مصر ودّعت مبارك في جنازة عسكرية مهيبة

  • 2/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في موكب عسكري مهيب، وبحضور قيادات الدولة المصرية، يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، شيع جثمان الرئيس الراحل حسني مبارك أمس، في جنازة رسمية عسكرية، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد المشير طنطاوي، في ضاحية التجمع الخامس، شرق القاهرة.وجرّت أحصنة عربة تحمل نعش مبارك الملفوف بالعلم المصري في مجمع المسجد، تبعها موكب يتقدمه السيسي وكبار قادة الجيش ونجلا مبارك علاء وجمال وشخصيات أخرى كبيرة مصرية وعربية.واستغرقت مراسم الجنازة، التي نقل وقائعها التلفزيون مباشرة، قرابة 5 دقائق. وأطلقت المدفعية 21 طلقة في وداعه.وقدم السيسي، واجب العزاء لأسرة الرئيس الراحل والسيدة سوزان ثابت، قبل ان يتم نقل الجثمان بطائرة مروحية إلى مقابر الأسرة في مصر الجديدة، وهي الطائرة نفسها التي أحضرت الجثمان من المستشفى إلى المسجد، حيث ادخل الجثمان محمولاً على أكتاف علاء وجمال.وحرص المشاركون في اداء الجنازة على الهتاف: «لا اله إلا الله... حسني مبارك حبيب الله».ونشرت قوات أمنية كبيرة بالقرب من المسجد والمقبرة، فيما احتشد عشرات من محبي مبارك، بعضهم من مسقط رأسه في قرية كفر المصيلحة في دلتا النيل، أمام المسجد.وقالت مصادر قريبة من أسرة الرئيس الأسبق، أن العزاء، سيقام يوم غدٍ بعد صلاة المغرب، في مسجد المشير.وبدأت أمس، فترة الحداد لمدة 3 أيام، فيما نكست الجهات الحكومية والعسكرية والأمنية، العلم حداداً.إلى ذلك، كشفت مصادر مقربة من العائلة لـ«الراي»، إن حال مبارك الصحية، تدهورت فجر الثلاثاء، وتوفي عند الساعة الحادية عشرة و20 دقيقة صباحاً بتوقيت القاهرة.وذكرت ان السيدة سوزان، انخرطت طويلاً في البكاء.وكتبت على حساب أحد الابناء: «الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون... يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي، ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون».كما دخل جمال وعلاء، في نوبة بكاء شديدة.من جانبه، أشاد الأزهر بمسيرة مبارك الوطنية وبدوره البارز في حرب أكتوبر المجيدة، «التي أعادت العزة والكرامة للأمة العربية».ووصف مفتي مصر شوقي علام، مبارك، بانه «أحد رجال القوات المسلحة الذين دافعوا عن مصرنا الحبيبة في حرب أكتوبر، التي أعادت الكرامة والعزة لمصر والأمة العربية، واستكمل مسيرة النصر بتحرير أرض طابا من الاحتلال الإسرائيلي».وقال رئيس مجلس الشعب السابق أحمد فتحي سرور: «كان رجلاً عظيماً أدى دوره العسكري والسياسي بكل اقتدار، وإذا كانت هناك بعض الأخطاء التي تمت، فهي لم تكن بقدر شجعاته التي واجه بها المؤامرت والأخطار، من دون أن يهرب من المسؤولية».وكتب رئيس الحكومة الاسبق الفريق أحمد شفيق، على «تويتر»: «فقدت مصر زعيماً حكيماً، قائداً صلباً شجاعاً». ونشرت الصحف المصرية الحكومية والخاصة صوراً لمبارك على صفحاتها الأولى، بينما عرض التلفزيون الرسمي مقتطفات من خطاباته السابقة.وعنونت صحيفة «الأهرام»، أمس: «في ذمة الله»، ونشرت صورة للرئيس الأسبق مع شريط أسود تعبيراً عن الحداد.وكتب محمد الأمين في صحيفة «المصري اليوم» الخاصة «قد تتفق أو تختلف مع الرئيس الراحل ولكن المؤكد أن مبارك لم يَخُنْ وطنه أبداً».وأضاف أن مبارك «لم تكن نهايته مثل (معمر) القذافي ولا عبدالله صالح ولا صدام (حسين)، ولا أي من هؤلاء ولا مثل زين العابدين بن علي، فلم يقبل طلبا باللجوء... قال إنه عاش هنا وسيموت هنا على أرض الوطن... وعاش بكرامته وكبريائه، لم يهرب من المحاكمات».وعبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء، عن تعازيه باقتضاب، في لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية.وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تعازيه لحكومة مصر وأسرة مبارك، وأكد أن الرئيس الراحل «قام بدور مهم فى الجهود الديبلوماسية فى الشرق الأوسط، بما فيها تعزيز السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم مساعي الجامعة العربية في إنهاء الصراع بالمنطقة».وامتدح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، مبارك، واصفاً إياه بـ «الفرعون».وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، إن مبارك «شعر بالخيانة من قبل الأميركيين»، في إشارة إلى موقف الولايات المتحدة إزاء تظاهرات 25 يناير العام 2011. تقرير الوفاة وتصريح الدفن | القاهرة - من عبدالجواد الفشني | قبيل خروج جثمان الرئيس الراحل حسني مبارك، من مستشفى الجلاء العسكري، أمس، أصدرت إدارة المستشفى «بلاغ وفاة طبقاً لتعليمات وزارة الصحة».وتضمن البلاغ، الذي حصلت «الراي» على نسخة منه، أن «تشخيص حالة محمد حسني السيد مبارك، هي اشتباه انسداد بالامعاء، وأن الوفاة ناتجة عن صدمة تسممية حادة، نتيجة هذا الانسداد، وأن مبارك كان قيد الرعاية المركزة، وخضع لاستئصال جزء من الأمعاء، في وقت يعاني من قصور مزمن في الكلى ورفرفة أذينية بالقلب». وجاء في تصريح دفن جثمان الرئيس الأسبق، والصادر من مكتب صحة النزهة، شرق القاهرة، أن «اسم المتوفى محمد حسني السيد السيد مبارك، يبلغ من العمر 91 عاماً، وأن أسباب الوفاة قصور مزمن بالكلى ورفرفة أذنية بالقلب».من جهته، قال أستاذ علاج الأورام في كلية طب قصر العيني الطبيب السابق للرئيس الراحل، ياسر عبدالقادر، أن مبارك «كان يعاني من سرطان في الاثني عشر، لكنه شفي تماماً من الورم بعد استئصاله عام 2011»، مضيفاً أنه «كان يعاني أيضاً من خشونة في الركبتين، وكان مصاباً بالرجفان الأذيني، وهو عدم انتظام في ضربات القلب».

مشاركة :