دبا الفجيرة: «الخليج» عرض، مساء أمس الأول، على مسرح بيت المونودراما بدبا الفجيرة، مسرحية «قهوة زعترة» من فلسطين، من تأليف وتمثيل الفنان حسام أبوعيشة، وإخراج كامل الباشا، وشكلت حالة فلسطينية مقدسية متميزة بدورها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فقد كان روادها سياسيون وأكاديميون من كبار التجار، وشيوخ العشائر، ومن خلال عامل المقهى «صالح»، وهو الشخصية الرئيسية في المقهى الواقع في بلدة قديمة، جمع أبوعيشة قصص المقهى التي تنتصر للقضية الفلسطينية في قالب مسرحي مشوق، ودراماتيكي كوميدي. واستطاع المؤلف أن يجعل الحضور يعيش قصصاً تحبس الأنفاس، وتجعله في حيرة من أمره. وشهدت الندوة التطبيقية المخصصة للعرض، التي أدارها من الجزائر الفنان عبد الناصر خلاف، العديد من المداخلات التي أثنت على العرض. وتحدث حسام أبوعيشة، عن العرض، مؤكداً أنه ميال في مجمل أعماله إلى المسرح الكوميدي الساخر، وأنه منحاز للقضية الفلسطينية في مجمل أعماله، معبراً عن سعادته بالمشاركة في الدورة الثالثة للمهرجان.أول المتداخلين كان الدكتور مشهور مصطفى من لبنان، الذي حيّا فريق العرض، معتبراً أن العرض أوصل رسالته كاملة للمتلقي، من خلال أداء متقن تمكن من الدخول في تفاصيل الشخصية. ورأى الدكتور العراقي جبار خماط أن العرض كان إبداعياً، من خلال تحول الجسد والصوت إلى ذاكرة مدينة، معتبراً أن الممثل تمكن من الوصول إلى كل ما يريد من دون تعقيد. وذهب الدكتور حسين علي هارف من العراق، إلى ما ذهب إليه خماط، معتبراً العرض إبداعياً ممتعاً ومتميزاً ومزيجاً بين فن الحكواتي، و«ستاند آب كوميدي»، ونجحت المحاولة إلى حد كبير. ومن العراق أيضاً، ذكر الفنان عزيز خيون أن العرض لم يكن قصده الإضحاك، بل هو صعب، ومهم، امتلك الممثل فيه شيئاً من التلقائية والعفوية في الأداء. وذكر علي ريسان من العراق، أن العرض كان مهماً من حيث الحكاية والموروث والأمكنة والأزقة، من خلال إسقاطات حية في الذاكرة، وكذلك رأى ريسان أن العرض كان جميلاً وأنيقاً في كل مستوياته، ممتدحاً أداء الممثل الرائع على الخشبة.ونوهت الدكتورة جميلة الزقاي من الجزائر إلى أن التجارب المسرحية الفلسطينية دائماً ما تكون متميزة، رغم ما يكابدونه من ظروف، مشيدة بأداء الممثل المتفرد، في حكايات شعبية لا تنتهي أرادها العرض الذي سيظل حياً في ذاكرة كل من شاهده، وممتدحة البساطة في هذا العرض.وشكر عبد الله ملك من البحرين، فريق العرض لما طرحه من رسائل اجتماعية كبيرة، عبر الكوميديا، من خلال أداء تمثيلي بسيط، وعفوية يحتاجها جمهور اليوم لإعادته إلى المسرح، ممتدحاً ابتعاد العرض عن الصراخ، والمباشرة.وأبدى الروائي واسيني الأعرج سعادته بمشاهدة العرض، ممتدحاً البساطة التي جاءت على شكل يوميات، وكذلك طرح القضية الفلسطينية من دون ضجيج وصراخ، والعرض مسّ الجمهور في وجدانه. وأبدى الفنان المصري سامح الصريطي، سعادته الكبيرة بالعرض.
مشاركة :