شركة ناشئة مصرية في مهمة لرقمنة النقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية

  • 2/25/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم: مصطفى عادل تسعى شركة تريلا المصرية للعمل على تطوير قطاع النقل بالشاحنات، الذي يعاني تجزئة شديدة في مصر، من خلال الجمع بين الشاحنين والناقلين في إطار سوق واحد.على الرغم من الجهود التي تبذلها مصر في التنمية على جميع الأصعدة تظل بنيتها التحتية هي التحدي الأكبر، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالنقل والخدمات اللوجستية. ومن هنا جاءت الفكرة لمجموعة من رواد الأعمال الشبان الذين كانوا سببا وراء نجاح شركة أوبر العالمية في مصر، حيث قاموا بإرساء شركة تريلا التي تتخذ من القاهرة مقرا لها.وعن تلك الفكرة يقول علي الأطرش (26 عاما) الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة تريلا: «اكتشفنا أنه يمكننا حقا تغيير صناعة مجزأة للغاية وغير فعالة»، في إشارة إلى صناعة النقل بالشاحنات في مصر، التي واجهت مجموعة من التحديات.وتابع علي الأطرش قائلا: «95% مما نرتديه أو نشربه أو نأكله يُنقل بواسطة الشاحنات. إنها صناعة هائلة بمليارات الدولارات، لكنها مجزأة للغاية. إذ تعمل 93% من الشاحنات في مصر والبالغ عددها 1.3 مليون شاحنة بشكل مستقل؛ ومن ثم فهي صناعة غير فعالة بشكل كبير».وتسبب انعدام الكفاءة الناجم عن التجزئة في العديد من المشكلات لكل من الشاحنين والناقلين. فإذا أرادت شركة نقل شحنة تتلقى عروض أسعار مرتفعة وتكون الخدمة غير جديرة بالثقة في أحسن الأحوال.ويواصل علي الحديث: «نريد خفض كلفة نقل البضائع في جميع أنحاء المنطقة. في الواقع، سنعمل على رفع كفاءة الاقتصاد الكلي؛ حتى يلمس المواطن العادي أثر ذلك في حياته».ويرى القائمون على شركة تريلا أن بإمكانهم القضاء على انعدام الكفاءة في هذه الصناعة من خلال الجمع بين الشاحنين والناقلين في سوق واحدة.ويشير علي بقوله: «نعمل حتى الآن مع ما يقرب من 50 إلى 60 شركة شحن، ولدينا نحو 15 إلى 20 ألف شاحنة لنقل البضائع في جميع أنحاء مصر».وتنقل شركة تريلا كل شيء تقريبا داخل مصر، بالإضافة إلى ليبيا والسودان، في ظل اعتماد شركات كبرى مثل كوكاكولا وأوراسكوم ونستله على سوق النقل بالشاحنات.ويعود علي مُعلقا على مسيرة الشركة: «لقد نجحنا في العمل مع هذه الشركات الكبرى من خلال عرض أسعار تنافسية لشحن بضائعها، وتوفير مستوى ثقة أعلى للإنجاز وجودة عالية».وقد ينقل سائقو الشاحنات المستقلون، الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة، شحنتين أو ثلاثة أسبوعيا في أحسن الأحوال، لكن مع تريلا يمكنهم نقل 12 أو 13 شحنة أسبوعيا. كذلك يحظى السائقون بفرصة اختيار الطرق وأوقات الشحن، بل حتى نوع البضائع التي يريدون شحنها.وفي ديسمبر الماضي استحوذت تريلا على منافستها شركة تراكتو؛ ما عزز موقعها كواحدة من أقوى شركات النقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية في مصر. وعن سبب إبرام هذه الصفقة يوضح علي قائلا: «نسعى لقطع شوط طويل للغاية في مجال النقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية. وتُعَّد الطريقة الوحيدة للنمو في مثل هذه السوق المجزأة هي الاستفادة من أوجه التضافر مع الشركات الأخرى في المنطقة. كانت شركة تراكتو هي أول شركة تدخل هذه السوق، وكانت تتمتع برؤية ثاقبة ومعرفة مؤسسية تهتم بالعميل علاوة على امتلاكها قاعدة قوية من الأفكار حول كيفية عمل السوق. كانت الشركة أيضا أكثر خبرة في الشحن للمسافات القصيرة والتوزيع المحلي؛ ما أضاف الكثير إلى سلسلة القيمة الخاصة بنا».وحول التحديات التي واجهت شركة تريلا يعلق علي قائلا: «نحاول حل واحدة من أكثر المشكلات اللوجستية تعقيدا على الإطلاق، في واحدة من أكثر المناطق تعقيدا في العالم. ولحل هذه المشكلة بصورة فعلية عليك أن تستعين بالأشخاص المناسبين».ولهذا السبب تركز شركة تريلا بصورة كبيرة في عملية التوظيف، إذ تبحث عن انتقاء أفضل الكوادر وأصحاب المهارات العليا.ويشير علي الأطرش إلى تحد آخر واجهته شركة تريلا عندما بدأت نشاطها في أوائل عام 2019 قائلا: «إن هذا المجال هو عبارة عن نشاط تجاري مكثف ذي تدفقات نقدية هائلة، واستغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة إلينا للتوسع والارتقاء إلى مستوى أعلى يجعل المؤسسات المالية تتعامل معنا بجدية أكبر، لأننا أصبحنا جديرين بثقة الحصول على القروض أكثر من أي وقت مضى».ومن ناحية أخرى، كان الاعتماد على التكنولوجيا في هذه الصناعة التقليدية يمثل تحديا معقدا بالنسبة إلى شركة تريلا.ويقول علي: «نحقق هذه المعادلة الصعبة من خلال الاستماع إلى ملاحظات شركات النقل في كثير من الأحيان. لدينا حضور مميز في السوق، إذ إننا لدينا مقدم خدمات أرضية في كل منشأة ننقل الشحنات من خلالها».وبفضل هذا الحضور، تجمع الشركة أفكارا وبيانات نوعية حول كيفية جعل خدمتها أكثر سلاسة لشركائها الناقلين.وفي ظل توافر أصحاب المواهب البارزة والطموحات الكبيرة علاوة على دعم المستثمرين البارزين مثل الجبرا فينتشرز ومسرعة الأعمال الأمريكية واي كومبينيتور، تضع شركة تريلا نصب أعينها أهدافا كبيرة لتحقيقها في المستقبل.ويختتم علي الحديث بقوله: «لدينا طموحات للتوسع خارج مصر، وتوسيع نطاق وجودنا في دول الجوار، إذ يمكننا حقا الاستفادة من الشبكة المتوافرة؛ ما يزيد من تحسين الكفاءة في سوقنا بصورة شاملة».

مشاركة :