تونس - قنا: أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، أن دولة قطر، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كانت وستظل داعمة ومساندة للشعب التونسي الشقيق. وقال سعادة الوزير العطية، في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لصندوق الصداقة القطري انتظم أمس في تونس تحت شعار "نجاحكم يشرفنا"، "من هنا كانت توجيهات سمو أمير البلاد المفدى، "حفظه الله" والتي على أساسها تم استنباط نموذج جديد للتعاون تمثل في مشروع صندوق الصداقة القطري في تونس الذي يقوم أساسا على مبدأ الشراكة مع المؤسسات العامة والخاصة وتعزيز قدراتها لتوفير المناخ المناسب لدعم الشباب التونسي في مجال ريادة الأعمال وبعث المشاريع عبر منظومة متكاملة لها خاصية الاستدامة مما يعود بالأثر الإيجابي على التنمية الشاملة والاقتصاد التونسي". وأكد سعادة وزير الخارجية أن "دعم ومساندة قطر لتونس يأتي انطلاقا مما تمليه العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين الشعبين في إطار السياسة الخارجية للدولة التي من بين أولوياتها العمل على تحقيق التكامل والتوافق مع محيطها العربي والإٍسلامي وبناء شراكة فعالة قادرة على مواجهة التحولات الإقليمية والعالمية". كما عبر عن سعادته بلقائه مع نخبة من الشباب التونسي الواعد ممن راهن عليهم صندوق الصداقة القطري وشركائه، قائلا "إنهم كانوا رهانا رابحا استطاعوا بعزيمتهم وطموحهم تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى واقع". وشدد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، في كلمته، على أن الشباب يمثل الثروة الوطنية لتونس اعتبارا لما يشكله من حاضر البلاد ومستقبلها في التقدم والرفاهية عبر قيادة المستقبل والمشاركة في كافة جهود التنمية، متوجها لهم بالقول "هذا ليس بغريب عنكم، فأنتم أصحاب الحضارة التي تمتد لأكثر من 3000 سنة، ابتداء من قرطاج مرورا بتاريخ إسلامي يضرب مثلا في الاعتدال ووصولا إلى دورها الفعال حاليا على الصعيدين الإقليمي والدولي". الاستثمار في المعرفة وأشار سعادته إلى "الدور الريادي للشباب التونسي في قيادة المسيرة الديمقراطية الناجحة التي شهدتها بلادهم المتوجة بإصدار الوثيقة الدستورية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في إطار الوفاق والتوافق بين كافة مكونات الشعب والذي بات نموذجا يحتذى"، مبينا أن الاستثمار في المعرفة "بات من الأسباب الرئيسية لتقدم ورقي الدول والشعوب ويحقق لها نسب نمو عالية، مثلما للشباب دورا رياديا في هذا الشأن من خلال المشاركة الفعالة في صنع القرار وخلق الثروة". وأشار سعادة الوزير، في السياق ذاته، إلى اعتزازه باختيار الشباب التونسي للمشروعات المطروحة من الصندوق القطري المتعلقة بالاستثمار في المعرفة، معربا عن سعادة دولة قطر بأن تساهم مع الشقيقة تونس في الإحاطة بباعثيها الشبان من أجل غرس ثقافة ريادة الأعمال والإسهام في تحقيق الأهداف التنموية. ولفت إلى أنه يرى ثمار هذا التعاون متمثلا في شباب يعمل حرا في مبادرته، كريما في معيشته، مثلما نادى به الشعب التونسي في ثورته "شغل..حرية..كرامة وطنية"، معبرا عن يقينه بأن هذه النتائج ما كان لها أن تتحقق لولا تضافر الجهود والتعاون المشترك من قبل الحكومة التونسية وباقي شركاء الصندوق. واختتم سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، كلمته بالتعبير عن ثقته في تكرار مثل هذه اللقاءات لما فيه من خير للشعبين التونسي والقطري. وقد كرم سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية خلال الحفل أول دفعة من أصحاب المشاريع والمنتفعين بخدمات صندوق الصداقة القطري، وذلك بحضور كل من سعادة السيد الطيّب البكّوش وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية التونسية، وسعادة السيد زياد العذاري وزير التكوين المهني والتشغيل، وسعادة السيد نعمان الفهري وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، وسعادة الدكتور شهاب بودن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وسعادة السيدة سلمى اللومي وزيرة السياحة، وسعادة السيد نجيب درويش وزير البيئة، بالإضافة إلى ممثلين عن البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى تونس. ثقافة المبادرة ومن جهته أعرب سعادة السيد عبدالله بن ناصر الحميدي، سفير دولة قطر لدى تونس، رئيس صندوق الصداقة القطري، عن اعتزازه بالنجاح المحقق، مشيرا إلى الثقة في كفاءة شباب تونس وقدرات شركاء الصندوق وبجهود تونسية 100%. وأضاف قوله "نحن ندعم ثقافة المبادرة وريادة الأعمال، وهذه الشراكة والنتائج تدفعنا قدما للمزيد من العمل لتحقيق الأهداف المرجوة"، مؤكدا أن تجربة الصندوق تهدف لإرساء نموذج متكامل لريادة الأعمال. كما أوضح سعادة السفير أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على استمرارية المشاريع وديمومة مردوديتها بالإضافة إلى ضرورة رفع طاقتها التشغيلية حتى تكون هذه الأفكار طوق نجاة لكل الباحثين عن خوض تجربة ريادة الأعمال وتوفير قيمة مضافة للاقتصاد التونسي. من جانبه بين السيد بدر الدين والي، المتحدث باسم الصندوق، أن ما أعطى لهذا العمل قيمة أكبر أنه شمل الجهات الداخلية وامتدت أنشطته إلى جميع أنحاء تونس، وذلك بنسبة 44% في الجهات الداخليّة، و40% بصفاقس وبنزرت، والجهات الساحليّة و16% في تونس الكبرى. وبدوره أشار السيد كان كامبل، المدير العام لشركة "أوريدو تونس"، إلى أن مؤسسته حريصة على تشجيع الباعثين الشبان التونسيين لتحقيق أحلامهم من خلال إقامة مشاريعهم الخاصة وهذا الحدث يقدم نموذجا من الباعثين الشبان الراغبين في العمل والمعنيين بقيادة قاطرة التنمية في تونس المستقبل كما يؤكد نجاح خطوات الصندوق وشركائه في سبيل تحقيق هدفهم النبيل، وهذا ما دفعنا لنكون من أوائل الرعاة لهذا التجمع". وأوضح السيد حمدي قصيعة، مدير الإحاطة والتشخيص والتنمية ببنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، أن "من النقاط الإيجابية التي تحسب لصندوق الصداقة القطري اعتماده على مجموعة من الشركاء الذين يمثلون مختلف أصناف الهياكل المعنية بأحداث المشاريع وتوفير مواطن العمل". وتثمينا للجهود المبذولة طيلة السنتين الماضيتين تم خلال الحفل رصد مكامن النجاح من خلال معرض لخمسين صاحب مشروع من منتفعي الصندوق. كما تم استقطاب أكثر من 16 محاضرا وخبيرا لتقديم 9 ورشات عمل متميزة في قطاعات شتى امتدت على مدار 3 ساعات، لتبادل الخبرات والعصف الذهني والنقاشات التفاعلية، انخرط فيها 1200 من المشاركين بالإضافة إلى عدد من اللقاءات مع رجال أعمال ومستثمرين تونسيين لعرض تجاربهم وتوجيه نصائحهم للشبان. وتخلل الحفل تنظيم مسابقة لاختيار أفضل 10 مشاريع، ترشّح لها 30 من بين 1000 مستفيد من صندوق الصداقة القطري، أسفرت عن اختيار عدد من المشاريع المتميزة في مجالات متنوعة وفق 10 شروط ومقاييس أعدتها لجنة التحكيم، وتوزعت الجوائز على النحو التالي: فاز بجائزة أحسن مشروع لمستفيد يتراوح عمره بين 18-35عاما السيد محمد نصري، وفاز بجائزة أحسن مشروع ذي توجه تكنولوجي السيد خالد بوشوشة، وفاز بجائزة أحسن مشروع من المشاريع الصغرى السيد خميس براري، وفاز بجائزة أحسن مشروع في المجال الصحي السيد أمين حمدي، وفاز بجائزة أحسن مشروع صناعي السيد محمد هيثم حمدون، وفازت بجائزة أحسن مشروع حرفي السيدة وسيلة عياري، وفاز بجائزة أحسن مشروع ذي منحى إيكولوجي السيد أحمد عمامو، وفاز بجائزة أحسن مشروع رقمي السيد مراد حدوق، وفاز بجائزة أحسن مشروع في مجال الصناعات الغذائية السيد بسام حمادي، وفازت بجائزة أحسن مشروع فلاحي السيدة، لمياء بن عمار. وقد تم خلال الحفل عرض أهم إنجازات صندوق الصداقة القطري في تونس والتي تهدف إلى دعم مجهودات المؤسسات التونسية وتعزيز قدراتها في تدريب وتمويل ومرافقة الشباب التونسي في مجال ريادة الأعمال وذلك من خلال منظومة اقتصادية متكاملة ومتجانسة وفق شراكة فاعلة مع المؤسسات والجمعيات التونسية الناشطة في هذا المجال. والجدير بالذكر أن الحفل حظي بدعم ورعاية 6 شركات تنوعت مساهماتها بين تقديم جوائز المسابقات ورعاية ورشات العمل؛ وهي شركة "فارماغ" والخطوط الجوية القطرية والبنك الوطني القطري وهيواوي ونزل لاسيغال وأوريدو تونس. وكان صندوق الصداقة القطري قد أسس منذ تأسيسه 8 شراكات تونسيّة مع كل من بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، وشبكة تونس لريادة الأعمال، ومؤسسة تيسير للقروض الصغرى، وكنفيدرالية المؤسسات المواطنة التونسية "كوناكت"، ومنظومة انطلاق، وجمعية "تونيزي كرواسنس"، وجمعية "السند"، وجمعية "ميدي". ومن أهم نقاط قوة هذه الاستراتيجية هي التعويل على الشراكة مع مؤسسات عمومية وجمعيات تونسية لتبني المشروع وتغطية كامل جوانبه وتوسعته ليحقق أهدافه على أقصى مدى ممكن. وقد تعاون الصندوق مع شركائه على دعم الباعثين الشبان، فالصندوق وفر مساعدات خاصة لتأهيل وتعزيز قدرات شركائه وتمكينهم من رفع درجة استعدادهم لمساندة الباعثين الشبان على الطريقة الأمثل. وانطلاقا من هذه الديناميكية حصل الشباب الطموح الراغب في إقامة مشاريعه على سند قوي إذ لم يكتف الصندوق وشركاؤه بالدعم المالي فقط بل وفروا المرافقة وتقديم المساعدات التقنية وتوفير الخبرات والاستشارات اللازمة طيلة مراحل إنجاز المشاريع وحتى بعدها، ضمن استراتيجية واضحة هدفها ليس ضمان بعث المشروع فحسب، بل أيضا نجاحه وديمومته. وبفضل هذه الجهود المبذولة، حقق الصندوق وشركاؤه نتائج نوعية إذ نجح في دعم ومرافقة أكثر من 1000 مشروع وخلق أكثر من 5600 موطن شغل مباشر وأكثر من 14200 موطن شغل غير مباشر خاصة في المناطق الداخلية للبلاد. وزير الخارجية التونسي يشيد بدعم قطر لبلاده تونس - قنا: أشاد سعادة السيد الطيب البكوش وزير الخارجية التونسي بدعم دولة قطر لبلاده .. معبرا عن شكر تونس حكومة وشعباً لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وللحكومة والشعب القطري على الدعم والمساندة الأخوية التي لقيتها تونس من دولة قطر خلال واحدة من أهم الفترات الحاسمة من مراحل انتقالها الديمقراطي التي توجت بنجاح أسس بنائها الديمقراطي ومؤسساتها الدائمة بما يؤهلها الآن للانصراف بكل ثقة وحزم نحو رفع تحديات التنمية الاقتصادية والبشرية. جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الخارجية التونسي خلال الحفل الذي أقيم أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لصندوق الصداقة القطري في تونس. وأضاف سعادته "أود بهذه المناسبة السعيدة أن أعلن عن عزم تونس الراسخ على توطيد علاقات الاخوة مع الشقيقة قطر لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين لتبادل التعاون والتضامن العربي المشترك". وثمن مبادرة دولة قطر ببعث صندوق الصداقة القطري في تونس عام 2013 تجسيدا لروح الإخاء والتضامن التونسي ـ القطري، وقال إن هذه الروح التي ما انفكت تتعزز يوما بعد يوم بفضل دعم ورعاية قيادتي البلدين. ونوه بالجهود التي بذلها الصندوق طوال العامين الماضيين من أجل مساعدة الشباب التونسي على بعث مشاريع التنمية الصغرى والمتوسطة لا سيما في المناطق الداخلية..كما نوه بالدور الهام الذي يقوم به شركاء الصندوق من مؤسسات وجمعيات تونسية ولا سيما بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتيسير مهام الصندوق في دعمه لبعث المشاريع من قبل الكفاءات الشبابية التونسية. وكذلك نوه كل من سعادة السيد نعمان الفهري وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، وسعادة السيد زياد العذاري وزير التكوين المهني والتشغيل التونسيان في كلمتين قصيرتين بجهود صندوق الصداقة القطري في مساعدة الشباب التونسي بتوفير مشاريع للتنمية وتوفير فرص العمل.
مشاركة :