السعودية والكويت.. تلاحم سياسي واقتصادي وشعبي

  • 2/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده. وأعرب الملك سلمان في برقية بعثها باسمه وشعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة له، ولحكومة وشعب دولة الكويت الشقيق اطراد التقدم والازدهار. وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة. كما بعث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان برقية تهنئة مماثلة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وعبر ولي العهد عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة له، ولحكومة ولشعب الكويت الشقيق المزيد من التقدم والازدهار. تطور وتنمية وتحتفي الكويت الشقيقة اليوم، بالذكرى التاسعة والخمسين لاستقلالها، والذكرى التاسعة والعشرين على التحرير. ومرت الكويت منذ إعلان الاستقلال حتى الآن بمراحل تطور وتنمية هائلة سعت من خلالها إلى تحقيق أعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة، وانتهجت خططا تنموية طموحة من أجل استكمال مسيرة بناء الدولة الحديثة على الأصعدة كافة. وتمتاز العلاقات السعودية الكويتية بخصوصية تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مسيرتها، شملت التعاون في جميع المجالات، الأمر الذي كان أحد ثماره قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ذلك المجلس الذي حقق للخليجيين في إطار العمل الخليجي المشترك على مدار مسيرته المباركة الكثير من الإنجازات نحو مستقبل مشرق تتحقق فيه آمال وطموحات أبناء الخليج بصورة عامة، فالعلاقات السعودية الكويتية تزخر بصفحات من البطولة والمواقف المشرفة، وتأتي بفضل الله ثم بفضل قيادتي البلدين، فهي ماضية في طريقها بخطوات واثقة ونظرة ثاقبة نحو مستقبل زاهر يحقق الأمن والرخاء للبلدين والشعبين الشقيقين. مفهوم الأخوة ويعود عمق العلاقة بين البلدين إلى عام 1891م، حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمهما الله - ضيوفا على الكويت، قبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدولية بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أية قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم. وأضفت العلاقات القوية التي جمعت الإمام عبدالرحمن الفيصل، بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بمبارك الكبير - رحمهما الله - المتانة والقوة على العلاقات السعودية الكويتية، خاصة بعد أن تم توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي واصل نهج والده في تعزيز علاقات الأخوة مع الكويت، وسعى الملك عبدالعزيز إلى تطوير هذه العلاقة سياسيا، واقتصاديا، وثقافيا، وجعلها تتميز بأنماط متعددة من التعاون. وفي الوقت الذي كان يؤسس فيه الملك عبدالعزيز آل سعود قيام الدولة السعودية في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت، حرص - رحمه الله - على توثيق عرى الأخوة ووشائج المودة مع دول الخليج العربي، ومنها دولة الكويت التي زارها خلال الأعوام 1910م، 1915م، و1936م. اتفاقيات دولية ووقع الملك عبدالعزيز اتفاقيات دولية، ومنها ما تم مع حكومة الكويت في الثاني من ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز، والشيخ أحمد الجابر الصباح - رحمهما الله -. كما جرى في 20 أبريل 1942م التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، كان من أهم ما تضمنته جانب الصداقة وحسن الجوار والأمور التجارية، إضافة إلى ما يهتم بالأمور الأمنية مثل تسليم المجرمين. ووثق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته في ذي القعدة 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في الكويت، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك. وجدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان هذه العلاقات بزيارته في الثالث من سبتمبر 2018م لدولة الكويت لترسيخ عمق العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين الشقيقين. خطى ثابتة وتسير العلاقات السعودية الكويتية بخطى ثابتة ومدروسة من حسن إلى أحسن على امتداد تاريخها الطويل بعمر تجاوز قرنين ونصف القرن من الزمان، فمنذ الدولة السعودية الأولى مرورا بالدولة السعودية الثانية وصولا لهذا العهد الزاهر ومسيرة العلاقات بين المملكة والكويت تتطور وتزدهر بفضل حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في البلدين التي أرست قواعد هذه العلاقة ووطدت عراها ومتنت أواصرها ورسمت خطوط مستقبلها في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة الرسمية منها والشعبية. وأصبح التعاون والتنسيق السعودي الكويتي تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يسعى لتحقيق ما فيه خير شعوب دول المجلس وشعوب الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضايا العدل والسلام في العالم أجمع. علاقات متميزة وانطلاقا من توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لا يقتصر مجال التعاون بين البلدين على الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية، بل يتعداه ليشمل المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والفنية، امتدادا لما سبق ذلك التعاون من دعم. فمنذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في رجب عام 1401هـ جمعت بين البلدين الشقيقين المملكة والكويت أكثر من اتفاقية خليجية مشتركة ومن أهم هذه الاتفاقيات الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون الموقعة بين الدول الأعضاء في المجلس في شعبان عام 1401هـ. وترتبط المملكة والكويت بعلاقات خاصة ومتميزة سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، فالتاريخ يعود بهذه العلاقات إلى ماض بعيد وأبعاد متعددة لها في كل جانب دلائل واضحة تشير إلى حجم التعاون وأريحية الود والصداقة التي تجمعهما. وإذا كان للأرقام دلالة في مسيرة العلاقات بين الدول فإنها في مسيرة العلاقات السعودية الكويتية حقائق ثابتة، ثبات المبادئ التي تؤمن بها قيادة البلدين، علاوة على الروابط الراسخة في وحدة الأخوة والدين واللغة والجوار.

مشاركة :