يعبّد جناح الإمارات في معرض إكسبو ميلانو 2015، الذي ينظم في مدينة ميلانو الإيطالية، الطريق نحو إكسبو 2020 بمدينة دبي، الأمر الذي يتمثل بوضوح في حرص الجناح على تجسيد مفهوم الاستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر، لاسيما بعد أن التزمت الدولة بتنظيم إكسبو أخضر غير مسبوق، يعتمد على مكونات مستدامة، فتقديم بيئة نظيفة ومستدامة كان أبرز النقاط التي وضعتها دبي ضمن ملف استضافة إكسبو دبي 2020، كما صرحت في حديث سابق ريم الهاشمي وزيرة دولة. 7000 زائر يومياً.. يقوم بخدمتهم 450 متطوعاً إماراتياً يقف عدد زوار جناح دولة الإمارات، المشارك حالياً في معرض إكسبو ميلانو 2015 في مدينة ميلانو الإيطالية، والذي يراوح بين 6500 و7000 زائر يومياً، خير شاهد على سياسة التميز والريادة والابتكار التي تنتهجها الدولة، والتي نجحت في جعلها محط جذب واهتمام دائمين، فكل ما ستقدمه سيكون حافلاً بكل ما هو جديد ومختلف. ويعد نجاح جناح الدولة في جذب الأعداد الغفيرة يومياً، منذ بدء انطلاق المعرض في مايو الماضي، رصيداً غنياً دفع بمرتبته، من حيث عدد الإقبال الكثيف الذي يحققه، من المراتب الست إلى الثلاث الأولى، وعليه من المتوقع تجاوز إجمالي زوار المعرض الشهر الماضي، والذين بلغ عددهم 176 ألفاً و403 زوار. ويشكل زوار جناح الدولة، من مختلف الجنسيات والأعمار، يومياً طوابير مكتظة لزيارته تبدأ بالتجمع منذ افتتاح أبواب المعرض وتستمر حتى إغلاقه، ولا يتردد البعض، كما يذكر المتطوعون المشرفون على عملية تنظيم دخولهم، في الانتظار فترات طويلة رغم الأحوال الجوية، ما بين ممطرة ومشمسة. ويسهم في خدمة الأعداد الغفيرة لجناح الدولة في الإمارات فريق من المتطوعين المواطنين من الجنسين، إلى جانب الفريق المسؤول، ويبلغ عددهم الإجمالي 450 متطوعاً، يتم تقسيمهم إلى مجموعات تتناوب على الخدمة الصباحية والمسائية، بمعدل فريقين، تستمر مدة خدمة كل منهما في العمل التطوعي ثلاثة أسابيع، وفقاً لمسؤول المتطوعين نبيل مانع المانع. جناح الإمارات يذكر أن تصميم جناح الإمارات في معرض إكسبو ميلانو 2015، جاء ليلبي متطلبات الحاجة وسلامة البيئة، فقد صمم بطريقة يسهل فيها فك وإعادة التركيب في الدولة لاحقاً، وقد استوحى المهندسون المعماريون، في شركة فوستر وشركاه، أفكارهم في عملية تصميم الجناح من المناظر الطبيعية المثيرة في الدولة وذكريات الماضي والعمارة التقليدية المستدامة في الدولة. وما إن ينتهي إكسبو ميلانو 2015، الذي يحمل شعار تغذية الكوكب.. طاقة للحياة، في أكتوبر المقبل، سيحط الجناح رحاله في مدينة مصدر في أبوظبي، التجمع السكني الذي يستخدم الطاقة المتجددة في الدولة. ولا يقتصر تميز الجناح الإماراتي على تصميمه الفريد فحسب وموقعه الاستراتيجي في قلب المعرض الدولي، بل يتعداه ليشمل مضمونه الذي استثمر التكنولوجيا بأشكال مختلفة لخدمته، ومنه عرض التحديات التي تواجه الدولة والحلول كقلة الموارد ومحدودية المياه والأمطار وغيرها، إلى جانب عرض فيلم إماراتي روائي قصير، يحمل عنوان شجرة العائلة، والذي يركز هو الآخر على التحديات، ويستعرض الحلول بطريقة تأخذنا بين الماضي والحاضر، بالإضافة إلى معرض حياة النخل السرية، الذي يؤكد أهمية هذه الشجرة وقيمتها في المجتمع المحلي قديماً وحديثاً، واستخداماتها وتفاصيل مهمة ومثيرة حولها، متنوعة عنها، وفيلم قصيرٍ آخر يتطرق إلى معلومات أساسية حول إكسبو دبي 2020. كما حرص الجناح الذي قام بتنظيمه المجلس الوطني للإعلام، نيابة عن الحكومة الاتحادية للإمارات، على زرع نباتات من البيئة الإماراتية للتعريف بها، وإبراز المأكولات الشعبية عن طريق طهي حي لمأكولات شعبية منوعة، إضافة إلى القهوة العربية. إعجاب الزوار رصدت الإمارات اليوم، ميدانياً، الإقبال الحاشد على جناح الدولة، وذلك خلال زيارة قامت بها ضمن وفد إعلامي محلي وعربي، بهدف الاطلاع عن كثب على إحدى المحطات المهمة في رحلة استضافة الدولة للحدث الأكبر من نوعه في تاريخ المعارض العالمية معرض إكسبو الدولي في عام 2020، معرض إكسبو دبي 2020، وذلك بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وقالت الزائرة إيمان بهمن من دولة الكويت: حرصت على استثمار زيارتي لدولة إيطاليا في زيارة (إكسبو ميلانو 2015)، والتعرف إلى هذا الحدث الدولي الكبير، وخلال زيارتي للمعرض الذي قصدت فيه جناح دولتي وجناح قطر، حرصت على زيارة جناح دولة الإمارات، للتعرف إلى ما سيقدمه هذا الجناح نحو طريقه لعام 2020، حينما ستستضيف الإمارات معرض إكسبو دبي 2020، وهي المرة الأولى التي يُنظم فيها المعرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى الرغم من امتداد الطوابير واكتظاظها أمام جناح الدولة، إلا أن بهمن تصر على الدخول لاسيما أن ضيق الوقت بالأمس خلال زيارتي الأولى منعني من الدخول والاستمتاع بما يقدمه من أفكار وتطبيقات مميزة كما سمعت. وكما لم يمنع ضيق الوقت الشابة بهمن من الإصرار على دخول جناح الإمارات في اليوم التالي، حرص المسن فرانكو باريزاني على زيارة الجناح والاستمتاع بـفكرته المميزة، على حد قوله. وقال: يحمل جناح الإمارات فكرة مميزة يسلط فيها الضوء على عرض المشكلات التي تواجه الدولة، وتطرح في الوقت نفسه الحلول التي من شأنها حل هذه المشكلات، وهذه خطوة مهمة في سبيل تحقيق التنمية، والعمل على تحقيقها. وأسوةً بالمسن فرانكو، جاءت الشابة أليسيا بيتسلوزي، حيث شددت على تميز فكرة المعرض في الإشارة إلى المشكلات التي واجهت الدولة وسكانها قديماً، حيث قلة الموارد، وفي الوقت ذاته طرح الحلول والتي شرع في تطبيق بعضها ومتابعة العمل في مشروعات تكفل القدرة على مواجهة المشكلات والعمل على حلها. أما الشاب بنجنسرنو ريتستيلو، فقد انبهر بـتصميم الجناح الذي يأخذ شكل تصميمه الفريد من الكثبان الرملية، التي تشكل الصورة الذهنية لنا حينما يذكر اسم الإمارات، التي أرنو إلى زيارتها قريباً. وقالت الزائرة تونيولو أناريتا من إيطاليا كما توقعت بهرني جناح دولة الإمارات، كما بهرتني هي في زيارتي لها حيث وجدتها غاية في الجمال، وتميز الجناح بث فيَّ روح الحماس لزيارة (إكسبو دبي 2020)، لأرى بعيني ماذا ستقدم الإمارات وتبهر به العالم في هذا الحدث الدولي الضخم. ويعكس تصميم الجناح، الذي استحضر جمالية روح الصحراء وتقاليدها، مفهوم الاستدامة الذي يعتمد على حفظ الموارد الطبيعية والاستخدام المسؤول لها، فقد صمم بطريقة يمكن الاستفادة منها لاحقاً، بحيث يمكن تفكيكه ونقله لإعادة تركيبه في الدولة أسوةً بقرينه التصميم السابق للجناح الإماراتي في العاصمة الصينية شنغهاي التي استضافت إكسبو في عام 2010، والذي تم فكه ونقله وتركيبه في جزيرة السعديات بأبوظبي، وحاز جائزة أفضل تصميم من مؤسسة المجلس الوطني للعمارة والاستشارات بولاية إلينوي الأميركية. ووفقاً لمفهوم الاستدامة كذلك، فقد تم تصميم الجناح بشكلين مناخيين مختلفين الأول ميلانو، والثاني في موقعه القادم بالدولة. يحاكي الشكل الخارجي للجناح، من حيث التصميم، مفهوم الاستدامة، أسوةً بالموضوعات التي يسلط الضوء عليها التغذية والاستدامة، تجاوباً وشعار المعرض المضيف ميلانو 2015 تغذية الكوكب.. طاقة للحياة، وذلك من خلال استثمار خبرات الدولة في معالجة نقص الأراضي الصالحة للزراعة، بسبب نقص المياه مقارنةً بالزيادة السكانية. وفي السياق ذاته، وتجسيداً لمفهوم الاستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر نحو إكسبو أخضر، يقدم المشاركون في جناح دوائر دبي الرسمية، التابع للجناح الإماراتي، معلومات وحقائق تدعم المساعي الحثيثة في سبيل الظفر بهذا النوع من المعارض، ومنها خطة المجلس الأعلى للطاقة في دبي في مجال الطاقة المتجددة حتى عام 2030، والتي أطلقها المجلس بهدف تنويع مصادر الطاقة في دبي، وخفض الطلب على الطاقة نسبة 30% بحلول عام 2030. وقد طرح هذه الخطة في جناح الدوائر، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، خلال مشاركة اللجنة الوطنية العليا لـإكسبو دبي 2020، في افتتاح إكسبو ميلانو 2015 في مايو الماضي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتأتي مشاركة هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في الجناح الإماراتي بـإكسبو ميلان 2015، لاستعراض إنجازاتهما ومبادراتهما ونجاحاتهما في قطاع الطاقة، وتحديداً مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه الهيئة (ديوا)، وهو أحد أكبر المشروعات الاستراتيجية الجديدة في العالم، والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 1000 ميغاوات بحلول عام 2020، و3000 ميغاوات بحلول عام 2030. كما تعرض ديوا أمام زوارها المبنى المستدام الذي يقع في منطقة القوز بدبي، ويعتبر أول مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء (إل.إي.إي.دي)، وقد استعرض مدير عام البلدية، حسين ناصر لوتاه، أمام اللجنة تجربة البلدية في مجال الاستدامة الغذائية، ضمن إطار شعار إكسبو ميلانو غذاء للأرض.. وطاقة للحياة. ومن أبرز المشاركات والمبادرات التي تجسد مفهوم الاستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر، لتعبيد الطريق نحو إكسبو دبي 2020.. إكسبو أخضر، في إكسبو ميلانو 2015، مبادرة وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، باختياره الجناح الإماراتي لإطلاق تقرير حالة البيئة لدولة الإمارات العربية المتحدة للعام الجاري، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، المصادف الرابع من يونيو من كل عام. وأكد بن فهد، خلال البيان، أن الجهود التي تبذلها الدولة والمعايير التي وضعتها، خصوصاً في ما يتعلق بالاقتصاد الأخضر والاستدامة، ستكون محفزاً لدول أخرى للمحافظة على البيئة، مشدداً على أهمية مفهوم الاستدامة، الذي سيكون الأساس في إكسبو دبي 2020، وربطه بمفهوم الطاقة فالطاقة موارد، ويجب أن نعلم كيف نديرها بطريقة مستدامة. كما قدم التقرير معلومات مهمة وقيمة عن حالة البيئة، تشكل أداة مهمة لواضعي السياسات وصناع القرار العاملين في مجال التنمية المستدامة، وكذلك للمختصين والباحثين والطلاب والمهتمين بالشأن البيئي، فضلاً عن مساهمته في تعزيز الوعي البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة، ويشكل التقرير أساساً لقاعدة بيانات قابلة للنمو والتطوير مع التقارير القادمة. ويهدف تقرير حالة البيئة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم تقييم شامل ومعتمد وموثق علمياً لحالة البيئة، وذي صلة بالسياسات، ويرصد حالة التفاعل بين البيئة والمجتمع، لمساعدة الجهات المعنية باتخاذ القرارات ووضع السياسات الخاصة بتحسين الإدارة البيئية، ودفع مسيرة التنمية المستدامة في الدولة. نجاحات متتالية حققت دولة الإمارات مشاركات قوية في المعارض الدولية التي شاركت فيها، منها اختيار جناح الدولة كواحد من أفضل الأجنحة العشرة الأولى في معرض هانوفر 2000، وحصلت على الميدالية الذهبية في معرض سرقسطة 2008 المعرض الدولي، وحظيت بتصويت كاسح بين الجمهور في المعرض العالمي في شنغهاي خلال عام 2010. يذكر أن إكسبو دبي 2020 سيكون حدثاً مفصلياً بالنسبة للاقتصاد الأخضر، ومعلماً مهماً في التنمية المستدامة، وسيسهم في تعزيز إرث المكتب الدولي للمعارض، بوصفه واحداً من أكثر معارض إكسبو استدامةً في التاريخ.