أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، الثلاثاء، إصابة 34 شخصا بالفيروس خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، من بينها 16 إصابة في مدينة قم (شمال) بؤرة انتشار الفيروس في إيران. وحثت السلطات الصحية المواطنين على البقاء في منازلهم، للحد من إمكانية انتشار المرض في البلاد. وتفيد تقارير غير رسمية بوفاة أكثر من 50 شخصا بالفيروس في إيران، وهو ما يثير ارتباك المواطنين بسبب عدم شفافية نقل الأخبار الدقيقة بشأن عدد الإصابات الحقيقي في البلاد. ** ارتباك واضح اتهم النائب عن مدينة قم، أميرابيبادي فرهاني، الإثنين، وزارة الصحة بإخفاء العدد الحقيقي للإصابات. وقال فرهاني: هناك "50 حالة وفاة بسبب الفيروس في قم وحدها، وتم الحجر الصحي لأكثر من 250 شخصًا في المدينة". لكن الوزارة شككت في أقواله، وادعت أنه يخلط بين أرقام الوفيات الناجمة عن أمراض أخرى مثل الإنفلونزا وفيروس كورونا. فيما اتهم المواطنون في إيران وزارة الصحة بعدم التصرف للسيطرة على المرض سريعا، وإخفائها عدد المصابين. وقال عبد الله صادق، وهو طبيب إيراني ، للأناضول: "هناك الكثير من الالتباس الذي يحيط بانتشار هذا الفيروس المميت، الذي يثير بطبيعة الحال الخوف والفزع. الحكومة لم تكن مستعدة لمثل هذا المرض". كانت طهران قد تعهدت بالتزام الشفافية بشأن التفاصيل المتعلقة بالفاشية. وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، الأربعاء إن طهران "ستعلن أي أرقام بشأن عدد الوفيات في جميع أنحاء البلاد، وإنها تتعهد بالشفافية بشأن الإبلاغ عن الأرقام". ** سبب الانتشار ووفقا لتقارير غير مؤكدة، فإن بعض العمال الصينيين في قم الذين عادوا إلى الصين مؤخرا، كانوا المصدر الأولي للفيروس في المدينة. ولم تقدم وزارة الصحة أي تفاصيل حول كيفية تضاعف الحالات بسرعة كبيرة في قم، وانتشارها إلى مناطق أخرى. ويعتقد الخبراء أن مدينة قم، مركز السياحة الدينية (الشيعية) في البلاد، قد تصبح "مصدر انتشار الفيروس في إيران والخارج". وغادر الكثير من زائري المدينة بالفعل، فيما ظل البعض الآخر عالقا في الفنادق. وقال إدريس محمد القادم من الهند إلى قم، للأناضول: "الوضع صعب للغاية. لا أحد يمكنه التجول في المدينة أو مغادرة إيران في الظروف الحالية". وأغلقت السلطات المحلية في قم، جميع المؤسسات التعليمية والثقافية ضمن الإجراءات الوقائية، كما علقت الصلوات الجماعية وألغت ورش العمل لأسبوع على الأقل. كما صدرت أوامر مماثلة في العاصمة طهران، ومقاطعات أخرى متضررة من الفيروس.** عدم استعداد كثفت السلطات الإيرانية، مؤخرا، جهودها لمكافحة الفيروس القاتل، مثل رش وسائل النقل بالمطهرات، وتوفير أقنعة الوجه. وتشير التقارير إلى أن وزارة الصناعة طلبت من المصانع بذل طاقتها الكاملة لزيادة إنتاج أقنعة الوجه. وأصدر الرئيس حسن روحاني، أوامر إلى وزارة الصحة لتشكيل مركز قيادة وطني يراقب حالات فيروس كورونا ويمنع انتشاره.غير أنه على النقيض، اعترف أطباء وخبراء للأناضول بـ"عدم استعداد البلاد للأزمة الصحية، ونقص الموارد اللازمة للتصدي لها، وتزايد الفوضى والارتباك حول عدد الوفيات".وقال الدكتور سلامي، طبيب من مدينة غيلان (شمال): "من الواضح أن هناك شيئًا ما مفقودًا في معالجة هذه الأزمة الصحية الأخيرة، ربما لم يكونوا يتوقعون أن تخرج عن نطاق السيطرة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد من قم". ووفقًا لمسؤولين حكوميين، فإن "حملة الضغط القصوى" التي قامت بها الحكومة الأمريكية ضد إيران، أعاقت قدرة البلاد على مواجهة أزمة كورونا، واستيراد أدوات مكافحة العدوى الضرورية. ومطلع الأسبوع، وضعت مجموعة العمل المالي (FATF) ومقرها باريس، إيران على قائمتها السوداء، ما قد يؤثر بشكل أكبر على القطاع الصحي في إيران، وفق الخبراء. ** صدمةفاجأت أزمة كورونا الجميع في إيران، بما في ذلك السلطات الصحية. وقال سعدات علي رضا، تاجر عقارات من طهران، للأناضول: "حدث ذلك بشكل مفاجئ ومخيف، لدرجة أننا لم نكن نعرف ما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها، وماذا نأكل، وماذا يجب أن نتنفس". وما زاد من الصدمة في صفوف الإيرانيين، تضارب الأخبار والتقارير حول الأعداد الحقيقية للمصابين بالمرض. وأغلقت عدد من الدول المجاورة لإيران، على رأسها تركيا والكويت والعراق، حدودها معها مؤقتا لمنع تدفق المرض لأراضيها. ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه طهران عزله دولية متصاعدة جراء العقوبات الأمريكية، ما يجعل البلد الآسيوي في مواجهة "عزلة مزدوجة" إثر دخول الفيروس القاتل في مواجهة معها.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الإثنين، إن إغلاق الحدود "إجراء مؤقت". وأضاف أن وزارته أجرت محادثات مع نظرائها في الدول المجاورة من أجل طمأنتهم أنه "لا توجد حالات مشبوهة تعبر الحدود".وتابع: "أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ في بعض أنحاء العالم ومن الطبيعي أن يتم اتخاذ بعض التدابير بشكل جماعي لمواجهة الفيروس".والإثنين، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من انتشار فيروس كورونا في إيران. وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "نحن قلقون بشأن الوضع في إيطاليا وجمهورية إيران الإسلامية". هذا القلق له ما يبرره، وفق مراقبين، خاصة أن عدد وفيات كورونا في إيران مقارنة بعدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، أعلى من أي بلد آخر، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية حيث الانتشار الأوسع للمرض. ظهر الفيروس في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي، كما أفادت بأن عدد وفيات فيروس كورونا، فاق عدد الوفيات جراء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد المعروف باسم "سارس" بين عامي 2002 و2003. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :