أدى عشق الشاب السعودي أسامة العوام للقهوة، إلى إطلاق مشروع «بيت التحميص»، لنشر ثقافة القهوة في المملكة بتوفيرها في بيئة تثقيفية، هدفها جعل تجربة القهوة ممتعة وسهلة. وبدأت قصة العوام مع القهوة، بعدما تذوق أحد أنواعها قبل 10 سنوات، الأمر الذي غيّر نظرته لها، وأصبح يهتم بها ويبحث عن أنواعها، حتى حصل أخيراً على شهادات أكاديمية عدة في مجال التحميص، إذ يعتبر رائد تحميص معتمداً دولياً. وعمل العوام على ترجمة شغفه إلى مشروع يطمح فيه لنشر ثقافة القهوة المختصة في المملكة عبر توفيرها في بيئة تثقيفية هدفها أن تجعل من تجربة القهوة ممتعة وسهلة، وأحب تحضيرها باستخدام الأدوات اليدوية كالترشيح، وهي طريقة لتحضير كوب واحد بالفلتر الورقي، لإيجاد النكهات الطبيعية للقهوة، ما جعله يعمل على تطوير علاقته مع شركة هاريو اليابانية، كبرى شركات أدوات التحضير والتقديم والطحن اليدوية بمختلف أنواعها، حتى أصبح الآن موزعاً معتمداً للشركة. ويقول العوام الذي حصل على بكالوريوس قانون الأعمال والتجارة الدولية مع مرتبة الشرف وعمل كمستشار في تطوير الأعمال مع شركات بريطانية قبل أن يعود إلى الرياض: «كانت إقامتنا في بريطانيا بطبيعة عمل والدي هي سبب انفتاحي بشغف على أنواع القهوة المختصة عالية التقويم وطازجة التحميص، ووقعت في حب القهوة من كوب كابوتشينو من والدتي وكانت هي أول تجربة لي للقهوة المختصة المعدة بالمعايير الصحيحة، وأصبحت استمتع بها في شكل يومي في المقاهي إلى أن تطور شغفي وأصبحت في المنزل أعد أنواع القهوة وأتقن فن الرسم على أكوابها». ويضيف: «بدأت القراءة عن القهوة وسبل تحميصها وتحضيرها، وعند دخولي الجامعة لدراسة القانون التجاري اشترى والداي أول محمصة وأول مطحنة قهوة لي، وتطور حبي للقهوة وتحميصها منذ ذلك الحين، وطورت أدواتي تماشياً مع اكتسابي المزيد من الخبرة ونمو حاجاتي، وما زلت أحتفظ بأدواتي التي ابتدأت بها التحميص، لأنها كانت نقطة التحول من الاهتمام والإلمام بالمجال إلى حرفة وأسلوب ونمط حياة». وعن فكرة المشروع عندما عاد إلى السعودية، يقول: «افتقدت سهولة الحصول على البن الأخضر (غير المحمص) بأنواعه ومصادره المتعددة، فبدأت أطلب من الأهل والأصدقاء عند سفرهم إلى الخارج أو عبر الإنترنت، لأن البن الموجود محلياً لا يراعى فيه معايير القهوة المختصة نظراً الى غلاء سعرها نسبياً أو لقلة الطلب عليها. تعرفت خلال الأشهر الأولى من عودتي على مجموعة من هواة القهوة عالية الجودة، وكان بعضهم أيضاً يحبون التحميص، وعندها نشأت فكرة المشروع بعد أن وجدت أن هنالك قابلية لمثل هذه الفكرة في السوق، ووجود مجتمع هواة في مختلف مناطق المملكة، ولتطور اختلاف أذواق الناس». ويتابع: «وبعد عرض الفكرة على مستثمرين تطورت وتحولت من مجرد فكرة إلى خطة استراتيجية تحوي دراسة للسوق ودراسة فنية ودراسة مالية شملت استفتاء تم نشره بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأمضينا خلال تطوير الخطة عاماً كاملاً من التجارب على أكثر من 130 نوع قهوة من مصادر مختلفة، وزيارات لمزارع القهوة والمحامص والمقاهي المتخصصة».
مشاركة :