القضاء البريطاني يدرس طلب تسليم مؤسس ويكيليكس إلى الولايات المتحدة

  • 2/25/2020
  • 01:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - (أ ف ب): بدأ القضاء البريطاني أمس الاثنين النظر في طلب الولايات المتحدة تسليمها مؤسس موقع ويكيليكس المثير للجدل جوليان أسانج الذي تتهمه واشنطن بالتجسس لنشره معلومات سرية. في قاعة مزدحمة داخل محكمة وولويش (في جنوب شرق لندن) حيث تجمّع صحفيون وداعمون لأسانج، ظهر الأسترالي البالغ من العمر 48 عاماً، هادئاً ومتيقظاً. ويعتبر عشرات من الداعمين له الذين تجمعوا بحماسة أمام مبنى المحكمة، أنه بطل لحرية التعبير. ويواجه أسانج عقوبة السجن مدة 175 عاماً في الولايات المتحدة التي تلاحقه بتهم قرصنة إلكترونية وتجسس. وقال أثناء جلسة استماع سابقة إنه يرفض «الخضوع لقرار تسليم بسبب عمل صحفي حصل على مكافآت كثيرة وحمى الكثير من الناس».  وعلى غرار أسانج، يرى والده جون شيبتون في هذه الملاحقات خطراً كبيراً على حرية الصحافة. وندّد «بقمع الصحافة» و«بخبث مستمرّ (تمارسه) السلطات» تجاه ابنه، قبل بدء جلسة المحكمة. وقال «هذا ما سيحصل للصحفيين إذا تحقق تسليم جوليا أسانج السياسي». وأسانج المعتقل في سجن بيلمارش الشديد الحراسة، ينبغي أن يمثل طوال الأسبوع قبل إرجاء المحاكمة إلى 18 مايو. وستُستأنف حينها على مدى ثلاثة أسابيع. كان أسانج ملاحقاً في البداية بتهم قرصنة إلكترونية إلا أن القضاء الأمريكي وجّه إليه 17 تهمة جديدة في مايو الماضي، بموجب قوانين ضد التجسس. وتتهمه الولايات المتحدة وخصوصاً بأنه عرّض للخطر المئات من مصادرها عبر نشره عام 2010 على موقع ويكيليكس 250 ألف برقية دبلوماسية و500 ألف وثيقة سرية تتعلق بأنشطة الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. ومن بين هذه الوثائق، مقطع فيديو يُظهر مدنيين قُتلوا بضربات شنّتها مروحية قتالية أمريكية في العراق في يوليو 2007، بينهم صحفيان في وكالة «رويترز». لكن هذه الضربة التي جعلت الأسترالي يُقدّم على أنه بطل حرية الصحافة، عرّضته أيضاً إلى انتقادات. ففي 2011، دانت الصحف الخمس المرتبطة بالمنصة (من بينها «نيويورك تايمز» و«لوموند») نشر وثائق غير محررة قد تعرّض بعض المصادر إلى الخطر. وينبغي على القضاء البريطاني أن يحدّد ما إذا كان طلب تسليمه يحترم عدداً من المعايير القانونية، وخصوصاً ما إذا كان غير متناسب أو غير متوافق مع حقوق الإنسان. وأُوقف أسانج في أبريل 2019 في سفارة الإكوادور التي لجأ إليها قبل سبع سنوات. وكان يخشى تسليمه إلى الولايات المتحدة أو السويد، حيث كان ملاحقا بتهمة اغتصاب. ونفى أسانج هذه التهمة وتمّ إسقاط الدعوى القضائية بحقه.وأثناء جلسة إجرائية نهائية الأربعاء الماضي، أكد فريق الدفاع عن أسانج أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض على مؤسس ويكيليكس العفو عنه إذا أكد أن روسيا غير متورطة في تسريب بيانات من بريد الكتروني داخلي للحزب الديمقراطي الأمريكي. ونفى البيت الأبيض فوراً المعلومات. وفي وثيقة أُعدّت للدفاع عنه، أكدت محاميته جنيفر روبنسون أن اقتراح الرئيس الأمريكي قدم بواسطة النائب الجمهوري السابق دانا روهرباخر «بناء على طلب» الرئيس الأمريكي. من جهته، أكد روهرباخر أنه «عندما تحدثت إلى جوليان أسانج قلت له انه إذا كان قادرا على إعطاء أدلة على الجهة التي زودته بالبريد الالكتروني للحزب الديمقراطي سأدعو الرئيس ترامب للعفو عنه»، نافياً أن يكون قد قام بأي عرض باسم الرئيس الأمريكي. 

مشاركة :