعية تماماً، وسيصل هذا العدد إلى 45 مستفيداً بنهاية العام الحالي، وبدعم تجاوز مليون ريال و195 الف ريال. وعن السكن وتنمية المكان، بين رئيس جمعية بر المظيلف محمد الزبيدي أنه لايزال أهالي البنان في مركز المظيلف يعيشون في منازل غير مهيأة، وهناك طلب لإنشاء 150 وحدة سكنية على أرض تتبع لوزارة المالية، ورفعت بشأنها خطابات عدة، وإلى الآن الأهالي في قائمة الانتظار. وعن أعداد الأسر المسجلة في كشوفات الجمعية، بين الزبيدي أن عدد الأسر المستفيدة خلال العام 1435ه بلغ 1566 أسرة، وأنخفض إلى 1502 أسرة في العام الحالي 1436ه، وهذا مؤشر جيد إلى مشروعات الأسر المنتجة، كفنون الطبخ والحرف المهنية كالنجارة والحدادة والسباكة والكهرباء، حيث تم تأهيل عدد 14 شاباً وتم دعمهم بأكثر من مليون ريال إلى أن دخلوا سوق العمل. "الموارد المالية" تحد من سقف أهداف الجمعيات أما رئيس جمعية البر الخيرية بدوقة عقيل الشيخي، فقد اوضح ان الجانب الإغاثي في الجمعية يهتم بتوفير سلة غذائية شهرية للأسر المستفيدة، يتم توصيلها الى المنازل عن طريق فريق عمل متخصص، كما تقوم الجمعية بمساعدة الأسر في الحالات الطارئة والكوارث لاسمح الله، وفي الجانب التأهيلي للأسر، عكفت الجمعية خلال العامين الماضيين على تأهيل وترميم مساكن المستفيدين بواقع 20 منزلاً بالعام الواحد، ايماناً منها بأن توفير المسكن المناسب هو الخطوة الأولى لتأهيل الأسرة، كما تعمل الجمعية وبجهد على الهدف نفسه والمتمثل في تأهيل الأسر وتحويلها من مستفيدة الى أسر منتجة، وقد بدأت من العامين الماضيين بإنشاء مركز التدريب والاستشارات الأسرية ليعمل على المساهمه في تأهيل الأسر. وأضاف الشيخي أن مركز التدريب يوفر الدورات التأهيلية لأبناء المستفيدين، بالشراكة مع الجهات التعليمية المعتمده بالمنطقة وخارجها، ومن ثم التنسيق مع القطاع الخاص والحكومي في توظيفهم، حيث تم توظيف مجموعة من الشباب في القطاع الخاص، وقد تم توفير وظائف ضمنت لهم الاستقرار المعيشي، كما تم تأهيل ارباب الأسر بأعمال حرفية، وذلك بتوفير قوارب صيد ليكتسبو منها معيشتهم، حيث ساهمت هذه المشروعات في تخفيض عدد المستفيدين من الجمعية للعام الحالي من 802 أسرة الى 781 اسرة، بعد ان تحولت الى أسر منتجه وفق رؤية تسعى اليها الجمعية. وبين رئيس جمعية البر الخيرية بدوقة، أن الجمعية تعمل على الهدف الرئيسي الآخر، وهو رفع المستوى الثقافي والتوعوي بالمنطقة، والمساهمة في التنمية الشاملة، وذلك بتوفير الدورات واللقاءات الجماهيرية لطلاب المدارس، مثل دورات التفوق الدراسي والتي تقام كل عام، مما لوحظ لها من أثر في ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب الذين يحضرونها، كما تقدم دورات لكافة شرائح المجتمع للتوعية، كما انشأت الجمعية محطة لتحلية المياه تقدم مجاناً لكافة شرائح المجتمع، وذلك كمشروع تنموي يوفر المياه الصالحة للشرب وفق مواصفات وجودة عالية. واختتم الشيخي بأن الجمعية تطمح لتقديم ما هو اكثر من ذلك، ولكن تبقى الموارد المالية عائقاً يحد من رفع سقف اهدافها ورؤيتها، والتي تأمل من خلالها ان تساهم في ايجاد مجتمع بثقافة ووعي عالٍ، وأسر تعمل على قوتها لتكون اسر منتجة وفاعلة في المجتمع.
مشاركة :