تستعد جدة لاحتضان المؤتمر السعودي العلمي الثالث للأطفال وصحة الطفل، في الحادي عشر من مارس المقبل، وأكد رئيس المؤتمر، البروفيسور عبدالمعين بن عيد الآغا، أستاذ أمراض الأطفال ومرض السكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، على أن المؤتمر يناقش كل ما يتعلق بطب الأطفال، من خلال أبحاث عديدة لنخبة من الأطباء السعوديين والعالميين المتخصصين والمتميزين، مشيراً إلى أن المؤتمر سيقدم جوائز قيمة لأفضل المشاركات البحثية المقدمة، وذلك دعماً لمسيرة البحث العلمي، التي هي أساس بناء العلوم والحضارات. وذكر بأن المؤتمر السعودي العلمي الثالث للأطفال وصحة الطفل، يسعى لتبادل التجارب وإثراء المحتوى العلمي والخبرات المهنية والبحثية. وأشار إلى أن الموضوعات تشمل علم أمراض الأطفال، طب الرئة، أمراض الدم، الأورام، الحساسية، طب حديثي الولادة، أمراض القلب، الأمراض العصبية، الغدد الصماء، أمراض الكلى، علم النفس، أمراض الجهاز الهضمي، سيتطرق المؤتمر أيضاً لمرض السكري بنخبة مميزة من المتحدثين. وأوضح أن مرض السكري يعتبر من الأمراض المزمنة والمنتشرة في الوقت الحالي، والناتج عن حدوث خلل في البنكرياس المسؤول عن إنتاج مادة الإنسولين في الجسم، وهذه المادة مهمّة جداً، إذ تسمح لسكر الجلوكوز في الطعام المُتناول بالمرور من الدم إلى خلايا الجسم، كي يتم استعماله كمصدر للطاقة، ونقص هذه المادة في الجسم يؤدّي إلى الإضرار بالجسم. ومع التطور الحديث على جميع الأصعدة، قد يغفل الناس في كثير من الأحيان مسألة في غاية الأهمية ألا وهي التغذية الصحية السليمة، فالتغذية الصحية السليمة في حياة الطفل من أهم الأمور التي تؤثّر في صحته البدنية والنفسية على حد سواء. لذا سيكون هذا الموضوع محوراً أساسياً في المؤتمر. وكشف أن من الموضوعات التي ستناقش أيضاً في المؤتمر، هو موضوع التبول الليلي اللاإرادي لدى الأطفال، وهي من المشاكل المسبّبة للإحراج والقلق، وتؤدّي إلى حدوث آثار سلبيّة على نفسية الطفل وخصوصاً عندما يتقدّم في العمر، وتبقى المشكلة ملازمة له، ويبدأ الأبوان بفحص الطفل عند الأطباء؛ بحيث يُقدّم الأطباء العلاج المناسب في مثل هذه الحالات. هناك العديد من المواد الفعّالة لعلاج مشكلة التبول اللاإرادي؛ بحيث تضبط من عمليّة التبول أثناء النوم، وهناك العديد من العوامل المؤدية للتبول اللإرادي. التوحد لدى الأطفال، فهو اضطراب عصبي وسلوكي يصيب الأطفال ينتج عنه خلل في وظائف الدماغ الأساسيّة، ممّا يسبّب إعاقة في النمو العقلي للطفل، ويبدأ المرض من سنّ الرضاعة ويستمرّ مدى الحياة، ويعاني الطفل المصاب بالتوحّد من خلل في عملية الاتصال والتواصل مع الآخرين، إضافة إلى صعوبة في النطق ومشاكل في السلوك، ويمكن تطوير النموّ المعرفي والسلوكي لدى المريض إذا تمّ التدخّل المبكر. وأوضح أن حساسيّة الصدر أو الربو، تعرّف أنها ردّة فعلٍ عكسية لقصَبات الطفل الهوائية يحدث عند تعرّضها لمهيجات الحساسية، ما يؤدي إلى شعور الطفل بضيقٍ وتهيّج في جهازه التنفسي وصعوبةٍ في التنفس والسعال القوي المصحوب بالصفير في بعض الأحيان، وهي حالة تصيب الأطفال بشكلٍ كبيرٍ نظراً لصغر حجم قصباتهم الهوائيّة وقَفَصهم الصدري. الرضاعة الطبيعية وأثرها على الأطفال الأصحاء، تعتبر الرضاعة الطبيعيّة من أكثر الأغذية الصحية للطفل، فلقد بينت الأبحاث أنّ حليب الأم ليس مغذياً فحسب، لكنّه يحتوي على مجموعة متنوعة من العوامل ذات الصفات الطبية، والعلاجية، والتي لها أدوار أساسية في المحافظة على نمو الرضع وصحتهم، وعلى الرغم من أنّ الشركات التجارية لا تزال تحاول تصنيع حليب أطفال مقارب في صفاته الغذائية لحليب الأم مثل إضافة مركبات مهمة من الأحماض الدهنية، كأوليغوساشاريدس، واللاكتوفيرين، والنيوكليوتيدات، إلا أنّ حليب الأم له آثار بعيدة المدى على الاستجابة المناعية للرضع، كونه يحتوي على مئات بل الآلاف من الجزيئات النشطة بيولوجياً، والتي تساعد على حماية الجسم ضد العدوى والالتهاب، وتساهم في نضج الجهاز المناعي، وتعزيز الميكروبيوم الصحي. وأكد أن التطعيمات والرأي العام، مؤخراً ظهر لنا بعض المجتهدين في الساحة، ممن يتداول الآثار الجانبية للتطعيم ويحذّر المجتمع من إعطاء اللقاحات التطعيمية وأنه خطر على الأطفال ويجب الابتعاد عنه بالامتناع عن أخذها. هذه المعلومات التي انتشرت بشكل واسع على جميع الأصعدة من هؤلاء المجتهدين، ليست حقائق علمية، سيتم أيضاً التطرق لها خلال المؤتمر. العنف وإيذاء الأطفال، يعاني الأطفال الذين يتعرضون إلى العنف إلى الكثير من الأعراض الجسدية الظاهرة، مثل الكدمات والحروق، ولكن الأضرار النفسية تستمر لفتراتٍ أطول بكثير من تلك الكدمات، ولا يشمل العنف الإساءة الجسدية فقط بل تشمل الإساءة اللفظية، أو العاطفية، أو الجنسية. وبين أن قصر القامة عند الأطفال، يعرف بقصر طول الطفل مقارنة مع أقرانه من الأطفال من الفئة العمريّة نفسها، ومن نفس الجنس، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى قصر القامة عند الأطفال، وتنقسم هذه الأسباب إلى أسباب مرضيّة، وأسباب وراثيّة، وأسباب طبيعيّة مثل تأخر البلوغ، ولا تشكّل نسبة حالة قصر القامة المرضيّة عند الأطفال إلّا ما يقارب 5% فقط من الحالات، ومن الجدير بالذكر أنّ قصر القامة الناتج عن حالات وراثيّة مثل قصر الوالدين، لا يؤثر في صحة الطفل إطلاقاً، أمّا حالات قصر القامة الناتجة عن الإصابة بأحد الأمراض فيمكن علاج معظم هذه الحالات، وعودة نمو الطفل إلى طول القامة الطبيعيّ، ولكن توجد بعض الحالات المرضيّة التي لا يمكن للطفل الحصول على طول طبيعيّ بعد الإصابة بها. وقدم البروفيسور عبدالمعين الآغا، شكره وتقديره لكل من ساهم في إبراز العلم وتوثيقه، ولكل مَن سعى في التنظيم، وبذل جهداً في إنجاح مثل هذه الملتقيات والتظاهرات العلمية التي تعكس حضارة الشعوب. وقد خصّ بالشكر الداعمين للمؤتمر على مستوى الجامعة والشركات، وعلى مستوى أعضاء فريقه المنظمين، وختم قائلاً: أدعو العلي القدير أن يخرج مؤتمرنا هذا بالصورة التي نتطلع لها ويتطلع لها ضيوفنا الكرام، وأتمنى للجميع طيب الإقامة والفائدة الكبيرة.
مشاركة :