حذر الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من فشل مفاوضات جنيف السياسية، لحل الأزمة الليبية، بسبب أسلوب البعثة الأممية في اختيار ممثلي الأطراف المشاركة، وكذلك تجاهلها لأطراف مؤثرة على الأرض، ولن يمر أي حل دونها.وقال بدر الدين لـ"البوابة نيوز": "البعثة الأممية تضع عراقيل وتعقيدات أمام المساعي الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، وهو ما دفع مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا، والمنعقد في مدينة طبرق شرق البلاد إلى إعلان تعليق مشاركته في المحادثات، المقرر عقدها غدا الأربعاء".وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه رغم اختيار مجلس النواب الليبي 13 عضوًا لحضور مباحثات بعد غدٍ الخميس في جنيف، فإن اللجنة الأممية تجاهلت هذا الاختيار، وقررت التواصل مع نواب آخرين واختارت منهم 5 نواب للحضور، وهو ما يحملها مسئولية قرار مجلس النواب بالمقاطعة.وأضاف: "المدهش في الأمر أن حكومة الوفاق هي الأخرى، أعلنت المقاطعة، رغم أنها طرف مناقض للطرف الأول، وهو ما يشير إلى عدم رضا جميع الأطراف عن سلوك البعثة الأممية، ويدفع للتساؤل، لصالح من تعمل هذه البعثة؟!".ولفت بدر الدين إلى موقف البعثة الأممية من اختيار الأطراف المشاركة في مباحثات جنيف اتسم بالمحاباة الشديدة، وهو ما بدا واضحا في تجاهلها دعوة بعض الأطراف ذات الثقل على الأرض، مثل: القبائل التي أوقفت تصدير النفط، ولم يستطع أحد أن يمنعها، وهو ما يعني أنه لا يمكن تمرير أي اتفاق دون موافقتها، ويستدعي بالتالي أن يكون لها حضور مناسب في المفاوضات، بحسب وصفه.وحذر بدر الدين من أن أسلوب البعثة الأممية في إدارة ملف الحوار السياسي، يحمل في طياته خطورة كبيرة بشأن ليبيا، لا تكمن فقط في اختيار أطراف لن تستطيع وحدها تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وإنما أيضا في أن غياب القواعد الموضوعية للاختيار، أوجد ثغرة يحاول رئيس ما يسمى باتحاد يهود ليبيا، رافائيل لوزون، النفاذ منها إلى المطالبة بالمشاركة في محادثات جنيف، للاستفادة من حالة التخبط التي سقطت فيها البعثة الأممية، وأسقطت جميع الأطراف معها.وتابع بدر الدين: "البعثة الأممية أعلنت أن الجولة الجديدة من المفاوضات ستبدأ في موعدها المحدد سلفا، بعد غد الخميس، وهو ما يضعنا أمام تساؤل كبير، هو: من الذين سيجلسون حول طاولة المباحثات، في ظل مقاطعة جميع الأطراف؟".
مشاركة :