هل الفرح بعمل الخير يعد من الرياء؟..سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بفتوى مسجله له. وأجاب عثمان، قائلًا: أن الفرح بعمل الخير لا يعد من باب الرياء؛ لقوله – تعالى- «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»، ( سورة يونس: الآية 58).وأضاف ، أنه إذا فعل الإنسان خيرًا لوجه الله – تعالى- وليس في نيته أن يتحدث الناس عنه؛ فلا يكترث بهم ويجعل فرحه مع خالقه فقط.وتابع أن من فعل عملًا يقصد منه تحدث الناس عنه بالفضل؛ فالله – سبحانه وتعالى- يقول في الحديث الذي رواه أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قال اللّه تبارك وتعالى: «أنا أغْنَى الشُّركاء عن الشِّرك، مَن عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»، رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: “فأنا منه بريء وهو للّذي أشرك”. ونوه إلى ضرورة أن يكون عمل الخير إخلاصًا للمولى – عز وجل-، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس بعد فعلهم للخير يتوقفون عنه؛ لأن الشيطان يوسوس لهم بأن الغرض منه الرياء.واختتم أمين الفتوى قائلًا: " دائمًا أفعل الخير ولا تنتبه إلى الناس؛ لأن ذلك قد يكون سبيلًا لتوقفك عنه وخسراتك لهذا الثواب العظيم".معنى الرياء وحكمهقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن الرياء من الصفات المذمومة التي أمرنا الشرع أن نبتعد عنها، موضحًا أن كلمة رياء أتت في اللغة العربية مشتقة من الرؤية "أريد أن يراني الناس وأنا أفعل خصلة من خصال الخير، حتى يستوجب هذا مدحهم، ورضاهم".وأضاف جمعة، عبر فيسبوك أن الرياء يكون العمل فيه ليس لله، لم يخلص صاحبه نيته لله، ، بل يلتفت إلى الناس، مشيرًا إلى أن الدافع من ذلك الشهرة، والمجد، العظمة، الكبر.وتابع: الرياء ربنا حرَّمه فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ فالرياء يقصد به وجه غير وجه الله؛ ولذلك النبي ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء» يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم: «اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء».هل يترك الإنسان العبادة مخافة الرياء؟.. الإفتاء تردقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان الذي ينوي فعل الخيرات ويوسوس له الشيطان بأشياء أخرى كحب رؤية الناس له، لا تفسد أعماله وأعماله صحيحة، مشيرًا إلى أن ترك العبادة مخافة الرياء، رياء.وأضاف شلبي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يترك العبد العمل مخافة الرياء؟ أنه ليس للإنسان أن يترك العمل والعبادة مخافة أن يقول عنه الناس إنه يفعل كذا وكذا، مشيرة إلى أنها وسوسة من الشيطان؛ من أجل أن يترك العبادة.وأوضح أمين الفتوى أن الإنسان الذي يحصل معه هذا الأمر ينبغي أن يجاهد نفسه ويدفع عنه وساوس الشيطان، لافتًا إلى أن الشيطان سوف يتركه وييأس منه بعد مجاهدته. حكم تأخير الصلاة لمن يخجل من أدائها أمام الناس خوفًا من الرياءأجاب الدكتور عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: "أُذن للصلاة وأنا كنت في زيارة أقاربي فانتظرت لحين العودة للبيت ورفضت الصلاة هناك لأني أخاف من الرياء، فهل ما فعلته صحيح؟".وقال الدكتور عويضة عثمان: "الرياء يكون بقصد الشخص وليس من خوفه أن يفهم عنه ذلك، فكل الفروض يجب أن تؤدى فور النداء لها، وإذا أذن للصلاة فقم وصل وخل الوساوس جانبًا".وأضاف أمين الفتوى، خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد متابعي البث المباشر لدار الإفتاء المصرية عبر الصفحة الرسمية لها على "فيسبوك" أن الفروض يجب أن تؤدى على الفور، وإنما إذا خفت الرياء فلك أن تخفي صلاة قيام الليل، أو كأن تخفي أنك تصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع أو أنك تخرج صدقة لشخص ما، وإنما تلبية نداء الله يجب أن يكون على الفور ولا تخش أى شيء حتى لا يتحول هذا الشعور بداخلك إلى وسواس قهري يجب معه الذهاب إلى الطبيب. هل يكون الرياء في العبادات المفروضة؟ الإفتاء توضحقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن العبادات التي يخشى الإنسان على نفسه من تطرق الرياء إلى قلبه بفعلها، هي العبادات غير المفروضة، لافتًا إلى أن الصلوات المفروضة وصيام رمضان وغيرها مما افترضه الله على العبد لا تكون محط أنظار الغير لأن الجميع يفعلها.وأضاف «عويضة» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: «إذا أذن لصلاة معينة وأنا في بيت أحد أقاربي، هل تجب عليَ الصلاة، أم أنتظر حتى أعود إلى بيتي؛ لأني أخاف من الرياء؟» أن العبد من الممكن أن يخفي العبادات التي لا يفعلها الجميع، مثل قيام الليل وصيام النوافل، مشيرًا إلى أن الذي يخاف على نفسه الرياء فليخفِ عبادته.وأوضح أن إخبار العبد لغيره بفعله عبادة معينة من أجل تذكيره بسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يُعد رياءًا، بل ربما يوسوس له الشيطان أنه رياء من أجل ترك العبادة وغلق باب الطاعة، لافتًا إلى أن العبد قد تكون عبادته أمام الناس دعوة إلى الله يثاب عليها كما قال صلى الله على وسلم: «الدال على الخير كفاعله»
مشاركة :