المشاركون المحليون والدوليون يرصدون مراحل تطوّر مفهوم الفن عبر العقود جلسات نقاشية حول دور الفن خارج الإطار التقليدي الدوحة - الراية: أُسدل الستار أمس على فعاليات منتدى «خارج الصندوق.. الفن العام في قطر»، والذي عُقد تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، بهدف فتح آفاق ووجهات نظر جديدة حول مدى تأثير الفن على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة، إضافة إلى مستقبل الفن العام في قطر. حيث تعرّف الخبراء من قطر ومن جميع أنحاء العالم على دور الفن العام في صياغة الاتجاهات، وإنشاء الروابط بين الناس، وفتح الآفاق والمدارك. جلسات نقاشية وتفاعلية وعُقد اليوم الأول من المنتدى في متحف قطر الوطني، حيث شهد جلسات نقاشية، وعروضًا تقديمية من الفنانين، ومناظرات، وجلسات تفاعلية مصممة لاستكشاف دور الفن خارج ما يُعتقد بأنه نطاقه التقليدي، ودوره في مساعدة الناس على اكتشاف المدن، وقدرته على خلق الحوار وتوسيع الأفكار والانطباعات. ومن خلال مشاركة قادة الفكر والممارسين الآراء وأفضل الممارسات حول فعاليات الفن العام ومجالات التعاون، تضمن المنتدى تقييم دراسات حالة من قطر ومنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب المملكة المتحدة وأوروبا. فيما عُقد اليوم الثاني من المنتدى في مكتبة قطر الوطنية، وتحدث المشاركون المحليون والدوليون خلاله عن مراحل تطوّر مفهوم الفن عبر العقود في دولة قطر وحول العالم. صياغة الاتجاهات وتعليقاً على المنتدى قالت ليلى إبراهيم باشا، أخصائي فنون أوّل بمؤسسة قطر: «كان الفن في البداية وسيلة لتأكيد السلطة السياسية، وتعزيز الهوية والوطنية، وإضفاء الجمال على المدينة. لكنه أصبح الآن يستخدم لصياغة الاتجاهات، وإثراء الروابط الاجتماعية، والحث على الانفتاح». وأضافت: «لاحظنا أن الأعمال الفنية اليوم أصبحت تدور حول ما هو معاصر أكثر مما هو دائم، وأعتقد بأن هذا من شأنه أن يزيد جاذبية القطعة الفنية، فبذلك يعتقد الناس أنه سيمكنهم رؤية هذه القطعة الفنية إما الآن أو أبدًا». ويتجلى هدف المنتدى، والذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع متاحف قطر ومؤسسة قطر، في المساعدة على إعادة التعريف والتفكير في الفن العام. فن الأماكن من جانبه قال الدكتور جورجيوس بابايوانو ، أستاذ مشارك في دراسات المتاحف في كلية لندن الجامعية ومقرها لندن، إن الفن العام أصبح، على مدار العشرين عامًا الماضية، «يرتبط أكثر بالمشاركة المادية». مضيفاً: «رأيت العديد من الأشخاص يتلقطون صورًا للفن العام، وهذا يدل على تزايد أهميته من الناحية الاجتماعية». وتابع قائلاً: «الفن أشبه بمعركة، وهي معركة المكان. التصميم مهم، ولكن لابد أن يكون هناك مكان للفن، وإيجاد المكان يضاهي في أهميته الفن بحد ذاته. وبمجرد أن يكون المكان موجودًا، يُمكنك تغيير الفن في أي وقت. لا يجب أن يكون التركيز على الفن العام وحسب، بل مساحات الفن العام أيضًا. ومع اقتراب كأس العالم «قطر 2022»، قد ترغب العديد من الدول بعرض أعمالها الفنية في هذه المساحات». التفاهم بين الثقافات فيما أكّد هشام نورين، المدير التنفيذي للاستراتيجية والإدارة والمشاريع في قطاع تنمية المجتمع بمؤسسة قطر أن الفن عالمي، وهو موجود في كل مكان حولنا، بشتى الصور، وعلى مختلف المنصات، وهو يعزز التفاهم بين الثقافات، ويشجعنا على استكشاف رسالته وما تنطوي عليه من معانٍ بالنسبة لحياتنا في عالمنا اليوم». من جهة أخرى شهد المنتدى، والذي نظمته مؤسسة «فيوتشر إيفريثنج» وبدعم من كلية لندن الجامعية، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تسليط الضوء على آراء الخبراء من جهات مختلفة مثل متحف الحرب الإمبراطوري بالمملكة المتحدة، وجامعة سنترال لانكشير، ودار المزادات الرائدة في الشرق الأوسط «كريستيز»، ومتاحف قطر، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومشيرب العقارية. وركزّت النقاشات حول سُبل تمويل الفن ودعمه في المجال العام، ووضع طرق مشتركة لإيصال الفن العام إلى الناس في قطر وتعزيز مشاركتهم.
مشاركة :