يعتبر ارتفاع ضغط الدم من اشهر الأمراض الحديثة الشائعة و المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية و الكلى ويؤثر على نحو 28-30% من البالغين في أنحاء العالم بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ويطلق عليه البعض فرط الضغط الشرياني، وهو حالة مرضية مزمنة يكون فيها ضغط الدم في الشرايين مرتفعًا والذي يفرض على القلب جهداً أكبر من الطبيعي لكي يتمكن من دفع الدم في الأوعية الدموية، ذلك ما أشارت له الدكتورة شهدان عثمان أخصائية الطب الباطني بدبي. عوامل وراثية وأضافت إن ضغط الدم الانقباضي الطبيعي أثناء الراحة يتراوح بين 100-140 مم زئبق والانبساطي بين 60-90 مم زئبق، ويعد ضغط الدم مفرطا إذا كانت قيمته تبلغ أو تزيد عن 140/90 مم زئبق باستمرار، مشيرة إلى أن الضغط الانقباضي يكون أكثر أهمية بعد عمر الستين، فارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول نوع شائع من ارتفاع ضغط الدم عند من هم أكبر من 60 عاماً. وأوضحت عثمان أن الإصابة بضغط الدم تنجم عن العديد من الأسباب يأتي في مقدمتها العوامل الوراثية وبلوغ سن الشيخوخة، أو الإصابة بالسمنة وتناول الكحول بشكل مفرط وعدم ممارسة الأنشطة البدنية، أو التدخين، وربما تسبب الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الشخص في الإصابة بضغط الدم أيضا، لافتة إلى أنه في الغالب يترافق ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين مع أمراض مثل مرض السكري والنقرس وأمراض الكلى. وأشارت أخصائية الطب الباطني إلى أن ارتفاع ضغط الدم ينقسم إلى نوعين وهما الابتدائي الذي يمثل 95% من إجمالي الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو يعني أن ارتفاع ضغط الدم دون وجود حالة طبية واضحة مسببة له، والنوع الثانوي الذي يمثل نسبة 5% من حالات ارتفاع ضغط الدم واسبابه معروفة ويعتبر نتيجة لمرض سابق مثل الفشل الكلوي أو ضيق شريان الاورطي أو أمراض الجهاز الهرموني مثل نقص إفرازات الغدة الدرقية. فحوصات دورية ولفتت إلى أنه لا توجد أعراض ملحوظة لارتفاع ضغط الدم، حيث يتم اكتشافه في الفحوصات الدورية التي يجريها غالباً معظم الأشخاص وخصوصاً الذين يعانون من أعراض مثل الصداع والتعب وخفقان القلب، مشيرة إلى أن التشخيص الفعلي لمرضى ارتفاع ضغط الدم يبدأ بالتقييم الأولي من خلال السيرة المرضية الكاملة و الفحص البدني بعد أن يأخذ الطبيب قراءتين أو ثلاثا لضغط الدم في مقابلات منفصلة قبل أن يقرر إصابة المريض بارتفاع ضغط الدم وذلك لاختلاف ضغط الدم من وقتٍ لآخر. وأوضحت أخصائية الطب الباطني أنه يمكن إجراء الفحوصات المخبرية لتحديد الأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم الثانوي، ولمعرفة ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم قد تسبب في اي مضاعفات، كما يتم إجراء اختبارات إضافية للكشف عن السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم لأن هذه الحالات تعتبر من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي ما يخص طرق العلاج أكدت شهدان عثمان أن تعديل نمط الحياة هو النوع الأول من أنواع علاج ارتفاع ضغط الدم ويشمل التغيرات الغذائية كالحد من تناول الملح في الطعام، إضافة إلى الابتعاد عن تناول الأغذية المحفوظة لاحتوائها على نسب عالية من الصوديوم, وكذلك تجنب تناول الوجبات السريعة والأغذية المملحة، وتناول الاغذية الغنية بالبوتاسيوم والألياف مثل الخضراوات والفاكهة الطازجة، وأوضحت أنه في بعض الحالات لا يكفي تعديل نمط الحياة وحده لعلاج ضغط الدم المرتفع، لذلك لا بد من تناول الأدوية لخفض ضغط الدم. أمراض متنوعة ارتفاع ضغط الدم مصدر رئيسي للإصابة بالأمراض والوفيات أحيانا، حيث يؤدي إهمال علاجه إلى انخفاض في وظيفة الاجهزة، وهو عامل خطر رئيسي لمجموعة متنوعة من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم منها القلب والفشل الكلوي المزمن، ومرض العصب المحيطي واعتلال الشبكية. المعالجة الفورية أثبتت نتائج الدراسات الطبية أن هناك ارتباطا مهما بين بعض العوامل وارتفاع ضغط الدم يؤدي لزيادة نسبة الاصابة بمضاعفات ارتفاع ضغط الدم منها تقدم العمر وطول فترة ارتفاع ضغط الدم، والقصور في متابعة ضغط الدم والسيطرة عليه، لذلك ينصح الأشخاص بمعالجة كافة الأمراض العارضة فور ظهور أعراضها.
مشاركة :