بغداد (رويترز) - أغلق العراق المدارس والجامعات يوم الثلاثاء وطلب من مواطنيه الابتعاد عن التجمعات مع إسراعه لمنع انتقال فيروس كورونا من جارته إيران التي شهدت على ما يبدو أسوأ موجة تفشي للفيروس خارج الصين. وأظهرت اختبارات أجريت لأفراد أسرة عراقية مؤلفة من أربعة وعادت من زيارة لإيران إصابتهم بكورونا في محافظة كركوك، وكان هؤلاء أول عراقيين يعرف إصابتهم بالمرض وذلك بعد يوم واحد من أول حالة إصابة مؤكدة لكورونا في العراق وهي لطالب إيراني بمدينة النجف. وقد يكون لتدابير الحد من الانتشار تداعيات سياسية كبرى في العراق حيث قُتل حوالي 500 شخص في احتجاجات مناهضة للحكومة منذ العام الماضي. وألغى رجل دين يحظى بشعبية يوم الثلاثاء دعوته لمظاهرة ”مليونيّة“. وأعلن محافظ الموصل إغلاق جميع المكاتب الحكومية يومي الأربعاء والخميس وصدرت تعليمات للمساجد بتوجيه النصائح حول تجنب الإصابة بفيروس كورونا في خطب يوم الجمعة. ويشعر العراق بقلق عميق بسبب الصلات بينه وبين إيران التي يتفشى فيها الفيروس وتربطه بها علاقات ثقافية ودينية وثيقة كما يستقبل العراق ملايين الزوار الإيرانيين للمزارات الشيعية كل عام. وأعلنت الحكومة أنها قررت تمديد حظر دخول المسافرين من الصين وإيران وفرضت قرارات حظر مماثلة على المسافرين من تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا وسنغافورة. ويُستثنى من هذا الحظر المواطنون العراقيون والدبلوماسيون. ودعت الحكومة المواطنين يوم الثلاثاء إلى تجنب التجمعات العامة. وجرى حظر التجمعات في مدينة النجف. وأعلنت السلطات ”تعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات لمدة عشرة أيام“ في محافظة النجف وإلى أجل غير مسمى في كركوك. وأوقفت كردستان العراق الدراسة إلى ما بعد يوم 20 مارس آذار. وأعلنت إيران وفاة 16 شخصا بالمرض، في أكبر عدد وفيات خارج بر الصين الرئيسي، فضلا عن تأكد إصابة ما لا يقل عن 95 آخرين منهم نائب وزير الصحة. وقالت إيران يوم الاثنين إن هناك اشتباها بإصابة 900 شخص بالفيروس . وفي حالة التأكد من ذلك سيكون أكبر عدد للإصابات بالفيروس خارج الصين. وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء أن 320 شخصا نقلوا للمستشفيات بسبب المرض في إيران. ويخشى خبراء دوليون من أن العدد الرسمي للحالات في إيران لا يعكس نطاق التفشي الحقيقي في البلاد. وذكرت وزارة الصحة العراقية أن حالات الإصابة الأربعة في كركوك رهن الحجر الصحي. ونقلت سيارة إسعاف الطالب الإيراني إلى بلده. وزادت المخاوف من تفشي وباء كورونا بشكل حاد هذا الأسبوع بعد الارتفاع الكبير في عدد الحالات الجديدة في إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية. وأصاب الفيروس أكثر من ثمانين ألف شخص وأودى بحياة أكثر من 2660 في الصين منذ ظهوره في أواخر العام الماضي. ويزور النجف، حيث يوجد ضريح الإمام عليّ، ملايين الشيعة كل عام. ومنع محافظ كربلاء، التي يزورها ملايين الشيعة كل عام، دخول الزائرين الإيرانيين والصينيين. شارك في التغطية مصطفى محمود من كركو وعلي سلطان من السليمانية وجمال بدراني من الموصل ومراسل لرويترز من كربلاء - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة
مشاركة :