عصفت موجة انخفاض حادة بمؤشرات الأسهم والسلع العالمية، اليوم الاثنين، بفعل قفزة في عدد الإصابات بفيروس كورونا خارج الصين، وخاصّة في أوروبا، في الوقت الذي يخشى فيه المستثمرون من أن يلحق التفشي ضرراً أكبر مما كان متوقعاً بالاقتصاد العالمي.وهبط سعر النفط أكثر من 3% في حين شهدت أسعار الذهب قفزة بنحو 40 دولاراً ليصل سعر الأوقية إلى 1690.05 دولار.في أسواق المال، نزل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» 2.96%، مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ أكتوبر/ تشرين الأول، مع تراجع جميع المؤشرات الرئيسية في أوروبا، حيث انخفض مؤشر «كاك» الفرنسي 3.4%، و«داكس» الألماني 3.3%، و«فوتسي» البريطاني 2.8%، كما هوت الأسهم في بورصة ميلانو 3.7% لأدنى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع بعدما سجلت إيطاليا أكبر ارتفاع للإصابات بفيروس كورونا، مع الإعلان عن وفاة مصاب ثالث اليوم وإصابة ما يزيد على 150 بالفيروس.وفي أسواق النفط، تراجعت أسعار الخام في آسيا لتكون قرب أدنى مستوى لها في أسبوع، وانخفض خام «برنت» القياسي تسليم شهر إبريل/ نيسان 3.3% إلى مستوى 56.58 دولار للبرميل، بينما هبط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم إبريل/ نيسان بأكثر من 3.1% ليسجل 51.7 دولار للبرميل.وفي أسواق المال الآسيوية، أفلتت بورصة طوكيو من التراجع بسبب إغلاق أبوابها، الاثنين، في عطلة رسمية احتفالاً بعيد ميلاد الإمبراطور، وفيما شهد مؤشر «شنغهاي» انخفاضاً طفيفاً بلغ 0.28% بسبب انخفاض حالات الإصابة داخل الصين، هوى مؤشر «هونج كونج» 1.79%، ونزل مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي 3.8%.يأتي ذلك، فيما حذر «جولدمان ساكس» من أن أسعار السلع الأولية قد تنخفض بشدة قبل أن يساعد تحفيز صيني يستهدف مكافحة تأثير فيروس كورونا في وقت لاحق من العام على أن يحقق القطاع العائد المتوقع في 12 شهراً بنحو 10%.وقال محللون لدى البنك الأمريكي في مذكرة: «التعهد بالتحفيز جعل أسواق السلع الأولية تتحرك مثل أسواق الأسهم، ما يعزز مخاطر تصحيح حاد». ويتوقع البنك عوائد بواقع -0.5% و4.9% و9.5% على السلع الأولية على مدى فترة قدرها 3 و6 و12 شهراً على التوالي على المؤشر ستاندرد آند بورز جي.إس.سي.آي للسلع الأولية الزاخر بالنفط.وعلى مدى 12 شهراً، يتوقع البنك عائداً بـ 14.3% من الطاقة، و4.3% من المعادن الصناعية وعائداً سلبياً بنسبة 0.8% من المعادن النفيسة.وتتعرض أسواق السلع الأولية لضغوط، إذ يؤدي نمو المخاوف من أن يتحول فيروس كورونا الشبيه بالإنفلونزا إلى وباء، إلى تصاعد القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.وقال جولدمان ساكس إنه بخلاف ضعف الطلب الناجم عن استمرار الاضطرابات في الصين وتراكم المخزونات، فإن تباطؤ الانتعاش الاقتصادي ربما يُضاف إلى خطر أن تتجاوز مخزونات النفط الطاقة الاستيعابية للتخزين، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الخام.وأضاف جولدمان ساكس أن الذهب قد يتجه صوب 1750 دولاراً للأوقية (الأونصة) إذا جرى احتواء الفيروس خلال الربع الأول من 2020، بينما قد يدفع أي استمرار للوباء في الربع الثاني الأسعار صوب 1850 دولاراً.